الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

القصاصة (13)/ الراعي والمستشار



يحكى أن أحد المستشارين الكبار قرر في يوم من الأيام أن يذهب إلى أحد السهول الخضراء خارج المدينة، وذلك لكي يأخذ قسطا من الراحة بعد أسبوع من العمل الشاق. ويقال أن ذلك المستشار صادف في طريقه راعي غنم يرعى غنما سوداء، تكاد لكثرتها تغطي السهل بكامله، فما كان من المستشار إلا أن أوقف سيارته الفاخرة، واتجه نحو الراعي، ودار بينهما الحوار التالي:
المستشار للراعي :ـ إذا أخبرتك بعدد غنمك فهل ستعطينني واحدة منها؟
ـ إذا حددت لي عددها بالضبط فسأعطيك منها واحدة.
أرسل المستشار رسالة نصية إلى صديق له، يعمل في شركة للتصوير الفضائي، وطلب منه أن يحدد له عدد النقاط السوداء الموجودة في السهل الذي كانت توجد به غنم الراعي.
وبعد وصول الجواب على الرسالة النصية، التفت المستشار إلى الراعي، وقال له :
ـ غنمك عددها بالضبط 1647 شاة.
ـ عجيب كيف عرفت!؟
ـ لا يهم، المهم أنه عليك أن تفي بما تعاهدنا عليه.
أخذا الراعي واحدة من "النقاط السوداء" ووضعها في مؤخرة سيارة المستشار.
وهنا توجه المستشار نحو سيارته، بخطوات مغرورة، وعندما وصل إليها اتجه إلى مقعد السائق، ثم بعد ذلك أدار محرك سيارته، ولكن قبل أن تنطلق السيارة، التفت الراعي بكل ثقة إلى المستشار، وقال له بصوت واثق:
ـ إذا حددت لك وظيفتك بالضبط فهل ستعيد لي ما أخذت من غنمي؟
ـ إذا حددت لي وظيفتي بالضبط فسأعيد لك ما أخذت منك.
ـ أنت تعمل مستشارا.
ـ ولكن كيف عرفت؟
ـ لا يهم، المهم أنه عليك أن تلتزم بما قلت.
ـ سأعيد لك ما أخذت، ولكن أرجوك قل لي كيف عرفت وظيفتي؟
ـ عرفتها بثلاثة أشياء، أولها أنك جئتني دون أن أطلب منك ذلك، وهذه واحدة من صفات المستشارين فهم دائما يأتون لعرض خدماتهم دون أن نطلب منهم ذلك. أما الثانية فهي أنك لم تأتيني بمعلومة جديدة، والمستشار دائما لا يضيف معلومة جديدة، فأنا كنت أعرف عدد غنمي من قبل أن تخبرني أنت به. أما الثالثة وهي التي تأكدت من خلالها أنك تعمل مستشارا فهي أنك لا تفرق بين النعجة والكلب ففي سيارتك لا توجد نعجة بل يوجد كلبي الأسود.
تلكم كانت مجرد قصة للتسلية، وإن كان يمكن الاستفادة منها.
تنبيه: البعض قد يعتقد بأن المستشار لابد أن يأتي بمعلومات جديدة، مع أن الأمور في الواقع قد لا تكون كذلك، فهو قد يكتفي بأخذ بعض المعلومات من عندنا ثم يعيد تقديمها لنا بطريقة مثيرة وأنيقة ومبهرة قد تجعلنا نستفيد من تلك المعلومات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق