في الوقت الذي تتعرض فيه مواردنا البحرية لضغوط متزايدة، وتواجه ثروتنا السمكية تحديات جسيمة، يبرز دور النشطاء في مجال البيئة من ذوي الخلفيات العلمية ليكونوا بمثابة صوت يقظ، ينبه، ويحذر، ويساهم بالتالي في الحفاظ على مواردنا البحرية.
ومن بين هؤلاء يمكن أن نتحدث عن الناشط البيئي علي بن بكار الذي تكفي نظرة سريعة على حسابه في الفيسبوك لاستنتاج ما يلي:
1 - أن له خلفية علمية بخصوص الموضوع الذي يتحدث فيه؛
2- أن لديه جهد مهم في تتبع سفن الصيد ومساراتها من خلال برنامج معروف يسمى: Global Fishing Wach؛
3- أنه يقدم استنتاجات بناء على ما جمع من معلومات، وهي استنتاجات قد تكون سليمة، ولكنها في بعض الأحيان قد لا تكون كذلك، وهذا أمرٌ طبيعي جدا في أي جهد فردي.
إن كل ساع للإصلاح في موريتانيا، معارضا كان أو مواليا، لن يرتاح لتوقيف هذا الناشط البيئي، خاصة وبعد أن تأكد بأنه لاقى خلال التوقيف معاملة غير لائقة.
إني من الذين يؤمنون أن قوة النظام - أي نظام - تكمن في استعداده للاستماع لكل رأي مخلص، والتحقيق الجاد في كل معلومة قد تكشف عن فساد أو استنزاف غير مشروع. فإذا ثبت وجود مفسدين، فإن الواجب الوطني يفرض معاقبتهم بلا تهاون، وفاءً لما تضمنه برنامج طموحي للوطن من التزامات في مجال محاربة الفساد، وحماية لثروات شعب بحاجة ماسة لأن تحمى له ثرواته من المفسدين.
إن حبس ناشط بيئي بسبب آرائه أو تنبيهاته — إذا كان ذلك هو السبب — يبعث للأسف الشديد برسائل سلبية لا تخدم ثقة المواطن بالجهود المعلن عنها في مجال محاربة الفساد.
إن مضامين برنامج طموحي للوطن تقتضي التكفل لكل مواطن بحقه في التعبير المسؤول عن رأيه، وتضمن له حقه في المشاركة في الرقابة الشعبية على ثروات الوطن..
إننا نطالب بإطلاق سراح الناشط البيئي علي بن بكار بشكل فوري، ونرجو أن تكون قضيته فرصة لتعزيز الشفافية، وصيانة حق التعبير، والتأكيد على أن صوت الحق المسؤول مرحب به دائمًا في بلادنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق