الخميس، 9 أكتوبر 2025

عن حوادث السير خلال الساعات الأخيرة، وضرورة الشفافية في الإعلان عنها


تلقت حملة "معًا للحد من حوادث السير" خلال الساعات الماضية عدة بلاغات عن حوادث سير مؤلمة شهدتها بعض طرق البلاد، كان من أبرزها:

- حادث سير  مؤسف وقع البارحة على الطريق الرابط بين “الشّارة و طب القلب”، حيث دهست سيارة من نوع تويوتا كورولا (2017) مسرعة جدا فتاة في العشرين من عمرها كانت تحمل العشاء لعائلتها، فأصيبت إصابة بليغة في الرأس، ونُقلت إلى المستشفى وهي في حالة حرجة جدا. نسأل الله تعالى لها الشفاء العاجل.

وساعات قبل ذلك، وصل إلى مستشفى ازويرات شاب في العشرينيات من عمره، وذلك بعد تعرضه لكسور إثر قفزه من شاحنة اشتعلت فيها النيران بشكل مفاجئ عند الكيلومتر 40 من المدينة.

وفي ولاية تيرس دائما، سُجِّل حادث سير آخر على بعد 100 كلم من ازويرات، وذلك عندما انقلبت سيارة من نوع "هيليكس" تقلّ مجموعة من المنقبين، وأدى هذا الحادث إلى وفاة شخصين، نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته.

كما وردت أنباء عن حادث سير آخر على طريق نواذيبو، قد يكون تسبب في سقوط ضحايا، ولكننا لم نتحصل على تفاصيله الدقيقة لننشرها.

ويُحتمل أن تكون هناك حوادث سير أخرى وقعت في الساعات الأخيرة لم تصلنا أخبارها، وكثيرا ما تغيب عنا أخبار بعض حوادث السير التي يسقط فيها ضحايا، فمصادرنا محدودة جدا.

وتعليقا على هذه الحوادث المؤلمة، فإن حملة "معا للحد من حوادث السير" تسجل ما يلي:

1. استغرابها الشديد للطابع السري الذي لا يزال يطغى على تعامل بعض الأجهزة الأمنية والإدارية مع أخبار حوادث السير، وكأن أخبار تلك الحوادث سر من أسرار الدولة التي يُحظر إفشاؤها أو تداولها. إن إخفاء مثل هذه المعلومات يحرم الرأي العام من حقه في المعرفة، ويؤثر سلبا على الجهود التوعوية للحد من نزيف الأرواح على طرقنا.

2. هناك مفارقة لافتة نلاحظها، فالقطاعات الحكومية تظهر شفافية كبيرة عندما يتعلق الأمر بضحايا الأوبئة، مثل حمى الوادي المتصدع حاليا وجائحة كورونا سابقا، أو حوادث الغرق والسيول خلال موسم الخريف، ولكنها في الوقت نفسه تمارس تعتيما كبيرا على أخبار حوادث السير، رغم أن خسائر حوادث السير  البشرية والمادية تفوق بكثير ما تسببه تلك الأوبئة والكوارث مجتمعة.

3. تمسكنا القوي بحق المجتمع في الاطلاع على كل تفاصيل حوادث السير بشكل دوري ومنتظم، وذلك لسببين أساسيين:

أولهما: تمكين المواطنين وصناع القرار من إدراك حجم المأساة اليومية التي يعيشها البلد بسبب حوادث السير المتزايدة.

ثانيهما: تزويد الفاعلين في مجال السلامة الطرقية بالمعلومات الدقيقة حول أسباب الحوادث وأماكن وقوعها (النقاط السوداء)، فبدون تلك المعلومات لا يمكن أن نتحدث عن حمالات توعوية ناجحة.

ختاما، تدعو الحملة كل الجهات المعنية إلى اعتماد سياسة شفافة في نشر بيانات يومية عن حوادث السير، على غرار ما يتم مع بقية الحوادث والكوارث، فنشر تلك البيانات حق للمواطن، وضرورة لتقويم الأداء، وخطوة أساسية في سبيل إنقاذ الأرواح وحماية الممتلكات.

حملة "معا للحد من حوادث السير"

نواكشوط، بتاريخ: الخميس 9 أكتوبر 2025.

تنبيه : نشر الإحصائيات المتعلقة بحوادث السير جاءت في المطلب رقم 4 من :نداء جوك للسلامة الطرقية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق