الخميس، 20 فبراير 2020

صورٌ وقراءات نمطية (تدوينة)

خلال العقد الأخير جمعتني نقاشات عديدة مع معارضين وقادة رأي وكان بعضهم يقول لي بأن معارضة الرئيس الراحل أعل ولد محمد فال للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ما هي إلا تمثيل في تمثيل. بعد ذلك قالوا نفس الشيء عن رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو، وقالوه من بعد ذلك عن السيناتور محمد ولد غدة.
أصحاب هذا الرأي لم يقتنعوا بمعارضة الراحل أعل ولد محمد فال إلا من بعد وفاته، ولم يقتنعوا بمعارضة رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو إلا من بعد خروج الرئيس السابق من السلطة دون أن يوقف المذكرة القضائية الصادرة في حق الرجل، ولم يصدقوا معارضة السيناتور ولد غدة إلا من بعد تعرضه لسجن ظالم.


قد يكون من المقبول مناقشة أسباب الخلاف والمعارضة، أما نفي تلك المعارضة من أصلها، فلم يكن إلا مجرد قراءة نمطية خاطئة تعود عليها بعض الساسة وقادة الرأي في هذه البلاد، وهي قراءة ناتجة عن كسل فكري وقائمة على حجة ضعيفة تقول بأن معارضة أبناء العم ليست إلا مسرحية من مسرحيات تبادل الأدوار..
لقد تبين فيما بعد بأن "أبناء العم" كانوا من بين الأكثر جدية في معارضة الرئيس السابق...شخصيا لقد صدقتُ معارضتهم من أول يوم، ولكني كنتُ أجد صعوبة كبيرة في إقناع بعض المعارضين بذلك.
ومن القراءات النمطية الخاطئة كذلك، ما شاع بعد وصول الرئيس محمد الشيخ ولد غزواني إلى السلطة ...لقد كان بعض المعارضين من ساسة ومدونين يصفه بالضعف الشديد، وبأنه مجرد دمية في يد الرئيس السابق ..الطريف في الأمر أن بعض أولئك يصفه اليوم بالدكتاتور المستبد، ليبقى السؤال المطروح: كيف تحول الرئيس غزواني في نصف عام من رئيس في منتهى الضعف إلى رئيس في منتهى الاستبداد؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق