السبت، 29 ديسمبر 2018

الساموري ...من نقابي إلى مخرج أفلام هندية؟


بدءا لابد من القول بأن هذه القضية يجب أن يفتح فيها تحقيق جدي وشفاف ويجب أن تعلن نتائج هذا التحقيق للرأي العام، ويجب أن يعاقب من يستحق العقاب، وفي انتظار أن يحصل ذلك، فإن المتاح الآن من شهادات يزيد من الشكوك حول رواية النقابي الساموري، وهي رواية كانت مهزوزة أصلا.

الخميس، 27 ديسمبر 2018

مبادرة لترشيح الرئيس ولد عبد العزيز للجائزة الأغلى عالميا


مع انتشار حمى المبادرات الداعية لانتهاك الدستور، فإني اقترح على "المبادرين" إطلاق مبادرة لترشيح الرئيس محمد ولد عبد العزيز لجائزة هامة سيكون مؤهلا للفوز بنسختها للعام 2019 إن هو التزم بتنفيذ شرطين أساسيين التزمت بهما الرئيسة الفائزة بهذه الجائزة في العام 2018.
في يوم الاثنين الموافق 19 فبراير 2018 فازت الرئيسة السابقة لليبيريا " إلين جونسون سيرليف" بجائزة عملاق الاتصالات السوداني "مو إبراهيم"، وذلك بعد أن التزمت بالمأموريتين الرئاسيتين المنصوص عليهما في دستور بلادها. لم تفكر هذه الرئيسة في التمديد، وإنما قررت أن تشرف على انتخابات شفافة مكنت من فوز لاعب الكرة السابق "جورج ويا" برئاسة البلاد.

الأربعاء، 26 ديسمبر 2018

رسالة مفتوحة إلى رئيس موريتانيا القادم


سيدي الرئيس،
لقد قررت أن أكتب لكم هذه الرسالة المفتوحة، وذلك لثقتي بأن هناك رئيسا قادما لموريتانيا في منتصف العام 2019، وذلك على الرغم مما نشاهده في أيامنا هذه من مبادرات التطبيل والتزلف التي تُطالب الرئيس الحالي بالبقاء في السلطة من خلال تعديل الدستور والترشح لمأمورية ثالثة.
سيدي الرئيس،
أكتب لكم هذه الرسالة المفتوحة قبل أشهر من وصولكم إلى السلطة، وذلك لأتعهد لكم ـ إن كان في العمر بقية ـ بما يلي:

الاثنين، 24 ديسمبر 2018

رواية "يوميات شخص عادي جدًا"/ الحلقة 13

لما كنت طالبا في الثانوية في النصف الأول من عقد الثمانينيات كنت أتخيل أن الزمن سيظل يسير بتكاسله المعهود، وبخطواته المتثاقلة، وأن العام 2000 لن يأتيني على حين غرة، ولكن الذي حدث في عقد التسعينيات كان مخالفا لكل توقعاتي. لقد قرر الزمن، وبشكل مفاجئ، ومن دون أن يعلن عن ذلك رسميا، أن يسرع من خطاه، فعبر عقد التسعينيات مسرعا وكأنه كان في عجلة من أمره، ولم أشعر بعبوره إلا بعد أن وجدتني مرميا على قارعة العام ألفين من قبل أن أحقق شيئا مذكورا.

كنت أعتقد بأن العام 2000 لن يُطِل بأصفاره الثلاثة، إلا بعد أن أكون قد حققت من الإنجازات ما يكفي لأن يشغل الناس لقترة من الزمن، ولكن ذلك العام  أطل بوجهه الشاحب، وأنا لا زلت عاطلا عن العمل أبحث عن وظيفة.

السبت، 22 ديسمبر 2018

كيف نرد على مبادرات التزلف والتطبيل؟


وأخيرا أطلق "إطارات وعجلات" ولاية اترارزة مبادرتهم التزلفية التطبيلية، والتي من المؤكد بأنها ستشكل شرارة لموجة عارمة من التزلف والتطبيل قد تعم كل ولايات الوطن في الأيام والأسابيع القادمة، وخاصة الولايات الشمالية والجنوبية، مع احتمال قوي أن تصل رياح هذه الموجة التزلفية التطبيلية إلى الولايات الشرقية.

الخميس، 20 ديسمبر 2018

كيف نُفعل المادة السادسة من الدستور الموريتاني؟


لقد تواصل في هذا العام تراجع مستوى الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، فعلى الصعيد الرسمي لم يتم تنظيم أي نشاط حتى ولو كان تحت إشراف أمين عام أو مدير قطاع بإحدى الوزارات، وعلى مستوى الفعاليات الشعبية التي تطلقها منظمات أو جمعيات مدافعة عن اللغة العربية، فقد لوحظ تراجعا كبيرا لاحتفالات هذا العام إذا ما قورنت باحتفالات العام الماضي، والتي كانت بدورها احتفالات متواضعة جدا.

رواية "يوميات شخص عادي جدًا"/ الحلقة 12


بعد تخرجي من قسم الاقتصاد شعبة التخطيط في العام 1989، كان أول شيء عملته هو أني وليت وجهي شطر الوكالة الأمريكية للتنمية طلبا لمنحة دراسية من أجل إكمال دراستي العليا في أمريكا. وكانت تلك هي المرة الثانية التي أحاول فيها أن أذهب إلى أمريكا لغرض الدراسة، وكانت أيضا تلك هي المرة الثانية التي تخذلني فيها أمريكا.
في البداية اعتقدت أن الوكالة الأمريكية للتنمية ستوفر لي منحة، خاصة بعد أن طلبت مني أن أرفق بملفي بعدد من التزكيات الموقعة من طرف بعض أساتذتي، وهو ما قمت به، ولكن في نهاية المطاف تم رفض الملف.
ولقد حزنت لذلك الرفض حزنا عظيما، ولكني بعد ذلك بسنوات سأكتشف أنه قد كان في ذلك الرفض الكثير من المنح التي خبأها الله لي في ما بدا لي حينها بأنه كان محنة عظيمة.

الاثنين، 17 ديسمبر 2018

هذه ملامح المرشح التوافقي...فهل عرفتموه؟


يدور في الوقت الحالي نقاش واسع في مواقع التواصل الاجتماعي وخارجها، حول المرشح التوافقي المحتمل لقوى التغيير: ما هي صفاته؟ هل من الأفضل أن يكون حزبيا أم لا؟ هل يستحسن اختياره من داخل المعارضة أم من خارجها؟
أسئلة كثيرة يتكرر طرحها، وللمساهمة في هذا النقاش الهام فقد ارتأيت أن أعد ورقة خاصة بالمرشح التوافقي لصالح "منصة رئاسيات 2019"، وسأحاول في هذه الورقة أن أرسم صورة تقريبية أو تخيلية للمرشح التوافقي الذي أرى بأنه سيكون قادرا على أن ينافس بشكل جدي مرشح النظام في رئاسيات 2019، ولمَ لا الفوز عليه في تلك الانتخابات.

الأحد، 16 ديسمبر 2018

رواية "يوميات شخص عادي جدًا"/ الحلقة 11


لم أكن في منتصف الثمانينات لأتخيل نفسي أستاذا، فقد كنت أكره تلك المهنة كرها شديدا. وربما يكون ذلك بسبب أني كنت من أكثر الطلاب شغبا، وكنت أخاف أن يبعث الله إليَّ ـ عندما أصبح أستاذا ـ طالبا مشاغبا ومزعجا مثلما كنتُ، ولكن رغم ذلك، فقد بذلت في مطلع العام الدراسي 1985ـ 1986 جهدا كبيرا لكي يُسْمَح لي بالترشح في مسابقة اكتتاب الأساتذة التي نظمت في ذلك العام.

 لقد اضطررت لأن أترشح لتلك المسابقة لأن الخيارات كانت بالنسبة لي محدودة جدا. فإما أن أكون أستاذا، وإما أن أسجل في جامعة نواكشوط الفتية حينها، والتي لا زالت حتى يومنا هذا توصف بأنها فتية رغم أنها دخلت في عقدها الرابع، ورغم أنها لفظت عشرات الآلاف من العاطلين عن العمل إلى آلاف الأسر المنهكة أصلا، وأجبرت تلك الأسر المنهكة على أن تواصل الإنفاق على من توقعت ذات يوم أنه سيصبح هو معيلها.

الأربعاء، 12 ديسمبر 2018

رواية "يوميات شخص عادي جدًا"/ الحلقة العاشرة


كان الركاب يتمايلون  بتناغم عجيب مع تمايل سيارة 504، ذات الركاب التسعة (سبعة رجال وامرأتين). وكانت السيارة تبتلع طريق الأمل بسرعة فائقة، لا تعادلها إلا السرعة العجيبة التي سيبتلع فيها عقد التسعينيات آمال وأحلام جيل بكامله، قُدِّر لي أن أكون واحدا منه.
جيل كان يعتقد أن الباكالوريا هي بداية لتحقيق الأحلام، فإذا به يكتشف لاحقا بأنها كانت بداية للخيبة الكبرى التي ستلتهم كل الآمال والأحلام.
لقد قدر الله لي، ولحكمة بالغة لا يعلمها إلا هو، بأن أكون واحدا من ذلك الجيل، وأن أكون أيضا واحدا من ركاب تلك السيارة، التي اختزنت رحلتها من مدينة لعيون إلى العاصمة نواكشوط ذات يوم من أيام أكتوبر 1985، الكثير من أسرار رحلة أخرى، ستكون أكثر اختصارا، حتى وإن بدت أطول زمنيا. إنها رحلتي التي بدأت  يوم ولدت، وستنتهي حتما يوم أموت، في مكان ما، وفي لحظة ما، من يوم قادم لا محالة.

كفى ظلما...امنحوا لولد صلاحي جواز سفره


احتفلت بلادنا في يوم 10 ديسمبر ـ وكباقي دول العالم ـ باليوم العالمي لحقوق الإنسان، ففي مثل هذا اليوم من العام 1948 اعتمدت الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. تقول المادة 13 من هذا الإعلان:
ـ  لكلِ فرد الحق في مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده، وفي العودة إلى بلده.
وتقول المادة 10 من الدستور الموريتاني: تضمن الدولة لكافة المواطنين الحريات العمومية والفردية وعلى وجه الخصوص:
ـ حرية التنقل والإقامة في جميع أجزاء تراب الجمهورية

الاثنين، 10 ديسمبر 2018

رواية "يوميات شخص عادي جدًا"/ الحلقة التاسعة

في فصل الصيف كانت ترتفع أسهمي الشخصية ارتفاعا ملحوظا، ويزداد الطلب على "شخصي الكريم"، وتتنافس أسر عديدة في حَيِّنا لتكتسبني وتستقطبني إليها. أما في الخريف فكانت أسهمي الشخصية تنخفض انخفاضا حادا، في حين أنها كانت تحتفظ بقيمتها العادية جدا في فصل الشتاء.

لقد عرفتْ أسهمي الشخصية في عقد الثمانينيات تذبذبا حادا في بورصة الحي، وظلت تتذبذب بين مستويات ثلاثة تبعا لتغير فصول السنة، أما بعد الثمانينيات، فقد شهدت هذه الأسهم ركودا في كل الفصول، أعقبه هبوط حاد، استمر لسنوات، ولم يتخلله أي ارتفاع يذكر. وهذا الهبوط المستمر، هو الذي جعلني ـ مع أسباب أخرى ـ أفرض على الكاتب تسمية هذه الرواية، بيوميات شخص عادي جدا، رغم اعتراضه الشديد على هذه التسمية.

الأحد، 9 ديسمبر 2018

ما بعد 2019...موريتانيا إلى أين؟


في لحظة سياسية فارقة قررت المنظمة الشبابية لحزب تكتل القوى الديمقراطية أن تُطلق صالونا حواريا نصف شهري، واختار القائمون على الصالون أن تكون حلقته الأولى التي تم تنظيمها مساء السبت الموافق 8 ديسمبر 2018 تحت عنوان " ما بعد 2019...موريتانيا إلى أين؟" .
سؤال كبير وهام طرحته الحلقة الأولى من الصالون، والإجابة على هذا السؤال تتطلب منا أن نتفق أولا على أن ملامح موريتانيا فيما بعد 2019 ستتحدد طبقا لما سيجري في الانتخابات الرئاسية التي من المفترض أن تنظم في منتصف العام 2019، وما ستفرزه تلك الانتخابات من نتائج.

الخميس، 6 ديسمبر 2018

أين سيارات الإسعاف وأين فرق الإنقاذ؟


في الساعة السادسة من فجر يوم الثلاثاء 4 ديسمبر وقع حادث أليم عند الكلم 94 على طريق "الأمل"، ونتج هذا الحادث عن اصطدام سيارة صغيرة من نوع "تويوتا" بشاحنة كبيرة، وكان السبب المباشر في وقوع الحادث هو نوم سائق السيارة الصغيرة.
أصيب السائق بجروح طفيفة، في حين حوصر مرافقه داخل السيارة، وذلك بفعل قوة الصدمة.
بعد الحادث وصلت فرقة متنقلة من الدرك، ولكن هذه الفرقة عجزت عن إخراج المصاب من

الأربعاء، 5 ديسمبر 2018

إلى متى ستظل العلاقات الموريتانية القطرية مقطوعة؟


لم يكن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، والذي كانت قد اتخذته الحكومة الموريتانية يوم السادس من يونيو 2017، أي بعد يوم واحد من قطع السعودية ومصر والإمارات والبحرين لعلاقاتها مع قطر، لم يكن ذلك القرار بالقرار الحكيم والراشد، بل على العكس من ذلك، فقد كان قرارا متسرعا وصادما ويوحي بشيء كثير من "الخفة الدبلوماسية" التي لا تليق ببلدنا.

الاثنين، 3 ديسمبر 2018

رواية "يوميات شخص عادي جدًا"/ الحلقة الثامنة


لقد كانت مدينة لعيون، في النصف الأول من الثمانينيات، مدينة حزينة، ولكنها أيضا كانت مدينة رائعة بحق، وهذا لا يعني ـ بأي حال من الأحول ـ أنها لم تكن رائعة في السبعينيات، أو أنها لن تكون رائعة فيما بعد النصف الأول من الثمانينيات.
كل ما في الأمر هو أن النصف الأول من الثمانينيات، كان له طعمه المثير، وكانت له نكهته الخاصة، وهي نكهة امتزجت فيها الدموع بالفرح، واختلط فيها البكاء بالضحك، خاصة في العام الدراسي 1983 ـ 1984. وقد خُيِّل إليَّ في ذلك العام، أن جبال المدينة الراسيات الشامخات قد تنازلت عن شيء من كبريائها، وأنها اضطرت لأن تنحنيَ شيئا قليلا في وجه العاصفة. حتى المدينة نفسها فقد اضطرت، في ذلك العام، لأن تغطي شيئا من فتنتها بثوب شاحب حزين، وكلما

السبت، 1 ديسمبر 2018

عن زيارة ولي العهد السعودي لموريتانيا


أثار الإعلان عن زيارة ولي العهد السعودي لموريتانيا نقاشا وتباينا واختلافا كبيرا بين الموريتانيين، فهناك من يعارض بقوة هذه الزيارة، بل وينظم الاحتجاج ضدها، وهناك من أعلن عن ترحيبه بهذه الزيارة.
وبحثا عن مصالح موريتانيا، وبعيدا عن لغة العواطف، ولغة الاستقطاب الحاصل الآن، فإن الإعلان عن هذه الزيارة يفرض تسجيل جملة من الملاحظات لعل من أهمها:

رواية "يوميات شخص عادي جدًا"/ الحلقة السابعة


تعرفت في الصف الثالث إعدادي على أساتذة جدد، كان من بينهم أستاذ التاريخ والجغرافيا والذي أعتقد أنه كان يدعى "محمد سالم" أو "أحمد سالم".
كان هذا الأستاذ شديد الإزعاج باختباراته الشفهية التي كان يفتتح بها حصص مادته التي كانت هي المادة الأكثر إزعاجا لي من بين كل المواد المقررة. ولقد نجحت في التحايل على هذا الأستاذ مدة من الزمن، فكنت أصر دائما على أن آخذ مكانا متقدما أثناء حصصه، وكان كلما طرح سؤالا رفعت يدي وقربتها منه حتى تكاد تلامس وجهه، ثم أبدأ أصرخ بأعلى صوتي:
ـ أستاذ أنا.. أستاذ أنا .. أستاذ أنا.