الأحد، 7 أبريل 2019

المناضل العظيم ولد مولود يحيي الجماهير ويعانق الشمس


كان من المبرمج أن يكون هذا المقال تحت عنوان "قراءة في خطاب وإعلان ترشح ولد مولود"، ولكن صورة  من حفل إعلان الترشح، التقطها أحد المدونين، جعلتني ألغي فكرة كتابة ذلك المقال، وأكتفي بالتعليق على تلك الصورة.
من المؤكد بأن هناك الكثير مما كان يمكن قوله عن خطاب وحفل إعلان ترشح الدكتور محمد ولد مولود. فالدكتور محمد ولد مولود بالنسبة لي، وربما لغيري من أصحاب المزاج المعارض والذين لا ينتمون لأي حزب سياسي، ظل يعبر سياسيا عن مزاجنا منذ انقلاب 3 أغسطس 2005، وحتى يومنا هذا.

كل المواقف السياسية التي اتخذها حزب اتحاد قوى التقدم ورئيسه منذ انقلاب 3 أغسطس 2005 وحتى اليوم، كانت ـ وحسب اعتقادي الشخصي ـ هي المواقف الأسلم، وهي المواقف التي تمثل مزاج المعارضين من خارج الأحزاب المعارضة. أما بالنسبة للأحزاب المعارضة الأخرى، فلكل حزب منها بعض المواقف السياسية التي لم تنسجم مع مزاج المعارضين من خارج الأحزاب.
من المؤكد بأن هناك الكثير مما كان يمكن قوله عن خطاب وحفل إعلان ترشح الدكتور محمد ولد مولود، ومع ذلك، فلن أقول أكثر مما قالت الصورة، ولن أعلق على الحفل إلا بجملة واحدة علق بها صاحب الصورة، وقد اخترتها لتكون عنوان هذا المقال.
قبل مهرجان إعلان الترشح بساعات كتبت على صفحتي الخاصة على الفيسبوك منشورا تحت عنوان "رمزية ساحة ابن عباس"، وقد جاء في هذا المنشور : " اكتسبت ساحة ابن عباس رمزية نضالية خاصة في السنوات الأخيرة، وذلك لأن المعارضة جعلت من هذه الساحة وجهة وملتقى لأغلب مسيراتها و تظاهراتها ومهرجاناتها.
اليوم ستوضع هذه الساحة أمام أول اختبار انتخابي لها، فهي ستتحول في يومنا هذا إلى ساحة انتخابية سيعلن فيها عن ترشح رمز من رموز هذه الساحة.
أتمنى أن يكون جمهور المعارضة على مستوى التحدي، وأن يكون حضوره هذا المساء في ساحة ابن عباس حاشدا وعلى مستوى الحدث.
وأتمنى أن تُظهر المعارضة في هذا المساء قدرتها على الانتقال من تحالف نضالي واحتجاجي شهدت عليه ساحة ابن عباس خلال السنوات الأخيرة إلى تحالف انتخابي جاد سيجعلها قادرة على منافسة مرشح النظام.
أتمنى أن أشاهد في هذا المساء قادة تواصل وحاتم والصواب في ساحة ابن عباس، وأتمنى أن أشاهد في هذا المساء ولد مولود وبيرام وولد بوبكر يقفون وقفة "مرشح واحد" في هذه الساحة، فبذلك وحده ستخلق المعارضة أملا لدى جماهيرها بإمكانية هزيمة مرشح النظام، وبدون ذلك فسيضيع الأمل، وربما يضيع إلى الأبد."
في هذا المنشور تحدثت عن أمنيتين، إحداهما تحققت، وهي الأمنية المتعلقة بالحشد، والثانية كانت هناك بشارات تنبئ بإمكانية تحققها مستقبلا، فقد ظهر في الحفل المرشح سيدي محمد ولد بوبكر وقادة الأحزاب الداعمة له، كما ظهرت هذه الصورة الجميلة التي تم تداولها بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي..أتدرون من التقط هذه الصورة ونشرها على صفحته الخاصة؟ إنه الشاعر وطبيب الأسنان خالد عبد الودود. سؤال آخر : هل تعرفون شيئا عن تموقع صاحب هذه الصورة؟ إنه من أوائل داعمي المرشح سيدي محمد ولد بوبكر، وإنه الآن قيادي في اللجنة الإعلامية لهذا المرشح.
حقا، إنها لبشارة، فأن يقرر قيادي في حملة مرشح أن يذهب إلى حملة مرشح منافس، وأن يلتقط صورة رائعة من حفل إعلان ترشحه، وأن يعلق عليها بجملة رائعة على تلك الصورة. إن كل ذلك ليؤكد بأن هناك إمكانية حقيقية للتنسيق الفعال بين المرشحين : محمد ولد مولود وسيدي محمد ولد بوبكر وبيرام ولد الداه ولد أعبيد.
إن من مصلحة هؤلاء المرشحين الثلاثة أن ينسقوا فيما بينهم، وأن يقفوا وقفة "مرشح واحد" ضد مرشح النظام، فبإمكانهم أن ينسقوا في كل ما يتعلق بفرض الشفافية، وبالتمثيل في المكاتب، كما يمكنهم أن ينظموا أنشطة مشتركة في إطار حملة انتخابية متكاملة، وكم أتمنى أن أشاهدهم في نشاط مشترك لحث مناصريهم، وخاصة الشباب، للابتعاد عن المعارك وحملات التخوين في مواقع التواصل الاجتماعي. كما أتمنى أيضا أن أشاهدهم في مسيرة مشتركة تطالب بإعادة تشكيل لجنة الانتخابات وبحياد الإدارة وبابتعاد المؤسسة العسكرية عن السياسية، ولا زلتُ أرى بأن يوم التاسع عشر من إبريل وبرمزيته، سيبقى هو اليوم الأنسب لمسيرة من هذا النوع.
يبقى أن أقول بأن لكل من هؤلاء المرشحين الثلاثة ساحته الانتخابية الخاصة به، والتي لا يمكن أن يُنافس فيها، وأن المنافسة فيما بينهم قد لا تتجاوز 20% من الناخبين المشتركين، وهو الشيء الذي قد يمكن من الابتعاد عن المعارك الداخلية بين أنصار هؤلاء المرشحين الثلاثة. ثم إن أيا من هؤلاء المرشحين الثلاثة لن ينجح في الانتخابات الرئاسية القادمة إلا إذا تمكن في مرحلة أولى من الوصول إلى الشوط الثاني، وضمن في مرحلة ثانية دعم المرشحين الخاسرين في ذلك الشوط، ومثل ذلك الدعم لن يكون ممكنا إذا ما ظل بعض الشباب الداعم لهذا المرشح أو ذاك يتراشقون بعبارات السب والشتم، ويتبادلون فيما بينهم التهم بالخيانة، ويحصلون على دعم كبير من أنصار مرشح النظام، وذلك لتغذية المزيد من الصراعات والحروب البينية بين أنصار وداعمي المرشحين الثلاثة.
بكلمة واحدة : ستكون المعارضة بخير، إذا ما استطاعت أن تطلق حملات انتخابية متكاملة ضد مرشح النظام.

حفظ الله موريتانيا..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق