الاثنين، 27 أبريل 2020

أوقفوا قروضكم

هذا مقترح حملة شعبية كنتُ قد عرضته منذ ثلاث سنوات على بعض السياسيين والمهتمين بالشأن العام، ولكنهم لم يهتموا بالمقترح...الآن تأكد لي أنه مقترح كان في منتهى الأهمية، وذلك بعد نشر تقرير للبنك الدولي تحدث عن تحويل بعض المسؤولين الموريتانيين لما يزيد على 60 مليار أوقية قديمة لحسابات خاصة..
لقد حاولتُ منذ ثلاث سنوات أن أدعو إلى حملة شعبية كبرى تحت عنوان "أوقفوا قروضكم"، وكانت فكرة هذه الحملة الشعبية تتمثل في التوقيع على إعلان عدم تسديد ديون من طرف أكبر عدد ممكن الموريتانيين، على أن يتم إيصال ذلك الإعلان إلى الدول والمؤسسات المانحة. وإليكم النص العربي لإعلان حملة "أوقفوا قروضكم"، وبمسودته الأولى.:
"نظرا للمستوى المقلق الذي وصل إليه حجم الديون الخارجية لبلادنا، والذي تضاعف أكثر من ثلاث مرات في الفترة ما بين (2007 إلى 2016) حيث ارتفع من مليار و 239 مليون دولار سنة 2007 إلى 3 مليار و890 مليون دولار، الشيء الذي يعني بأن نصيب المواطن الموريتاني من هذه الديون قد وصل إلى 395 ألف أوقية.
ونظرا لأن الديون الخارجية لموريتانيا قد وصلت إلى نسبة 100% من الناتج المحلي الإجمالي.
ونظرا لأن هذه الديون التي بلغت مستويات مقلقة لم تنعكس إيجابا على مستوى التنمية في بلادنا، الشيء الذي تؤكده مؤشرات التنمية، حيث ظلت بلادنا في تراجع كبير على كل هذه المؤشرات، فمتوسط الدخل الفردي في تراجع، والبطالة في ازدياد، والأسعار في ارتفاع، ونسبة الأمية في تصاعد، والتعليم ينهار، والصحة ليست على ما يرام.
ونظرا لأن هذه الديون قد تضاعفت في فترة كان من المفترض فيها أن تبتعد الدولة عن الاقتراض بسبب الطفرة التي حصلت في الموارد : ارتفاع أسعار الحديد بشكل كبير في الفترة ما بين 2008 إلى 2013 ؛ الانخفاض الكبير في أسعار النفط والذي حقق للخزينة موارد هائلة، نتيجة لرفض السلطة تخفيض أسعار المحروقات مثلما فعلت حكومات الدول المجاورة؛ هذا بالإضافة إلى ارتفاع الضرائب وبيع الأملاك والعقارات العامة...ففي هذه الفترة التي تضاعفت فيها الموارد سنجد بأن السلطة قد تقترض في بعض الأحيان لمرتين لتمويل مشروع واحد، مثل ما حصل مع تمويل خط كهربائي عالي الجودة بين نواكشوط ونواذيبو، ففي يوم الأربعاء الموافق 23 ـ11ـ 2011 وقعت بلادنا مع الصندوق السعودي للتنمية على تمويل قرض بقية 29 مليار أوقية لإنشاء هذا الخط العالي الجودة، وفي يوم الأربعاء الموافق 04 ـ10 ـ 2017 وقعت بلادنا على اتفاقية يقدم بموجبها بنك تشجيع الصادرات الهندي قرضا بقيمة 39 مليار أوقية لإنشاء نفس الخط العالي الجودة!!
ونظرا لأن هذه القروض الضخمة لم تستفد منها إلا شرذمة قليلة تتحكم في مقاليد الحكم، وذلك على الرغم من أنها ستسدد من طرف كل الشعب الموريتاني وعلى حساب رفاهية أجياله القادمة..
نظرا لكل ذلك فقد قررنا أن تطلق حملة واسعة تحت شعار"أوقفوا قروضكم"، وستستهدف هذه الحملة كل مؤسسات التمويل وكل الشركاء الأجانب الذين ستسلم إليهم رسائل موقعة من طرف عدد كبير من الموريتانيين تطالبهم بوقف قروضهم إذا لم تكن لديهم قدرة رقابية كافية للحيلولة دون ذهاب تلك القروض إلى الحسابات الخاصة للممسكين بالسلطة، وسيتم إشعارهم من خلال هذه الرسائل بأنهم إن استمروا في منح قروض تذهب إلى الحسابات الخاصة للممسكين بالسلطة، فأن الشعب الموريتاني لن يكون ملزما بتسديد قروض لم يستفد منها ولم تستفد منها الدولة الموريتانية، لم يستفد منها إلا أفراد قلة يتولون مقاليد الحكم في هذه الفترة من تاريخ البلاد، والتي وصل فيها حجم الفساد ومستوى النهب إلى مستويات لا تطاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق