الخميس، 28 أغسطس 2025

الحوار الوطني المنتظر... لماذا لم ينطلق رغم تعدد المحاولات؟


حرص الرئيس محمد الشيخ الغزواني منذ وصوله إلى السلطة، على تهدئة الساحة السياسية، والسعي إلى إطلاق حوار وطني شامل لا يستثني ملفا ولا يُقصي أحدا، ومع ذلك، فإن الحوار لم ينظم حتى الآن رغم مرور ست سنوات، ورغم تعدد الجهات الراعية، وتعدد المبادرات الهادفة إلى تنظيمه، والتي نذكر منها: 

1- محاولة أولى عبر منسقية أحزاب الموالاة والمعارضة الممثلة في البرلمان، والتي كانت تنسق حينها لمواجهة جائحة كورونا. وقد أصدرت هذه المنسقية بيانا في يوم 14 مايو 2020، ختمته بالتعبير عن أملها في أن يفضي التنسيق القائم داخلها إلى حوار وطني وفق جدول زمني متفق عليه؛ 

2- محاولة ثانية قادها يحيى ولد الوقف، القادم من صفوف المعارضة، والذي كان حينها وزيرا أمينا عاما للرئاسة آنذاك، وقد كلفه رئيس الجمهورية في يوم 6 أبريل 2022 بالإشراف على اللجنة التحضيرية للتشاور الوطني، وكان مدعوما بفريق ضم مستشارين في الرئاسة، وممثلين عن الوزارة الأولى، والجمعية الوطنية، ووزارة الداخلية؛ 

3- محاولة ثالثة من خلال مبادرة مشتركة بين تكتل القوى الديمقراطية واتحاد قوى التقدم، وحزب الإنصاف، أثمرت عن إصدار "الميثاق الجمهوري" الذي تم توقيعه رسميا مساء الخميس الموافق 21 سبتمبر 2023؛

4 - محاولة رابعة ما تزال مستمرة حتى الآن، بدأت مساء الاثنين 10 مارس 2025  بإفطار في رئاسة الجمهورية، أعلن خلاله رئيس الجمهورية عن "نقطة ربط" ستتحول لاحقا إلى "منسقية حوار" وعيَّن عليها السياسي المخضرم موسى فال، القادم من المعارضة.

لم يسبق أن شهدت البلاد، في فترة لا تتجاوز خمس سنوات، هذا العدد الكبير من المبادرات الساعية إلى إطلاق حوار وطني واسع، وهي مبادرات  شاركت في بعضها  أطراف من المعارضة، واختير لبعضها الآخر شخصيات قادمة من المعارضة، ورغم ذلك، انتهت جميعها بالفشل، هذا إذا ما استثنينا المبادرة الأخيرة، والتي ما تزال متعثرة حتى الآن.

لقد  قررنا في صالون المدونين، عند عودتنا للمواضيع السياسية، أن نفتتح هذه العودة بملف الحوار المتعثر، وذلك  بحثًا عن إجابات عن أسئلته الملحة:

- هل الحوار الوطني ضرورة فعلية، أم أن بقاء المعادلة التقليدية (أغلبية تحكم ومعارضة تعارض) يكفي في انتظار استحقاقات انتخابية جديدة؟

- إذا كان الحوار الوطني ضرورة، فلماذا تعجز النخب السياسية عن إطلاقه حتى الآن،  رغم تعدد المبادرات وتنوع رعاتها؟

- من يتحمل مسؤولية فشل كل هذه المحاولات المتكررة لتنظيم حوار وطني شامل؟

هذه  الأسئلة سنطرحها على طاولة النقاش في جلستنا النقاشية القادمة، إن شاء الله.

قريبا الحلقة 27 من #صالون_المدونين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق