الأحد، 24 يونيو 2012

مهرجان الحشد النفسي الكبير...!!



للمرة الرابعة يلبي المواطنون الموريتانيون نداءات أحزاب المنسقية فيحضرون بكثافة لمسيرتها ومهرجانها الرابع، والذي اختارت له هذه المرة شعار" الحشد الكبير"، وللمرة  الرابعة ـ أيضا ـ  يقع قادة المعارضة في سلسلة من الأخطاء، والتي ربما يتسبب تراكمها ـ إن لم يتم تفاديها مستقبلا ـ في فتور الحماس، وفي تراجع الحضور للمشاركة في أي مهرجان أو مسيرة تنظمه هذه المعارضة مستقبلا.

صحيح أن الرتابة هي من المشاكل الكبيرة  التي تعاني منها مهرجانات ومسيرات المعارضة، والتي عودتنا على أن تكون على النحو التالي : دعوة لمسيرة ومهرجان، تعقبها دعوة  لمهرجان خاص  بحزب "تواصل"، ثم تبدأ المسيرة، فمهرجان، فخطب لقادة المعارضة، فسهر، ففراق، فإعلان موعد لمهرجان جديد للمنسقية، فإعلان مهرجان جديد خاص بتواصل، وهكذا...
 ولكن الصحيح أيضا هو أن مواجهة تلك الرتابة يجب أن لا يكون من خلال تقديم وعود لا يلتزم بها، أو من خلال تسريب إشاعات قد يفهم أنها من أجل إرغام المواطنين على الحضور.
فهناك أمور حدثت قبل مهرجان الحشد الكبير يجب التوقف عندها:
1 ـ لم يرد قادة منسقية المعارضة على مبادرة مسعود  رغم أن عددا من قيادات المنسقية كانوا قد أعلنوا قبل المسيرة والمهرجان بأن الرد على المبادرة سيكون من ضمن فعاليات المهرجان.
2 ـ لقد تم الحديث عن فيلم سيتم عرضه خلال المهرجان، وأن هذا الفيلم سيكشف عن عملية تبييض للأموال بطلها الأول  رئيس الجمهورية رفقة المستشارة "كمبا با" والتي تمثل دور البطولة النسائية في الفيلم، في حين أن عصابة الأشرار في الفيلم كانت تضم ثلاثة ممثلين : واحد من أمريكا اللاتينية، برفقة  آسيوي، وثالث عراقي بلكنة مغربية!! أما مشاهد الفيلم فقد تم  تصويرها في قاعة سرية داخل القصر الرئاسي، وحسب نفس التسريبات فقد ظهر الرئيس في الفيلم،  وهو يرتدي قميصا وربطة عنق،  ويتحدث باللهجة المغربية، وكان في غاية الارتياح.
في هذه البلاد يوجد العديد من مشاريع السينمائيين الكبار، ذلك هو أول شيء يمكن أن يستنتجه من اطلع على التفاصيل المنشورة  لذلك الفيلم، ولكن ذلك ليس هو موضوعنا الآن.
فموضوعنا هو أن المنسقية تركت الإشاعة تتردد، حتى تأكد الجميع من وجود الفيلم، ومن أنه سيتم عرضه، فإذا بالفيلم الذي تم الحديث عنه يتبدل إلى فيلم وثائقي يتحدث عن معاناة بعض المواطنين الموريتانيين في حي شعبي، وعن مظاهرات، وعن أشياء أخرى لا صلة لها بتبييض الأموال، ولا بالغرف السرية في القصر الرئاسي.
قد تحتج المعارضة بأنها ليست هي من أطلق شائعة الفيلم، وتلك حجة غير مقبولة إطلاقا لأنها كان بإمكانها أن تنفي قصة الفيلم من قبل المهرجان، وهو ما لم تفعله ربما  خوفا من  أن يؤثر ذلك على مستوى الحضور، وقد كانت تلك غلطة كبرى.
بل إن الخوف من تأثير نفي وجود الفيلم على مستوى الحضور قد دفع بأحد نواب المعارضة لأن يُحَدث أحد مراسلي إذاعة موريتانيد عن وجود مفاجأة سيتم عرضها. ولقد تعب مراسلو هذه الإذاعة بعد ذلك لكي يحصلوا على تأكيد أو نفي لوجود الفيلم  من قيادات معارضة أخرى، وذلك من  قبل أن يكتشفوا ـ كما اكتشف غيرهم ـ  بأن الفيلم الموعود هو مجرد فيلم وثائقي بإمكان أي عابر سبيل أن يعد فيلما مثله.
3 ـ لم تكتف المنسقية بفيلم تبييض الأموال، بل تم الحديث عن نقل مباريات فرنسا واسبانيا على شاشات عرض كبيرة من داخل ساحة المهرجان. ولقد تركت لجنة التنظيم التي يبدو أنها اختلفت على عرض أو عدم عرض المباراة تلك الإشاعة تتناقلها المواقع لكسب المزيد من الحضور خاصة من الشباب.
ولقد كتب أحد المواقع  المحسوب على المعارضة، وكان ذلك قبيل وصول المسيرة إلى ساحة مسجد ابن عباس ما يلي :
"الساحة صدقت ما راج عن بث مباريات كرة القدم اليوم مساء وهي بين فريقي إسبانيا وفرنسا حيث نصبت شاشة عرض وأحضر جهاز استقبال ويجري العمل علي تركيب الكل ليجري نقل المباريات".
وكان الخبر مرفقا بصورة لشاشة العرض ولهوائي لاستقبال البث.
إن ما حدث يوم أمس كان فضيحة كبرى يجب أن لا تتكرر مستقبلا حتى لا تفقد المنسقية مصداقيتها التي بدأت تكسبها في الفترة الأخيرة بعد أن كانت قد أضاعتها سابقا.
وعلى المنسقية أن تعلم بأن الغاضبين على النظام قد غضبوا عليه بسبب أنه أخلف بعض وعوده، وإذا ما ظلت المعارضة تعد و تخلف أو تترك الإشاعة تتسرب دون أن تنفيها فإنها بذلك لن تسلم من غضب الشعب الموريتاني.
وأخيرا على المعارضة أن تعلم بأن الرتابة يمكن أن نواجهها بالأفكار، وبوسع الخيال السياسي، لا بالإشاعات وبإطلاق الوعود التي لا يلتزم بها .
تصبحون وأنتم أكثر مصداقية...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق