الخميس، 4 سبتمبر 2025

ميثاق المواطنة والوحدة الوطنية في موريتانيا


إيمانًا منا بأن مستقبل موريتانيا لن يكون آمنا ومزدهرا دون ترسيخ قيم المواطنة وتعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي؛

وسعيًا منا لأن يكون التنوع العرقي والثقافي والاجتماعي في بلادنا، والذي نعترف به، مصدرَ ثراءٍ وقوة، لا عاملَ تفرقةٍ أو تمييز؛

واستشعارًا منا لخطورة الخطابات الضيقة التي تستند إلى الانتماءات العرقية أو الشرائحية أو القبلية، وما تخلّفه من آثارٍ سلبية على النسيج الوطني؛

وتأكيدًا منا على أن المواطنة هي الرابط الأسمى الذي يجمعنا، وأن جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات؛

وقناعةً منا بكل ذلك، فإننا نحن الموقعين أدناه، نعلن التزامنا بهذا الميثاق وببنوده الاثني عشر، ونعاهد أنفسنا ومجتمعنا على العمل بمقتضاها، سعيًا لترسيخ قيم المواطنة الجامعة، وتعزيز اللحمة الوطنية.

بنود الميثاق

1. الاعتراف بالتنوع العرقي والثقافي

نقرُّ بأن موريتانيا بلدٌ متعدد الأعراق والثقافات، ونعتبر هذا التنوع مصدرًا للثراء والقوة، وسنعمل من أجل أن يكون عاملَ وحدةٍ وتكامل، لا عاملَ تفرقةٍ وانقسام.

2. استخدام المصطلحات الجامعة

نلتزم باستخدام كلمة "موريتاني" أو "مواطن" في الفضاءات العامة عند الحديث عن أي فرد أو جماعة تنتمي لهذا البلد، ونرفض بشكلٍ حازمٍ أي تصنيفات أو مسمّيات عرقية أو شرائحية أو قبلية في الخطاب العام، خاصة في الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.

3. المساواة أمام القانون

نؤمن بأن جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات، ويجب أن تُكفل لهم فرصٌ متكافئة في التعليم، والصحة، والعمل، والتمثيل السياسي، دون أي تمييز.

4. محاربة التهميش والغبن الاجتماعي

نلتزم بالتصدي لكل مظاهر الغبن أو الإقصاء أو التهميش، وندعو إلى معالجة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية من خلال سياساتٍ عادلةٍ وشاملة.

وعند تناول قضايا الغبن أو التهميش أو الظلم أو الفساد، وهي قضايا موجودة بالفعل، وقد تضرر منها المجتمع بكامله، حتى وإن كانت مستويات التضرر متفاوتة بين مكوناته؛ فإن انتقاد ذلك التضرر القائم يجب أن يُوجَّه حصرًا إلى الحكومات أو إلى الأنظمة المتعاقبة على الحكم، لا إلى بعض المكونات العرقية أو الشرائحية أو القبلية في الوطن.

5. تعزيز الخطاب الوطني الجامع

نعمل على إنتاج وتسويق خطابٍ إعلامي وتربوي يعزز الانتماء الوطني، ويُعلي من قيم التضامن والتعايش المشترك بين مكونات المجتمع، ويقف بشكلٍ حازمٍ ضد أي خطابٍ استعلائي أو هوياتي ضيق من شأنه أن يُذكي النعرات القبلية، أو يُغذي الصراعات الشرائحية، أو يُعمّق الانقسامات العرقية بين مكونات المجتمع.

6. رفض استغلال الانتماءات الضيقة في الصراعات السياسية

نرفض توظيف الانتماءات والهويات الضيقة في الحملات الانتخابية أو الصراعات السياسية، وندعو إلى التنافس على أساس البرامج والرؤى الإصلاحية.

7. الالتزام بمبدأ المحاسبة الفردية

نؤمن بأن الأفراد يُحاسبون أو يُكافؤون على أفعالهم وإنجازاتهم، لا على انتماءاتهم الضيقة؛ فالفساد والظلم لا نسب لهما، والعدالة والمساواة والاستفادة من ثروات البلد يجب أن تشمل الجميع، دون أن يُحرَم منها أي مواطن مهما كانت انتماءاته العرقية أو الشرائحية أو القبلية.

8. تشجيع المشاركة المدنية

نحث المواطنين على الانخراط في الحياة العامة، والمساهمة في بناء الدولة، من خلال منظمات المجتمع المدني، والنقابات المهنية، والتشكيلات السياسية، بدلًا من الانخراط في مبادرات قبلية أو شرائحية أو عرقية.

9. إحياء الرموز الوطنية المشتركة

نؤكد على ضرورة التمسك بقيم الإسلام، واحترام المقدسات الإسلامية، والرموز الوطنية: العلم، والنشيد، والتاريخ المشترك، وذلك باعتبارها عناصر توحّد ولا تفرّق.

10. تعزيز قيم المواطنة في المدارس

ندعو إلى إدماج قيم المواطنة، والتسامح، واحترام الآخر، في المناهج التعليمية، وخاصة في المرحلة الابتدائية.

11. المساءلة والشفافية

نطالب بمحاسبة كل من يروّج للخطابات العنصرية، أو يساهم في تغذية الانقسامات، وندعو إلى تطبيق القانون بشكل صارم على الجميع دون استثناء.

12. نشر الميثاق وتوسيع أثره

نلتزم بالعمل على نشر قيم المواطنة الجامعة في محيطنا الاجتماعي وفي كل مساحات تحركنا، من خلال بنود هذا الميثاق، وحث الآخرين على تبني بنوده والعمل بمقتضاها.

ختامًا

إن الموقعين طوعًا واختيارًا على هذا الميثاق، يلتزمون بنشره والعمل بمقتضاه، ويعتبرونه عهدًا أخلاقيًا ووطنيًا لا رجعة فيه، من أجل موريتانيا موحدة، عادلة، وآمنة.

والله ولي التوفيق.

نواكشوط: 11 ربيع الأول 1447 الموافق 04 سبتمبر 2025.

الموقعون:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق