الأحد، 23 يناير 2022

من المسؤول عن قتل الموريتانيين في مالي؟


هذا سؤال تكرر طرحه كثيرا بعد الجريمة النكراء التي راح ضحيتها سبعة موريتانيين تم قتلهم بدم بارد في مالي. لا أحد يمتلك الإجابة على هذا السؤال في الوقت الحالي، المهم أن هناك تحقيقا سيفتح، وستكون موريتانيا شريكة فيه. نأمل أن يتوصل هذا التحقيق إلى نتائج محددة، وأن يتم التعرف على الجناة، وأن ينالوا العقوبات التي يستحقونها.

يمكننا في الوقت الحالي أن نتفاءل بمستوى الاهتمام الذي يوليه النظام الموريتاني لهذه الفاجعة، وكذلك لمستوى الاستعداد الذي أبداه النظام المالي لاتخاذ كل ما يلزم لكشف حقيقة ما جرى.

وفي انتظار نتائج التحقيق وتحديد الجناة ومعاقبتهم، فلا بأس بالتذكير ببعض الحقائق التي يجب أن لا تغيب عن أي واحد منا في مثل هذا الظرف العصيب.

(1)

أن الواقع الجغرافي لا يمكن إلغاؤه ولا تجاوزه تحت أي ظرف، فموريتانيا ومالي تربطهما حدود برية طويلة جدا تصل إلى 2237 كلم، وهي من حيث الطول تأتي في الرتبة 14 عالميا، و3 إفريقيا. هذه الحدود تمر تقريبا بنصف الولايات الموريتانية، فهي تمر بست ولايات: تيرس الزمور؛ آدرار؛ كيديماغا؛ لعصابه؛ الحوضين.

إنها حقيقة جغرافية يجب التعامل معها بحكمة وواقعية، فهذه الحدود الطويلة لا يمكن أن تلغى تحت أي ظرف، فلا موريتانيا تستطيع أن تلغي مالي من جوارها، ولا مالي تستطيع أن تلغي موريتانيا من جوارها.

(2)

هناك عبارة شائعة تقول : إن رفرفة أجنحة فراشة في لبرازيل قد يؤدي إلى إعصار في تكساس . من هذا المنطلق فإن ما يحدث في مالي يمكن أن نصنفه ـ بشكل أو بآخر ـ على أنه شأن داخلي موريتاني، ذلك أن تأثيراته ستنعكس مباشرة على بلادنا، إيجابا أو سلبا، تبعا لتعاملنا على المستويين الرسمي والشعبي مما يجري هناك.

(3)

أن الواقع السياسي والأمني لدى الشقيقة مالي في غاية التعقيد، فهناك مناطق شاسعة في هذه البلاد لا تخضع لسيطرة الحكومة. ومن الراجح جدا أن يتحرك عملاء بعض القوى الدولية أو الاقليمية أو حتى المحلية للقيام بكل ما من شأنه أن يزعزع  العلاقة بين موريتانيا ومالي، خاصة وأن هناك فرصا في الوقت الحالي أمام موريتانيا يمكن أن تستغلها لتعزيز علاقاتها التجارية مع مالي، وقد يكون ذلك على حساب مصالح بعض دول المنطقة.  

(4)

بغض النظر عن خطورة الانقلابات على الديمقراطية، وعن شرعية النظام القائم في مالي، فإن الشيء المؤكد هو أن النظام الحاكم في مالي قد دخل في مواجهة مكشوفة مع فرنسا، ومما لا شك فيه أن فرنسا بغرورها الاستعماري لن تقبل أن يسيء إليها الأدبَ نظامٌ حاكم في إحدى مستعمراتها. ما يحدث في مالي من محاولة للخروج من جلباب الهيمنة الفرنسية  لن تبتلعه فرنسا بسهولة، ومن المؤكد أنها ستفعل كل شيء ـ ولن تتورع عن أي شيء ـ في سبيل إعادة النظام المتمرد عليها في مالي إلى "رشده". وتدرك فرنسا أن الضربة القاضية التي ستؤدي إلى خنق مالي وإسقاط نظامها الحاكم تتمثل في إحداث توتر على الحدود الموريتانية المالية يؤدي إلى إغلاق تلك الحدود أمام التبادل التجاري، الشيء الذي يعني تشديد الحصار على مالي، وإيصاله إلى مستوى لا يمكن تحمله شعبيا ولا حكوميا.

لا يعني هذا الكلام أن لفرنسا علاقة ما بمقتل الموريتانيين السبعة، ولا أنها مسؤولة عن كل ما يمكن أن يحدث مستقبلا في هذا الاتجاه. هذه ستبقى مجرد فرضية، ولكن لا يمكن استبعادها بشكل كامل إلا من بعد ظهور نتائج التحقيق.

(5)

هذه الحقائق الأربع تتطلب الكثير من اليقظة على المستويين الرسمي والشعبين، فعلى المستوى الرسمي فإن الحكومة مطالبة ب:

ـ الدفع بالتحقيق المشترك إلى الأمام، والقيام بكل ما يمكن عمله من أجل تحديد الجناة في أسرع وقت ممكن،  ومحاسبتهم من بعد ذلك؛

ـ المزيد من التنسيق الأمني والعسكري والاستخباراتي مع مالي، وخاصة في الولايات الحدودية حتى لا تتكرر مثل هذه الجرائم البشعة ضد مواطنينا في مالي؛

ـ تعزيز الحضور الاستخباراتي والأمني والعسكري الموريتاني في المناطق الحدودية.

أما على المستوى الشعبي:

ـ فعلى جاليتنا في مالي أن تتصرف على أساس أنها تعيش في بلد يعاني من تعقيدات أمنية  في منتهى الخطورة، ويمر بحالة صراع بين قوى دولية وإقليمية ومحلية في غاية التعقيد، وهو ما يتطلب الكثير من الحيطة والحذر والابتعاد عن كل المناطق المشبوهة، وعدم التحرك في الأوقات غير الآمنة؛

ـ وعلى نخبنا أن تبتعد عن الشحن الإعلامي والسياسي، وعن كل ما من شأنه أن ينعكس سلبا على العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين : الموريتاني والمالي.

ختام القول  

في ظل الوضعية الحالية البالغة التعقيد التي تمر بها الشقيقة مالي، فإن الكثير من اليقظة مطلوب على المستويين الرسمي والشعبي في كلا البلدين، فبتلك اليقظة سنحمي العلاقات الأخوية بين البلدين، وبتلك اليقظة سيكون بإمكاننا أن نُفشل أي مخطط يسعى لتوتير الأجواء بين البلدين الشقيقين.

لا لإفلات مرتكبي جريمة قتل الموريتانيين السبعة من العقوبة؛

نعم لحدود آمنة ولتنقل آمن بين البلدين؛

نعم لتعزيز وتقوية العلاقات بين الشعبين الشقيقين ؛

عاشت الاخوة الموريتانية المالية.

 

حفظ الله موريتانيا..

حفظ الله مالي...

الأربعاء، 19 يناير 2022

مغالطات شائعة عن اللغة العربية!


     هناك مغالطات شائعة عن اللغة العربية، وكثيرا ما   يكررها دعاة لفرانكونيه والتمكين للغة الفرنسية في   بلادنا، وربما يكون سبب لجوئهم لمثل هذه   المغالطات هو عدم حصولهم على حجج متماسكة   قادرة على إقناع الناس بأهمية بقاء اللغة الفرنسية   مسيطرة على التعليم والإدارة في موريتانيا.

ومن هذه المغالطات الشائعة، والتي كثيرا ما يرددونها عند أي نقاش هي قولهم بأنه علينا أن نبقي اللغة الفرنسية مسيطرة في هذه البلاد، وذلك لكونها لغة تواصل في افريقيا التي ننتمي إليها، ونرتبط بالكثير من شعوبها.

في هذا القول مغالطة كبيرة بالفعل،  ذلك أن اللغة الفرنسية تحتل المرتبة الرابعة من حيث عدد الناطقين بها في إفريقيا، فهي تأتي بعد السواحلية (الثالثة إفريقيا)، والعربية ( الثانية إفريقيا)، والانجليزية (الأولى إفريقيا). فعلى من يريد أن يتواصل مع أكبر عدد من الأفارقة أن يتعلم الانجليزية أولا، والعربية ثانيا، والسواحلية ثالثا، وإن وجد بعد ذلك وقتا فيمكنه  أن يتعلم اللغة الفرنسية ليتواصل مع 90 مليون إفريقي يتحدثون بها.

وإذا ما تركنا إفريقيا، وحاولنا أن نقارن بين وضعية اللغة العربية واللغة الفرنسية على المستوى العالمي في الوقت الحالي، فسنجد أن اللغة العربية هي اللغة الأولى من حيث عدد الكلمات ( أكثر من 12 مليون كلمة)، ولا يمكن في هذا المجال  أن تُقارن بأي لغة أخرى. أما من حيث عدد الناطقين بها فهي تأتي في الرتبة الرابعة وبفارق كبير جدا مع اللغة الفرنسية. وعلى مستوى الانترنت فهي تأتي في الرتبة الأولى من حيث نسبة تزايد مستخدميها سنويا على الانترنت، وهي تحتل الآن الرتبة الرابعة عالميا من حيث عدد المستخدمين على الانترنت. وكلغة رسمية فهي اللغة الثالثة على المستوى العالمي، وهي الثانية كلغة تُدَرس، فهي تُدرس في 61  دولة، وتأتي  مباشرة بعد الانجليزية (اللغة الأولى)، والتي  تدرس في 101 دولة في العالم.  

واللغة العربية  وعلى الرغم من أنها من أقدم اللغات فهي لم تتغير كثيرا، ويمكن لمتحدثيها اليوم أن يفهموا بسهولة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، والتي مر عليها أكثر من ألف وأربعمائة عام، في حين أن المتحدث اليوم باللغة الانجليزية أو الفرنسية لا يمكنه أن يفهم الكتب التي ألفت بإحدى اللغتين من قبل خمسمائة عام.

وفي ظل ظاهرة موت أو انقراض اللغات فإن أهم الدراسات المستقبلية التي قيم بها حتى الآن  تؤكد أن اللغة  العربية هي واحدة من أربع لغات عالمية ستصمد أمام تلك الظاهرة.

كل هذه الأرقام والمعلومات تدحض تلك المغالطات الشائعة عند البعض، وعلى رأسها تلك  المغالطة  التي تقول إن اللغة العربية هي من بين لغات الماضي التي تحتضر، وأنها ليست لغة مستقبل.

ويكفي لدحض هذه المغالطة الأخيرة أن نذكر بخلاصة دراسة أعدها المجلس الثقافي لبريطاني، ونشرت صحيفة "الاندبندت" تقريرا عنها تحت عنوان مثير : " انسوا الفرنسية والصينية.. العربية هي اللغة التي يجب تعلمها". لقد خلصت هذه الدراسة إلى أن اللغة العربية ستكون في بريطانيا هي اللغة الأجنبية الثانية بعد الإسبانية بالنسبة لأصحاب الوظائف والأعمال التجارية. أي أنها

 ستكون اللغة الأجنبية الثانية في بريطانيا لمن يريد عملا في المستقبل.

المؤسف حقا أنه في بلادنا يوجد من يتجاهل هذه الحقائق والأرقام، ويُحاول ـ وبحجج واهية  ـ أن يبرر بقاء اللغة الفرنسية مسيطرة في التعليم والإدارة. حتى إذا ما تجاهلنا أن اللغة العربية هي لغة القرآن، ويُقترض أن هذا يكفيها أهمية وشرفا عند كل مسلم، وتجاهلنا كذلك أنها هي اللغة الرسمية للجمهورية الإسلامية الموريتانية بنص المادة السادسة من الدستور الموريتاني، وهذا يُفترض أنه يكفيها عند كل من يهمه القانون ويسعى إلى بناء دولة المؤسسات. وحتى إذا ما تجاهلنا كل ذلك، فإن المصلحة العليا للبلد تقتضي منا أن نعمل على التمكين للغة العربية في بلادنا، فبهذه اللغة سيكون بإمكاننا أن نتواصل مع عدد أكبر من سكان إفريقيا والعالم، ولن يكون ذلك متاحا لنا إذا ما بقينا متمسكين باللغة الفرنسية.

لو أنصف الدهر، ولو كانت الأمور تسير وفق المنطق،  لما كان هذا النقاش قائما بين المطالبين بالتمكين للغة العربية والمتمسكين باللغة الفرنسية بعد ستة عقود من الاستقلال. كان يجب أن تكون رسمية ومكانة اللغة العربية في التعليم والإدارة قد حُسمت منذ عقود، وكان يجب أن يقتصر النقاش في الوقت الحالي على موضوع آخر، يتعلق باللغة الأجنبية الأولى، فأيهما علينا أن نجعل منه اللغة الأجنبية الأولى في موريتانيا : الانجليزية أم الفرنسية؟

بالنسبة لي، فإني أعتقد ـ وهذا رأي شخصي لا يلزم غيري ـ  بأن مصلحة الأجيال القادمة تتطلب منا أن نهتم أكثر باللغة الانجليزية، لغة العلم الأولى في هذه المرحلة من تاريخ البشرية، وأن نجعل منها ـ وبشكل متدرج ـ  اللغة الأجنبية الأولى في موريتانيا من قبل نهاية هذا العقد.

حفظ الله موريتانيا..

الجمعة، 14 يناير 2022

لا لحصار الشعب المالي الشقيق


قرر المؤتمر الاستثنائي الأخير لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا UEMOA) )، والمنظمة الاقتصادية لغرب أفريقيا ‏(ECOWAS) فرض عقوبات قاسية جدا على دولة مالي، تمثلت في تجميد أصولها المالية في البنك المركزي لدول غرب أفريقيا، وإغلاق الحدود معها، وسحب السفراء...إلخ

هذه العقوبات جاءت ـ في ظاهرها ـ كردة فعل على إعلان قادة الانقلاب في مالي عن تمديد الفترة الانتقالية من 6 أشهر إلى 5 سنوات، وتعاقدهم من قبل ذلك مع قوات "فاغنر الروسية".

لا خلاف على أن هذه العقوبات تعتبر عقوبات قاسية جدا وغير مسبوقة في المنطقة، ومما يزيد من قسوتها أنها موجهة ضد دولة تعاني منذ مدة طويلة من مشاكل اقتصادية وأمنية متفاقمة، وأنها بالإضافة إلى ذلك، جاءت بعد جائحة كورونا التي أثرت سلبا على كل دول العالم.

الراجح أن هذه العقوبات ستزيد من سوء الأوضاع في مالي، ولن تؤدي إلى انتقال ديمقراطي، ومهما يكن من أمر، فإننا في موريتانيا لسنا أعضاء لا في الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا، ولا في المنظمة الاقتصادية لغرب أفريقيا، ولذا فإننا حكومة وشعبا غير ملزمين بالمشاركة في حصار مالي الذي أعلنت عنه تلك الدول.

في اعتقادي الشخصي، فإن الموقف الرسمي والشعبي لبلادنا مما يجري في مالي يجب أن يتحدد وفق المعطيات الأربع التالية:

1 ـ  مصالح موريتانيا أولا، ثم مصالح مالي ثانيا، وذلك بوصفها دولة شقيقة وجارة، وتشكل حدودنا معها واحدة من أطول الحدود التي تربط بين دولتين إفريقيتين. هذه المصالح المشتركة تقتضي أن تظل الحدود مفتوحة بين البلدين، وأن تعمل بلادنا على استغلال هذه الأزمة في زيادة حجم تبادلها التجاري مع مالي من خلال ميناء نواكشوط المستقل، وميناء انجاكو الذي لم يشغل بعد. ثم إن بلادنا بحاجة شديدة في هذا العام إلى المراعي والأعلاف نظرا لضعف تهاطل الأمطار، ولذا فإن إغلاق الحدود مع مالي ستتضرر منه بلادنا أيضا.

2 ـ أننا حكومة وشعبا لسنا معنيين بالتدخل في الشأن المالي، ويتأكد الأمر في ظل عدم خروج مظاهرات شعبية في مالي تندد بقرارات الحكومة الانتقالية أو تطالب بفرض حصار عليها، فلو أن شيئا من ذلك قد حصل لكان بالإمكان التفكير في المشاركة في العقوبات المفروضة على مالي استجابة لنداء شعبها، أما وأنه لم يحدث شيئا من ذلك، فلا مبرر في هذه الحالة لمشاركة بلادنا في تلك العقوبات ؛

3 ـ  الأخذ بعين الاعتبار موقف جاليتنا في مالي، والتي كانت قد أعلنت في بيان عن تضامنها الكامل مع مالي، والوقوف في هذا الظرف العصيب معها، وأنها تضع كل إمكانياتها المادية والمعنوية تحت تصرف الأشقاء في مالي. وقد دعت الجالية

 الشعب الموريتاني وقواه الحية في بيانها إلى الوقوف مع الشعب المالي ومساندته في هذا الظرف العصيب.

4 ـ محاولة التنسيق مع الشقيقة الجزائر من أجل لعب دور وسيط بين الحكومة المالية والدول التي قررت فرض حصار عليها، ويمكن لتنسيق من هذا النوع أن يعمل على وقف الحصار، وإعادة النظر من خلال التفاوض مع الحكومة المالية في مدة الفترة الانتقالية، وربما في حجم وشكل الوجود العسكري الروسي في مالي.

في اعتقادي الشخصي أن هذه المعطيات الأربع يجب أن تكون هي محددات الموقف الرسمي و الشعبي لبلادنا من الحصار المفروض على دولة مالي الشقيقة.

حفظ الله موريتانيا..

حفظ الله مالي ..


الخميس، 6 يناير 2022

عن جائزة أحسن سائق وأفضل شركة نقل


سئلتُ أكثر من مرة عن المعايير التي تم على أساسها اختيار أفضل شركة نقل وأحسن أربعة سائقين في النقل الحضري والبيني  للعام 2021، ولتكرر هذا السؤال، فقد ارتأيتُ أن أكتب عن الجائزة، وعن قيمتها، وعن المعايير التي تم إتباعها لفرز الفائزين بها.

كانت البداية بالإعلان عن الجائزة مع بداية العام المنصرم ، ثم بعد ذلك تم تكليف لجنة من طرف رئيس سلطة تنظيم النقل الطرقي بالإشراف على هذه الجائزة، وقد وضعت هذه اللجنة معايير الاختيار، وآلية الفرز، ومبلغ الجائزة، وموعد حفل التسليم، إلى غير ذلك من الأمور ذات الصلة بالجائزة.

كانت مهمة اللجنة صعبة جدا، فتحديد المعايير التي على أساسها سيتم اختيار أفضل شركة نقل وأحسن سائق ليس بالأمر السهل، خاصة وأن اللجنة قد قررت ـ حرصا منها على الشفافية ـ أن ننشر المعايير من قبل استقبال الملفات، وأن تحدد النقاط بطريقة واضحة جدا تمكن أي شركة نقل قررت الترشح أن تحسب نقاطها حتى من قبل أن تدفع ملفها.

 

أولا / معايير اختيار أفضل شركة نقل

 

لقد تم وضع أربعة معايير كبرى على مائة نقطة، وكان كل معيار يتضمن بعض المعايير الفرعية على 25 نقطة في مجموعها.

 1 ـ  المعيار الأول : الإجراءات والوثائق القانونية = 25%

1ـ1 الترخيص للشركة؛ (مُقصي في حالة عدم وجوده)، وفي حالة وجوده تمنح الشركة 5 نقاط.

1ـ2ـ وثائق الحافلات : إذا كانت الوثائق مكتملة لكل الحافلات تمنح الشركة 10 نقاط كاملة، ويتم نقص نقطة عن كل حافلة غير مكتملة الوثائق. في حالة وجود 10 حافلات غير مكتملة الوثائق تحصل الشركة على صفر في هذه الخانة.

1ـ3ـ تاريخ التأسيس : النقاط 10 موزعة كالآتي :  أقل من 4 سنوات تمنح الشركة 3 نقاط، وبعد ذلك يتم منح نقطة عن كل سنة، فمثلا أي شركة تأسست قبل العام 2011 تحصل على عشر نقاط كاملة.

 

2 ـ المعيار الثاني :  التجهيزات = 25%

 

2ـ1ـ أن تكون للشركة المترشحة محطة بالمواصفات المطلوبة (مقصي في حالة عدم وجوده)، وفي حالة وجدوه يكون للشركة الحق في أن تحصل 25نقطة وفق التوزيع الآتي :

ـ إذا كانت مساحة قاعة الاستقبال من 24 م² إلى ما فوق تحصل الشركة على 5 نقاط .. أصغر من ذلك نقطة واحدة.

ـ وجود شبابيك للتعامل مع المسافرين = 4 نقاط ...شباك واحد نقطة واحدة، وكل شباك إضافي نصف نقطة.

ـ وجود تكييف = 2 نقطة

ـ وجود مقاعد من 10 إلى ما فوق = 1 نقطة

ـ وجود مرافق صحية في حالة مقبولة = 1 نقطة

2ـ2ـ وجود حظيرة للحافلات  = 2 نقطة

2ـ3ـ عدد الحافلات = 4 نقطة، موزعة كالآتي: أقل من 6 حافلات نقطة واحدة، كل حافلة زيادة تمنح 0.25 نقطة.

2ـ4ـ عدد العمال = 4 نقطة، موزعة كالآتي: 10 عمال نقطة واحدة، ما فوق  10 عمال تمنح 0.25 نقطة عن كل عامل.

2-5  الضمان الاجتماعي = 2 نقطة.

 

3 ـ المعيار الثالث : السلامة الطرقية = 25%

 

3-1 وضعية الحافلات ونظام الصيانة = 4 نقطة

3-2 ظروف السائقين وبرمجة أوقات السفر = 4 نقطة

3-3 مثبت السرعة في حالة وجوده في كل الحافلات = 5 نقطة

3-4 نسبة الحوادث :  الحوادث صفر تحصل الشركة على 12 نقطة كاملة ..يتم نقص 4

نقاط عن كل حادث، في حالة تسجيل 3 حوادث تحصل الشركة على صفر في هذه الخانة.

 

4 ـ  المعيار الرابع : خدمات المسافرين = 25%

 

هل من خدمة تقدمها الشركة لزبنائها ؟

ما هي طبيعة الخدمة؟

تحصل الشركة على 10 نقاط عن كل خدمة إضافية تقدمها للمسافرين.

 

ثانيا/ مسار اختيار أفضل أربعة سائقين ( 2 في النقل البيني، و2 في النقل الحضري)

 

1 ـ دراسة الملف:  

ـ التأكد من أن عمر المترشح للجائزة يفوق 29 سنة؛

ـ التأكد من أن الملف يتضمن طلبا ونسخة من بطاقة تعريف وشهادتي صحة وتبريز وأربع  صور شمسية و شهادة حسن سيرة من شركة نقل أو اتحادية مهنية

ـ التأكد من وجود رخصة نقل ممنوحة من الجهات المعنية؛

ـ التأكد من عدم تسجيل أي حادث سير على المترشح خلال السنوات الخمس الأخيرة؛

ـ التأكد من ممارسة المترشح للنقل لخمس سنوات على الأقل، وأن لديه رخصة سياقة نقل من قبل خمس سنوات؛

2 ـ الأسئلة:

ـ أسئلة شفهية في مبادئ ميكانيكا السيارات وإصلاح الأعطاب = 10نقاط،

ـ أسئلة شفهية في مبادئ السلامة المرورية = 15نقطة،

ـ أسئلة شفهية  في مبادئ الإسعافات الأولية = 15نقطة،

ـ تنقيط رخصة السياقة (الأقدمية؛ الدرجات)= 10 نقاط ،

ـ وضعية السيارة = 10 نقاط:  معاينة سيارة المترشح والتأكد من أن أوراقها مكتملة، وهل يوجد بها مثلث الإشارات للتنبيه، ومطفأة صالحة للاستعمال، وعلبة إسعافات أولية؟

ـ تقييم اللجنة للسائق وملفه وأجوبته =30نقطة.

المجموع الكلي 90 نقطة.

 

ثالثا/ مبالغ الجائزة ونوعيتها:

 

1 ـ جائزة أفضل شركة : وسام يحمل عبارة أفضل شركة نقل للعام 2021 سيتم تصوير الوسام ووضعه على لافتات كبرى يتم تنصيبها عند مداخل عواصم الولايات.

2 ـ جائزة أحسن سائق، مخصصة لأربعة فائزين في مجالي النقل الحضري والنقل البيني، وهي عبارة عن جائزة بمبلغ 2 مليون أوقية قديمة للأول في مجال النقل الحضري وكذلك الأول في مجال النقل البيني، وجائزة بمبلغ مليون أوقية قديمة للثاني في كليهما، هذا فضلا عن درع تكريمي لكل من الفائزين الأربعة.

 

رابعا : حفل التسليم

 

لقد تم الإعلان عن استقبال ملفات الترشح للجائزة من خلال بلاغ بثته التلفزة والإذاعة وبعض المنصات الإعلامية الحرة، أما  تسليم الجوائز فقد تم من خلال حفل كبير تم تنظيمه في آخر يوم من العام 2021. وأشير في الأخير إلى أن هذه الجائزة مستمرة بإذن الله، وسيتم منحها مع نهاية كل عام لمستحقيها، والهدف منها هو خلق تنافس إيجابي بين السائقين، وكذلك بين شركات النقل، ينعكس إيجابا على السلامة الطرقية، وبما يقلل من حوادث السير في بلادنا.

السبت، 1 يناير 2022

حتى لا نُضَيِّعَ العام 2022 (أربع نصائح في إدارة الوقت)٭


يحكى فيما يحكى أن أستاذا حكيما جاء يوما إلى طلابه يحمل سطلا ومجموعة من الكرات الصغيرة المتفاوتة في الحجم، بعضها صغير جدا، وبعضها أكبر قليلا. أخذ الأستاذ الكرات الأكبر قليلا، ووضعها داخل السطل حتى امتلأ، وبعد ذلك التفت إلى طلابه وسألهم إن كان السطل قد امتلأ، فأجابوه بصوت واحد : نعم.

بعد ذلك أخذ الأستاذ بعض الكرات الصغيرة جدا، وأخذ يضع الواحدة منها تلو الأخرى، في الفراغات الموجودة بين الكرات الأكبر قليلا، ثم سأل طلابه من جديد إن كان السطل قد امتلأ فأجابوه جميعا ـ وللمرة الثانية ـ  بنعم.

أخذ الأستاذ بعد ذلك عدة حفنات من الحصى، ووضعها في السطل، ثم أخذ يرجه رجا، حتى اختفى الحصى كل الحصى داخل المنافذ والفراغات الصغيرة جدا التي بقت موجودة بين الكرات، وهكذا استطاع السطل أن يستوعب كل الحصى الذي وُضع بداخله، وذلك على الرغم من أنه كان قد امتلأ وللمرة الثانية، ولم يعد يتسع لأي شيء جديد، حسب إجابات الطلاب.

إن العبرة التي أراد الأستاذ أن يوصلها إلى طلابه من خلال تجربة السطل والكرات الصغيرة هي أن العمر مجرد وعاء كالسطل، وأن الكرات الصغيرة الأكبر حجما تمثل كل الأشياء الأهم في حياتنا (الأولويات)، بينما تمثل الكرات الأصغر الأمور المهمة في حياتنا، والتي تأتي في الترتيب ومن حيث مستوى الأهمية بعد الأمور الأهم، في حين تمثل الحصى في حياتنا كل الأشياء الأقل أهمية (الترفيه)، أو غير المهمة إطلاقا كمتابعة مئات الحلقات من مسلسل تافه مدبلج.

إن الدرس الثمين الذي يمكن أن نخرج به من هذه القصة هو أننا إذا ملأنا السطل (أعمارنا) بالحصى أولا، أي بالأمور الأقل أهمية أو غير المهمة إطلاقا، وهذا ما يفعله  للأسف أغلبنا، فإننا بذلك لن نترك فراغا في السطل للكرات الصغيرة بمختلف أحجامها، أي أننا لن نترك مساحة كافية من أعمارنا لإنجاز الأشياء المهمة والأشياء الأهم في حياتنا. ولكننا ـ في المقابل ـ إذا بدأنا بوضع الكرات أولا في السطل، والتزمنا بترتيب وضعها حسب الحجم، فإننا لا محالة سنجد  فراغات داخل السطل يمكننا أن نملأها بالحصى، أي أننا إذا بدأنا بالأمور الأهم والأمور المهمة، فإننا لا محالة سنجد وقتا كافيا للأمور الأقل أهمية (الترفيه)، أو حتى للأمور غير المهمة إطلاقا.

 سنحاول في هذا المقال أن نقدم بعض النصائح المهمة، لمن أراد أن يستغل العام 2022 بشكل أمثل، وهذه النصائح موجهة ـ بشكل حصري ـ إلى كل أولئك الذين يبدؤون بوضع الكرات في السطل من قبل وضع الحصى، أما أولئك الذين يبدؤون بوضع الحصى في السطل، ولا يتركون مكانا للكرات، فهم غير معنيين إطلاقا بهذه النصائح.

قد يكون ضروريا ـ من قبل تقديم هذه النصائح ـ أن نذكر ببعض خصائص وميزات الوقت:

1 ـ أن الوقت سريع الانقضاء، وتلك حقيقة يجب أن نتذكرها دائما. فمما لاشك فيه أن العام 2022 سينقضي بسرعة رهيبة، وإذا لم نشد الأحزمة ومن الآن، فإن هذا العام سيمر بنا مسرعا، كما مرت بنا أعوام وعقود من قبله، وسيتركنا ـ كما تركتنا تلك الأعوام والعقود ـ على قارعة أيامه الأخيرة، في حالة صدمة شديدة بسبب غياب الإنجاز.

2 ـ ما مضى من الوقت لن يعود أبدا، وهذه الساعات القليلة التي مضت حتى الآن من العام 2022 لن تعود إلينا، لن تعود أبدا، حتى ولو ندمنا كثيرا على تضييعها، وحتى ولو تمنينا بصدق أن نستعيدها من أجل استغلالها فيما هو أهم.

3ـ الوقت هو أنفس ما نملك، وأيام العام 2022 هي أنفس ما سنملك في هذا العام. للأسف الكثير منا ينفق أغلى ما يملك فيما لا يفيد..أليس من الحماقة بمكان أن تنفق أغلى مورد تملكه في جمع الحصى ووضعه في السطل؟!  

4 ـ الوقت هو المورد الوحيد على هذه الأرض الذي وُزِّعَ  بين الناس بالتساوي، فكل واحد منا يُمْنَحُ  في كل يوم 24 ساعة، لا تزيد ولا تنقص بثانية واحدة. إننا سَنُمْنَحُ ـ إن كتبت لنا الحياة ـ نفس الأيام والأسابيع والأشهر خلال العام 2022، ولكن الفرق بيننا سيتمثل في أن بعضنا سيستغل هذه الأيام والأسابيع والأشهر بشكل جيد فيحقق بذلك المزيد من النجاح، وبعضنا الآخر سيضيع تلك الأيام والأسابيع والأشهر، وسينشغل فيها بوضع الحصى في السطل، فيخسر بذلك عام 2022 كما خسر من قبله سنين عددا.

إن الفرق بيننا سيتمثل في طريقة إدارتنا للوقت، أي في طريقة تعاملنا مع العام 2022، فبعضنا سيتمكن من السيطرة على هذا العام كما سيطر على أعوام من قبله، وسيستطيع  بالتالي أن يروضه وأن يديره بشكل جيد وفعال، وبعضنا الآخر سيتحكم فيه العام 2022 وسيسيطر عليه، ليعيش أيامه ولياليه في فوضى عارمة خالية من أي إنجاز يذكر.

إن الإدارة الجيدة للوقت هي التي ستمكننا من السيطرة على الوقت وعلى أنفسنا، وسيتيح لنا ذلك أن نعمل بطريقة أفضل، لا بمشقة أكبر،  كما يُخَيَّلُ للبعض، ومن أجل إدارة جيدة للعام 2022 فإليكم هذه النصائح الأربع:

النصيحة الأولى: حدد بداية ونهاية لكل مهمة أو عمل تريد إنجازه

من المهم جدا أن تحدد وقت بداية ونهاية لكل عمل أو مهمة تريد إنجازها، ولا تترك وقت تنفيذ المهام وتأدية الأعمال مفتوحا على طول. إن من الأخطاء الكبيرة التي يقع فيها أغلبنا هو أننا ننشغل بمهام وأعمال دون أن نحدد لها وقت بداية أو نهاية فنُضيع بذلك أوقاتا ثمينة دون أن نبدأ في تلك المهام ودون أن ننهيها، وبالتالي دون أن يكون بإمكاننا أن نتفرغ لمهام أخرى، فتقع المهمة على المهمة، وتتداخل المهام  دون أن ننجز أيا من تلك المهام، فندخل بذلك في فوضى عارمة من التخبط ومن تشتيت الجهد. لا يعني تحديد وقت بداية ونهاية لكل عمل أن لا تكون هناك مرونة في تغيير ذلك الوقت إذا ما استوجبت الظروف ذلك. لا بأس بشيء قليل من المرونة، ولا بأس بترك هامش قصير لتعديل توقيت البداية والنهاية حسب الضرورة، ولكن ذلك الهامش يجب أن يظل محدود المدة دائما.

النصيحة الثانية: خصص أوقات ذروة عطائك للأولويات وللأهم ثم الأهم

إن لكل واحد منا أوقات ذروة وأوقات صفاء ذهني تكون فيها قدرته على التركيز أكبر، ويكون فيها أكثر نشاطا. كما أن لكل واحد منا أوقات خمول يكون فيها غير نشط، ويكون فيها حضوره الذهني وتركيزه في أدنى المستويات. إن ما يمكن أن ننجزه من أعمال في ساعة واحدة من ساعات أوقات الذروة قد لا نستطيع أن ننجزه خلال عدة ساعات من أوقات الخمول، ولذا فيجب أن نحرص دائما على أن نخصص أوقات الذروة للأولويات ولكل الأمور المهمة في حياتنا، على أن نترك أوقات الخمول لوضع الحصى في السطل، أي للأمور غير المهمة في حياتنا. وأوقات الذرة في الغالب هي الساعات الأولى من صباح كل يوم، وقد تكون في المساء أو الليل بالنسبة للبعض، فمثل هذه الساعات الثمينة يجب أن لا نخصصها لمتابعة الأفلام والمسلسلات ومباريات كرة القدم والدردشة في مواقع التواصل الاجتماعي، إنها أثمن وأنفس من أن تضيع في تلك الأمور، فعلى الطالب أن يخصصها للدراسة، وعلى العامل أن يخصصها للإنتاج وإعداد التقارير، وعلى الأستاذ أن يخصصها للتحضير لدرسه ، وعلى الباحث والمفكر والكاتب أن يخصصوها لإنتاجهم الفكري، وهم إن فعلوا ذلك فسيجدون لا محالة فراغات في بقية اليوم لمشاهدة التلفاز أو لمتابعة مباريات كرة القدم أو للدردشة في مواقع التواصل الاجتماعي.

النصيحة الثالثة: ركز لتربح المزيد من الوقت

إننا نبدو في زمننا هذا في غاية الانشغال، وعندما تسأل أي واحد منا عن العمل وعن الانشغالات يقول لك بأن المهام والانشغالات كثيرة وبأن الوقت لا يكفي لتأديتها.إن على من يقول بذلك أن يركز في عمله ليربح فائضا من الوقت، فعلى من يعمل مثلا لتسع ساعات في اليوم، ودون أن يتمكن من إنجاز ما كان يريد إنجازه أن يركز في عمله لست ساعات، وعندها سيجد بأنه قد أنجز في تلك الساعات الست ما كان عاجزا عن إنجازه في تسع ساعات. إن التركيز الجيد في العمل سيمكننا من ربح ساعات ثمينة ومن زيادة وقت الفراغ لمن يبحث عن وقت فراغ يخصصه للأمور الأقل أهمية.

النصيحة الرابعة : احذر لصوص الوقت

لقد تعودنا في هذه الحياة أن نحرس ممتلكاتنا وأموالنا، وأن لا نتركها عرضة للصوص، ولكننا لم نتعود ـ في المقابل ـ  حراسة أغلى  وأنفس ما نملك، أي أوقاتنا. إن وقتك ـ والذي هو أغلى وأنفس ما تملك ـ يحتاج هو أيضا لحراسة، فهناك لصوص كثر يريدون سرقته منك، فلا تسمح لهم بذلك. ومن لصوص الوقت المكالمات والدردشة في مواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة مباريات كرة القدم لساعات طوال، ومنها الزيارات المفاجئة والاجتماعات العبثية التي لا تناقش شيئا مفيدا.

أخطر ما يقوم به لصوص الوقت هو أنهم لا يسرقون وقتك فقط، بل إنهم يسرقون معه تركيزك، ومن أجل استعادة تركيزك بعد كل عملية سرقة، فأنت بحاجة إلى وقت إضافي آخر حتى تستعيد من جديد تركيزك.

خلاصة القول هي أنك إذا حددت بداية ونهاية لكل عمل، وخصصت أوقات ذروة عطائك للأولويات، وركزت في عملك، وأقمت نظام حراسة جيد ضد لصوص الوقت، فلا شك أنك بذلك ستكسب التحدي، وستجعل من سنة 2022 سنة إنجاز وتميز. أما في حالة تهاونك بهذه النصائح فالراجح أنك ستضيع سنة 2022 كما ضيعت سنين وعقودا من قبلها.         

إضاءة : لا تؤجل عمل الغد إلى الغد..

عزيزي القارئ إذا شعرتَ بعد قراءة هذا المقال بأنك قد أصبحت قادرا على التحكم في وقتك وعلى إدارته بالطريقة التي ستحقق لك المزيد من النجاح، فهذا يعني بأن المقال قد حقق الغاية من كتابته، وإذا لم يتولد لديك ذلك الشعور فهذا يعني بأنه لم تكن هناك أي أهمية لكتابة هذا المقال. رأيك يهمني كثيرا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

٭هذا المقال نُشر لأول مرة مع بداية العام 2020، وأعدتُ نشره مع بداية العام 2021، وأعيد نشره اليوم بمناسبة دخولنا في العام 2022. ويأتي هذا المقال ضمن سلسلة من المقالات في تنمية وتطوير الذات، ستجمع بإذن الله عندما تكتمل في كتاب. وقد نُشر حتى الآن من هذه السلسلة :

لا تضيع قطعة الماس

2 ـ لا تضيعوا الفرص التي تأتي مع المشاكل 

3 ـ لا تتوقف عن تكرار المحاولة 

حفظ الله موريتانيا...