الجمعة، 16 أغسطس 2019

أربعة أخطاء لا تغتفر في أول تصريح للناطق باسم الحكومة (تدوينة)


سأحاول أن أعدد وأبسط كل الأخطاء الفادحة التي وردت في أول مؤتمر صحفي للناطق الرسمي باسم الحكومة.
1ـ خطأ قانوني وبروتوكولي فاضح: لا يجوز إطلاقا أن يوصف أكثر من شخص واحد في دولة ما بفخامة رئيس الجمهورية. فإما أن يكون غزواني هو فخامة رئيس الجمهورية أو يكون ولد عبد العزيز هو فخامة رئيس الجمهورية ..لا يمكن إطلاقا، لا قانونيا، ولا بروتوكوليا، ولا، ولا ...أن يتقاسم شخصان وفي وقت واحد لقب فخامة رئيس الجمهورية.


2 ـ خطأ سياسي قاتل : إن القول بأن النظام الحالي هو امتداد للنظام السابق شكل صفعة قوية لكل داعمي غزواني من خارج فسطاط الموالاة، وهم بالمناسبة كثر. إن هذا القول سيجيز للمعارضين الداعمين لغزواني لأن يقولوا هم بدورهم بأنهم يشكلون امتدادا للمعارضة السابقة، وبذلك سيزداد الشرخ وعدم الانسجام بين داعمي غزواني وهو ما سيؤدي حتما إلى فشل سياسي. لقد أراد غزواني وهو ما أوضحه في خطاب التنصيب أن يوقف النقاش الدائر حول (القطيعة والامتداد مع النظام السابق)، بل إنه حاول أن يجمع الموريتانيين (من صوت له ومن لم يصوت له ) في مشروعه الإصلاحي، فإذا بالناطق الرسمي باسم حكومته  يعيد من جديد الجدل حول ( القطيعة والامتداد)، بل وإذا به يعمل على تقسيم داعمي غزواني إلى فسطاطين : فسطاط يعتبر نفسه امتدادا للنظام السابق، وفسطاط آخر يعتبر نفسه امتدادا للمعارضة السابقة.
3 ـ خطأ قاتل للأمل : هذا التصريح سيقتل الأمل لدى الكثير من الموريتانيين الذين توقعوا عهدا جديدا مع الرئيس غزواني..هذا التصريح قال لهم وبعبارة سياسية صريحة وفصيحة: من عانى منكم من البطالة أو من الإقصاء أو من التهميش في العهد السابق ستتواصل معاناته في هذا العهد الذي يعتبر امتداد للعهد السابق، وما أكثر من عانى في العهد السابق وتوقع خيرا في هذا العهد الجديد الذي أراد له الناطق باسم الحكومة أن يكون امتداد للعهد السابق.
4 ـ تناقض عجيب : هذا التصريح أظهر تناقضا عجيبا في مسار العمل الحكومي، ففي بيان مجلس الوزراء الأول أعطى الرئيس غزواني تفويضا لوزرائه وحملهم المسؤولية في كل ما يتعلق بقطاعاتهم، ومن المعلوم بأن ذلك يشكل تناقضا قويا مع نهج ولد عبد العزيز الذي كان يتدخل للوزراء في كل التفاصيل الصغيرة. إعطاء تفويض للوزراء من طرف غزواني يعتبر نهجا جديدا يختلف تماما عن النهج السابق، ولكن ما جاء في تصريح الناطق باسم الحكومة للتعليق على الاجتماع الثاني للحكومة الجديدة شكل تناقضا كبيرا مع ما جاء في الاجتماع الأول لها.
أشير في الأخير إلى أن سحب تصريحات الناطق باسم الحكومة من التداول في الإعلام الرسمي يشكل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، وذلم لأنه يؤكد بأن تصريحات الوزير لا تعبر عن وجهة نظر الحكومة.. صحيح أن سحب تلك التصريحات من الإعلام الرسمي لن يوقف تداولها بين المواطنين، ولكنه على الرغم من ذلك سيوجه رسالة قوية بأن تلك التصريحات لا تعبر عن وجهة نظر الحكومة، وهذا مهم جدا.
إن عملية سحب التصريحات هي خطوة أولى مهمة، وسيبقى الجميع في انتظار خطوات أخرى تتخذ ضد الوزير الناطق باسم الحكومة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق