الاثنين، 16 أبريل 2018

ماذا أنتم فاعلون غدا؟ (تدوينة)


.هناك أصوات كثيرة في الفيسبوك تعارض أي نوع من الحوار مع السلطة، وتنادي بمقاطعة الانتخابات القادمة..حسنا، هذا أمر جيد
هناك أمر جيد آخر : لقد أعلن رئيس الحزب الحاكم في وقت متأخر من الليلة البارحة وقف مسار التفاوض السري بين السلطة والمنتدى
لقد توقف المسار فما هو البديل الذي ستقدمونه...هل ستدعون غدا إلى مسيرة أم أنكم ستكتفون بالكتابة على الفيسبوك وبمزيد من الهجوم على المنتدى
هناك من يقول بأنه على المعارضة أن لا تحاور النظام وعليها أن تقاطع الانتخابات، وذلك في انتظار أن يتطور وعي الشعب الموريتاني، وأن تكون له القدرة على التخلص من النظام القائم
اسمحوا لي هنا أن ألفت انتباهكم إلى أن مقاطعة الانتخابات ستؤدي إلى المزيد من ضعف الأحزاب، وبعضها قد لا يتمكن من دفع تأجير مقراته (بالمناسبة المنتدى كان ينظم دائما بعض الأنشطة، وفي نشاطه الأخير الذي تمثل في تنظيم مهرجانات في الحوضين ولعصابة وجد صعوبة كبيرة جدا في تمويل نفقات تلك الرحلة). إن ضعف الأحزاب المعارضة سيؤدي إلى المزيد من انفراد السلطة بالشعب الموريتاني وهو ما سيؤدي إلى تراجع الوعي ..هل رأيتم كيف اصطف الشعب الموريتاني في طوابير أمام مكاتب تسجيل الحزب الحاكم، تلكم صورة من تراجع الوعي، فهل شاهدتم مثل ذلك في عهد ولد الطايع؟
للأسف هناك تراجع في الوعي، وسيزداد ذلك التراجع في الفترة القادمة بعد أن يغلق عدد من الأحزاب المعارضة مقراته
هناك من يقول بأن رفض المعارضة للحوار ومقاطعتها للانتخابات سيسحب الشرعية من السلطة ..لقد أسقط الشيوخ التعديلات الدستورية، ولقد قاطع الشعب الموريتاني الاستفتاء، وهو ما يعني بأن العلم الجديد بلا شرعية، وبأن إغلاق مجلس الشيوخ هو أمر خارج الشرعية، ومع ذلك فالعلم الجديد يرفرف في كل مكان، ومجلس الشيوخ مغلق منذ عدة أشهر، بل أكثر من ذلك فإن السيناتور ولد غدة في السجن منذ أشهر دون أي محاكمة
وهناك من يرفض الحوار ويدعو للمقاطعة من أجل تأزيم الأوضاع في انتظار انقلاب عسكري ...فأيهما أفضل : المشاركة في حوار هزيل أم انتظار انقلاب عسكري؟
مرة أخرى أسأل الشباب المعارض الذي قاد هجوما كاسحا على المنتدى لأنه فاوض النظام، ماذا أنتم فاعلون غدا؟ فهل ستخرجون إلى الشارع في احتجاجات أم أنكم ستكتفون بالعودة إلى صفحاتكم على الفيسبوك لممارسة النضال من داخلها؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق