الأحد، 10 يوليو 2011

أسئلة للشباب




لماذا لا يزال الشباب الموريتاني تحكمه وتوجهه الخلافات الفكرية و الحزبية و العرقية في حين استطاع الشباب في الدول الشقيقة والمجاورة تجاوز تلك الخلافات؟
وكيف استطاع الشباب المصري والتونسي واليمني تجاوز الخلافات التقليدية ولم يستطع الشباب الموريتاني ذلك؟
وكيف تمكن شباب الإخوان في مصر من أن يقود الجماعة ويجرها إلى المشاركة في الثورة رغم رفضها في البداية؟ ولِمَ لم يتمكن الشباب هنا من قيادة الطبعة الموريتانية من الإخوان إلى الحراك الشبابي؟ أو أن يقودها لأي شيء آخر؟
وكيف تمكن الشباب الناصري في مصر من ذلك رغم أن الحزب الناصري أعلن أنه هو الذي يقود الثورات ولن يقبل أن تقوده حفنة من الشباب؟ ولماذا لم يتمكن الشباب هنا من قيادة الطبعة الموريتانية للناصرية إلى الحراك الشبابي؟ أو أن يقودها لأي شيء آخر؟
ولماذا في هذا الزمن الذي أصبح فيه شباب الدول الشقيقة يقود التغيير لا زال الشباب الموريتاني يقبل بأن يقوده رجال من الماضي بأساليب وبأفكار وبعقليات بالية؟
وكيف استطاع الشاب الإخواني والشاب الوفدي والشاب الناصري أن يتجاوزوا خلافات تشكيلاتهم التقليدية وأن يلتحموا ـ كالبنيان المرصوص ـ في ميدان التحرير بوصفهم شباب مصر لا شباب حركات وتشكيلات سياسية؟ ولماذا لم يستطع شبابنا نحن أن يقلدهم في ذلك وهو الذي يقلدهم في كل شيء؟ ولماذا لم يستطع شبابنا أن يلتحم في ساحة "أبلوكات" أو في ساحة 1 مايو بوصفه شباب موريتانيا لا شباب حركات وإيديولوجيات وأحزاب متصارعة ومتناحرة؟
وكيف تجاوز الشباب القومي والشباب الإسلامي في مصر خلافاتهم رغم أن منشأها كان هناك ولم يستطع شبابنا نحن أن يتجاوز تلك الخلافات ؟
و لماذا عندما ينشأ خلاف بين القوميين والإسلاميين هنا تظهر عشرات الأقلام الشبابية من كلا الطرفين تنبش أرشيف خلافات الإخوان والناصريين في مصر وفي غيرها؟ ولماذا تختفي تلك الأقلام عندما نحتاجها في قضايا وطنية كبرى؟
ولماذا يدخل بعض الموريتانيين في سبات عميق ولا يستيقظ إلا في الاحتفالات المخلدة لثورة عبد الناصر؟ وأيهما أولى بأن يحتفل به الشباب الموريتاني: ثورة يوليو 1952 أم ثورة يناير 2011؟
ولماذا يدخل البعض الآخر في سبات أعمق ولا يستيقظ إلا ليحتفل بيوم استشهاد صدام حسين؟ ولماذا تدخل فئة أخرى في سبات أطول ولا تستيقظ إلا في مثل هذا اليوم ولكن لتنتقد وتسب صدام حسين؟
وهل يجب أن تظل مشاكل الشباب الموريتاني محصورة في معرفة ما إن كان صدام قد عاش مستبدا أو مات شهيدا؟ أو أن تظل محصورة في معرفة هل كان عبد الناصر قائد ثورة أم قائد انقلاب؟ وهل كان القذافي مفكرا صاحب نظرية ثالثة أم كان مجنونا تسكنه ثلاث شياطين؟
وهل الإخوان هم الذين ظلموا عبد الناصر أم أن عبد الناصر هو الذي ظلمهم؟
وبماذا سيستفيد شبابنا إن تفرغوا لنبش ذلك الأرشيف؟
ولماذا يستطيع شبابنا أن يتوحد لمناصرة الأشقاء ولا يستطيع أن يتوحد لمناصرة أي قضية وطنية مهما كانت أهميتها؟
ولماذا لا يشارك شباب الزنوج في القضايا الوطنية الكبرى ولا يشاركون إلا في القضايا التي يعتقدون أنها تخصهم دون غيرهم؟
وإذا كان من الممكن أن نختلف لأسباب فكرية أو عرقية أو سياسية حول بعض القضايا الوطنية أليست هناك قضايا لا يمكن الخلاف عليها؟
ألا يشكل مثلا نهب ثروتنا السمكية تهديدا مباشرا للشاب الزنجي؟
ألا يتساوى في تلك الكارثة وفي ذلك التهديد الشاب الموريتاني الناصري والشاب الموريتاني البعثي و الشاب الموريتاني الإخواني والشاب الموريتاني التكتلي والشاب الموريتاني التحالفي والشاب الموريتاني الموالي والشاب الموريتاني اليساري و الشاب الموريتاني السنغالي والشاب الموريتاني المغربي والشاب الموريتاني الصحراوي والشاب الموريتاني الكوبي ......؟؟؟؟؟
أليس الشباب الموريتاني بغض النظر عن انتماءاته هو المعني الأول بحماية تلك الثروة؟ وهل يعول الشباب على الأطفال الذين لا يمكنهم الآن أن يفعلوا شيئا لحماية ثروتهم؟ أم يعول على كهول موريتانيا وشيوخها الذين هرم من هرم منهم في الفقر، وهرم من هرم منهم في رغد العيش، وبالتالي لم يعد "تجفيف منابع الاقتصاد" يعني لهم شيئا كثيرا؟
ولِمَ لم يجتمع الشباب حتى الآن حول هذه القضية الوطنية والتي لا يمكن احتكارها فكريا أو سياسيا أو عرقيا لأنها قضية وطنية من المفترض أنها تهم الجميع؟
ألا يشكل إنقاذ الثروة السمكية فرصة نادرة لأن يجتمع الشباب الموريتاني في ميدان واحد؟
ولماذا لا يستطيع الشباب أن يُجمع على حماية ثروات بلده التي تنهب كما أجمع في السابق على مناصرة القضية الفلسطينية مثلا؟
أجيبوني يا شباب يرحمكم الله...
تصبحون على شباب متجدد.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق