الأربعاء، 13 يونيو 2012

بشرى سارة للشعب الموريتاني...!!



في مثل هذه الأوقات التي لم نعد نسمع فيها عن خبر مفرح، وفي مثل هذه الأوقات التي كثرت فيها الأزمات والمشاكل على وطننا الجريح، ولم تعد لدينا حتى القدرة على التفكير في البحث عن حلول لها، وإنما أصبحنا عند حدوث أي أزمة نكتفي بالتفرج في انتظار حدوث أزمة جديدة علَّها تنسينا أزمتنا القديمة، حتى أصبح حالنا كحال المتنبي الذي أنشد يوما:
فـصـرت اذا أصابتني سهامٌ
تكسرت النصالُ على النصال

في مثل هذه الأوقات العصيبة تصبح أنبل مهمة يمكن القيام بها، هي أن نتفرغ للتنقيب عن الأخبار السارة، عسى أن نلتقط  خبرا مفرحا من هنا، أو بشارة خير من هناك، لنزفها إلى الشعب الموريتاني الحزين، والمتعطش منذ نصف قرن لسماع أي خبر سار مهما كانت طبيعة ذلك الخبر السار.
وفي هذا الإطار فقد أتيح لي أخيرا أن ألتقط خبرا سارا، كنت أنتظر حدوثه منذ ما يزيد على عقد من الزمن، وكان كثير من الموريتانيين مثلي ينتظرون حدوثه. ولأهمية هذا الخبر فقد ارتأيت أن أسارع  إلى زفه للموريتانيين حتى يتقاسموا معي هذه الفرحة العظيمة التي أعيشها منذ أن علمت بهذا الخبر العظيم، المفرح جدا، والسار جدا.
وحتى أكون صريحا معكم، فإن الصدفة وحدها هي التي قادتني لذلك الخبر العظيم. والصدفة هنا أقصد بها ضعف شبكة "موريتل"، والتي حرمني ضعف شبكتها من تصفح الكثير من المواقع الموريتانية المستقلة، فاضطررت  لزيارة  موقع الوكالة الموريتانية للأنباء، والتي نادرا ما أزور موقعها، لأجد هذا الخبر العظيم الذي كان لابد لي من أن أزفه إليكم، وبشكل فوري.
ومع أن الوكالة الموريتانية للأنباء قد أخطأت عندما صاغت الخبر على شكل قصاصة  مختصرة جدا، إلا أن ذلك لا يقلل من أهمية الخبر. وعموما فلن تخلو أي بداية من أخطاء، فالوكالة الموريتانية للأنباء، والتي لم تتعود على نشر الأخبار العظيمة، لابد أن نغفر لها هذا  الخطأ الذي وقعت فيه عند نشرها لهذا الخبر العظيم، ونأمل أن تتمكن في المستقبل القريب من أن تعطي للأخبار العظيمة مساحة واسعة تتناسب مع مستوى الفرح والسعادة الذي يمكن أن تُحدثه تلك الأخبار في نفوس المواطنين البسطاء من أمثالي.
والآن إليكم الخبر العظيم، وبصياغة الوكالة الموريتانية، ودون أي تعديل أو تحريف، وأرجو أن لا تموتوا بسبب الفرح، وقديما قيل : "ومن الفرح ما قتل": هذه العبارة لي، فلا تسرقوها كما سرقتم  ـ من قبل ـ أفكار الرئيس النيرة.
يقول الخبر العظيم: "غادر وسيط الجمهورية السيد سيد أحمد ولد البو، نواكشوط صباح اليوم الأحد متوجها إلى فرنسا للمشاركة في الملتقى السادس لمنظمة الآمبوديسمان والوسطاء في البحر الأبيض المتوسط، الذي سيلتئم بمعهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية باريس من 11 إلى 14 يونيو الجاري".
انتهى الخبر العظيم، والذي انتظرته لما يزيد لعقد من الزمن، ولابد أنكم مثلي قد كنتم تنتظرونه منذ عقد من الزمن، ورجاءً  فلا تسألونني عن منظمة " الآمبوديسمان" فهذه هي أول مرة أسمع عنها، ولم أجد ـ حتى الآن ـ  وقتا لأسأل عنها أستاذي "كوكل".
المهم أنه أخيرا تحدثت وسيلة إعلام رسمية عن نشاط لوسيط الجمهورية، والذي لم يسمع الموريتانيون عن أي نشاط له منذ تأسيس هذه الهيئة الموقرة، وتنصيب أول وسيط  موقر في عهد "معاوية ولد سيدأحمد الطايع".
صحيح أن الخبر هنا يتعلق بمجرد سفر إلى فرنسا لن تكون له من نتيجة إلا أن يبتلع الوسيط في هذا العام العصيب مبالغ ضخمة من ثروة الشعب الموريتاني في سفره المذكور.
وصحيح أيضا أن هذا السفر ليست له صلة بالمهام التي تم تحديدها لوسيط الجمهورية عند تأسيس هذه الهيئة، وللتذكير فمهام الوسيط هي : استقبال شكاوي المواطنين المتعلقة بنزاعات لم تتم تسويتها في إطار علاقاتهم مع إدارات الدولة، والجماعات العمومية والإقليمية، والمؤسسات العمومية، وكل هيئة تناط بها مهام المرفق العمومي،  أو  صياغة  رأيه بشأن النزاعات بين المواطنين و الإدارة، و إرسال هذا الرأي في ظرف 15 يوما، إذا ما طلب منه رئيس الجمهورية إبداء الرأي، أو تقديم  تقرير سنوي عن حصيلة نشاطه، و يجوز نشر هذا التقرير و تعميمه ( أتمنى أن تتاح لي الفرصة لأقرأ واحدا من التقارير السنوية  العشرة التي من المفترض أن وسطاء الجمهورية قد أعدوها خلال مأمورياتهم). تلك هي مهام وسيط الجمهورية المحددة له، والتي لم يحاول ـ في أي يوم من الأيام ـ  بالقيام بأي منها.
فإذا كان كل ذلك صحيحا، إلا أنه لن يقلل من أهمية هذا الخبر ومن قيمته، والذي ربما يكون بداية لسلسة من الأخبار التي تنشر عن هيئات أخرى، لم نسمع عنها خبرا منذ تأسيسها. فمن يدري، فربما نسمع غدا عن سفر لرئيس المجلس الاستشاري والاجتماعي إلى لتوانيا، أو سفر لرئيس المجلس الإسلامي الأعلى إلى بوليفيا، أو سفر لرئيس المجلس الأعلى للفتوى والمظالم ـ المشكل أخيرا ـ  إلى سيرلانكا، أو سفر لرئيس السلطة العليا للصحافة إلى كمبوديا ( بالمناسبة لقد فرحت بتعيين رئيس جديد لهذه الهيئة، وأتمنى أن يصلح من حالها، كما أصلح سابقا من حال التلفزيون في المرحلة الانتقالية الأولى، والتي ساء حالها من بعده كثيرا).
تصبحون على مزيد من الأخبار السارة.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق