الاثنين، 24 فبراير 2020

عذرٌ أقبح من ذنب!

في صبيحة اليوم السابع من هذا الشهر، وفي حدود الساعة الثامنة، وعلى بعد 8 كلم من مدينة تمبدغة وقعت المجزرة التالية:
سائق باص تابع لسونيف كان يغط في النوم يدهس سيارة من نوع مرسديس 190، ويتسبب في قتل 5 أشخاص ..قبل ذلك بأقل من شهر ونصف، وتحديدا في يوم 25 ديسمبر 2019 تسبب سائق باص آخر بمجزرة أخرى على طريق نواذيبو وراح ضحيتها 9 قتلى.


مثل هذه المجازر التي يتسبب فيها سائقو الباصات أو الشاحنات كثيرة جدا، وحصيلتها تكون في الأغلب مأساوية.
ــــــ
بالأمس شاهدتُ هذه اللافتة التي تكرر نشرها من طرف بعض الأصدقاء، واليوم طالعتُ منشورا على صفحة صديق حاول فيه أن يدافع عن هذه اللافتة ..
وقد جاء في منشوره :"أنشر هذه اللوحة ليس تبنيا للقبلية وإنما للتأكيد على أن الشرائحيين لا يمثلون إلا أنفسهم. فهذا الاجتماع جاء نتيجة للحادث المأساوي الذي وقع قبل فترة في تمبدغة وراح ضحيته عدة أفراد من قبيلة لقلال رحمهم الله، وسائق الباص الذي تسبب في الحادث هو حرطاني. وعندما بلغت القلوب الحناجر وضاقت عليه وعلى ذويه الأرض بما رحبت قال إن أباه حرطاني من أولاد أبييري وأمه حرطانية من أولاد دمان، وهو ما جعله يخرج سالما من الكارثة لأن العهود التاريخية بين هذه القبائل تقتضي عدم دفع الدية فيما بينهم."
ـــــ
مثل هذه الحالات التي تتضامن فيها القبائل مع بعض القتلة تتكرر دائما، وهو بطبيعة الحال لا يقتصر على القبيلة الكريمة التي تظهر في هذه اللافتة..فقبيلة كاتب هذه السطور تفعل الشيء نفسه، وقبيلتك أنتَ الذي تقرأ الآن هذا المنشور تفعل الشيء نفسه إذا ما تسبب أحد أبنائها في حادث سير أدى إلى حالة وفاة أو أكثر..
ـــــ
فإلى متى تستمر القبائل في حماية السائقين الذين يتسببون في حوادث سير تؤدي إلى وفاة شخص بريئ أو عدة أشخاص أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم وجودوا على طريق سائق متهور؟
وهل يجوز أصلا للقبيلة أن تسقط الدية أو أن تعفو عن قاتل لأن ضحاياه كانوا من أبنائها؟
إني بحاجة إلى أجوبة فقهية وقانونية على السؤال الأخير.
#معا_للحد_من_حوادث_السير
#السلامة_الطرقية_مسؤولية_الجميع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق