الأربعاء، 19 سبتمبر 2018

ثلاثة رجال وإمرأة (تدوينة)

أثبتت نتائج الشوطين بأن هناك شخصيات ذات ثقل شعبي حقيقي، وأنها تشكل بحق أرقاما صعبة في مناطقها، ومن هذه الشخصيات التي استوقفتني نتائجها:
1 ـ العمدة والنائب القاسم ولد بلالي والذي استطاع ـ وربما تكون حالة فريدة من نوعها في انتخابات سبتمبر ـ أن يفوز ، وفي وقت واحد، بمقعد نائب وعمدة وبفارق كبير وكبير جدا.

2 ـ عمدة عرفات الحسن ولد محمد والذي استطاع أن ينتزع فوزا ثمينا من دولة جاءت بوزرائها وجنرالاتها ورجال أعمالها وقالت لهم هذه معركة فاصلة مع "المتطرفين" في أكبر مقاطعات العاصمة، ولا بد من الانتصار فيها. لقد انتقد البعض حزب تواصل على ترشيحه ولمأمورية ثالثة الحسن ولد محمد..يمكنني هنا أن أسجل ملاحظتين سريعتين، الأولى أن العمدة الحسن ولد محمد لم يكن راغبا في الترشح لمأمورية ثالثة، والملاحظة الثانية أنه لا أحد في المعارضة من داخل تواصل أو من خارجه كان بإمكانه أن يحمي عرفات من السقوط في انتخابات 1 و15 سبتمبر غير الحسن ولد محمد ..لا أحد غيره كان بإمكانه أن يواجه في عرفات مرشح الحزب الحاكم والجنرالات والوزراء ورجال الأعمال وخبراء التزوير، ومن المؤكد بأن تواصل لو كان رشح غيره لخسر بلدية عرفات.


3 ـ المهندس أبوبكر سوماري ..إنه الرقم الأصعب في مقاطعة السبخة ..هذا المهندس ترشح من حزب معارض صغير وهو حزب الطلائع، ومع ذلك فقد استطاع أن يقصي الحزب الحاكم في الشوط الأول، وأن يقصي لائحة المنتدى في الشوط الثاني وبفارق كبير.
4 ـ العمدة فاطمة منت عبد المالك..لقد وُفق الحزب الحاكم في ترشيح منت عبد المالك، وقليلا ما يوفق الحزب الحاكم في ترشيحاته..ويمكن القول إجمالا بأن الحزب الحاكم دفع لجهة نواكشوط بأحسن ما لديه ودفعت المعارضة بأحسن ما لديها، وكان التنافس بمثابة لقاء القمة بين المعارضة والحزب الحاكم، مع أني شخصيا لم اقتنع بترشيح الرئيس جميل لجهة نواكشوط، ولو أن الرئيس جميل فاز في هذه الفترة بجهة نواكشوط لحوصرت الجهة ولظهر الرئيس جميل عاجزا أمام ناخبيه، وسيؤثر ذلك سلبا على شعبيته المتنامية.
في اعتقادي الشخصي، فإن المقعد الانتخابي الذي يناسب الرئيس جميل في هذه المرحلة هو زعامة المعارضة، وكان من الأفضل أن يصل إليها عن طريق البرلمان، فبرلمان 2018 هو بحاجة ماسة لمداخلاته، فالمرحلة الحالية هي في غاية التعقيد والالتباس، وهي بحاجة إلى مرافعات قوية في البرلمان.

كان من الأنسب بالمنتدى الذي غيب أقطابه من خارج الأحزاب السياسية أن يدفع بشخصية "فنية" إلى جهة نواكشوط، ولا مشكلة بعد ذلك أن تنتسب تلك الشخصية لحزب تواصل أو لغيره..فمثل ذلك كان سيشعر الأقطاب الأخرى بأنها شريك حقيقي، وكان سيثبت للناخبين بوحدة المعارضة وتماسكها وباستعدادها للدفع بالشخص المناسب إلى المكان المناسب. جهة نواكشوط ليست مقعدا سياسيا، أو هكذا يجب أن تكون (صحيح أن الحزب الحاكم دفع بشخصية سياسية، ولكن هذه الشخصية لم تعرف بقوة خطابها بل عرفت فقط بأدائها كعمدة). إن الترشيح الوحيد الذي احترم المعايير الفنية هو ترشيح الوزير السابق محمد ولد عابد، ولكن مشكلة هذا الترشيح أنه كان من حزب "اللقاء" المهدد حاليا بالحل لعدم الحصول على 1%..وهنا يظهر مدى الخطأ الذي ارتكبه حزب اللقاء بانسحابه من المنتدى..
أنا مقتنع بأنه لو كانت الانتخابات شفافة لنجحت لائحة المنتدى في الشوط الثاني، فنواكشوط كانت وستبقى مدينة ذات مزاج معارض، ولكن ذلك لا يعني بأن فاطمة منت عبد المالك لا تمتلك شعبية كبيرة في العاصمة، ولقد وقفت شخصيا على أشخاص ليسوا من الموالاة ولا من داعمي ولد عبد العزيز، وليسوا كذلك ضحايا لأي ضغط ولا لأي مغريات من أي نوع..لقد قالوا لي بأنهم سيصوتون على منت عبد المالك لأنهم اختبروا أداءها كعمدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق