الجمعة، 17 أغسطس 2018

إلى صندوق بريد الناخب (15/1)


سأحاول في كل يوم من أيام الحملة أن أبرق برسالة مختصرة جدا إلى الناخب الموريتاني، وستكون هذه هي الرسالة الأولى التي سأضعها في صندوق بريد الناخب الموريتاني خلال موسمنا الانتخابي هذا.
أخي الناخب، أختي الناخبة: على كل واحد منكم أن يعلم بأن أي اهتمام قد يتلقاه خلال أيام الحملة هذه، هو مجرد اهتمام عابر ولن يتجاوز في أحسن الأحوال خمسة عشر يوما.
وعلى كل واحد منكم أن يعلم ـ وهذا هو الأهم ـ بأنه في كل خمس سنوات ستمنح له الفرصة مرة واحدة وليوم واحد لأن يشارك ـ مع غيره من الناخبين ـ  في رسم مستقبل البلاد خلال السنوات الخمس القادمة، فلا تضيعوا هذه الفرصة التي لا تتكرر إلا مرة واحدة كل خمس سنوات.
أيها الناخبون أرجو أن تسمحوا لي بأن أفتتح هذه الرسائل القصيرة بقصة قصيرة. يحكى فيما يحكى أن قرية ما أصيبت بمجاعة وقحط، فطلب واليها من أهلها بأن يأتي كل واحد منهم بكوب من اللبن وأن يسكبه في قِدْر كبير تم وضعه في وسط القرية، على أن يتم فيما بعد توزيع ما تحصل  من اللبن على فقراء القرية، ولقد اشترط الوالي شرطا غريبا، وهو أن يأتي كل واحد من أهل القرية بكوبه لوحده، وأن يسكب ما في ذلك الكوب دون أن يراه أحد.
في الصباح جاء الوالي إلى القدر فلم يجد به لبنا، وإنما وجده وقد امتلأ ماءً، فأين اللبن؟!
لا أحد من أهل القرية جاء إلى القدر بكوب من اللبن، فكان كل واحد منهم يأتي بكوب ماء، وكان يقول في نفسه بأن سكب كوب واحد من الماء لن يؤثر في قدر كبير مملوء باللبن.
أيها الناخب خذ العبرة من هذه القصة، ولا تسكب ماءً في صناديق الاقتراع يوم 1 سبتمبر.
شرح مفردات الرسالة
الماء : يعني بلغة انتخابية فصيحة كل صوت ستمنحه يوم 1 سبتمبر للقبيلة أو للجهة أو للشريحة أو مقابل مبلغ مادي زهيد أو مصالح شخصية مهما كانت ..أخي الناخب إن ما سَيُدفع لك من مال زهيد خلال أيام الحملة، وإن ما سَيُحقق لك من مصالح شخصية مقابل صوتك ثق بأنك ستدفع أضعافه مضاعفة خلال السنوات القادمة، ستدفعه ذليلا مقهورا من نصيبك من الثروة الوطنية.
اللبن: يعني بلغة انتخابية فصيحة كل صوت ستمنحه لصحاب كفاءة يُشهد له بالوطنية والاستقامة وبالاهتمام بقضايا الشأن العام في الفترات التي لا تشهد مواسم انتخابية.
وفقنا الله جميعا للتصويت للأكفأ وللأفضل..
حفظ الله موريتانيا...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق