الجمعة، 24 يوليو 2015

لنعش الحاضر (تدوينة)

المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي في هذه الأيام قد يُخَيَّلُ إليه بأن بطحاء انبيكت لحواش، وهضاب بورات، وتلال ترمسه، وكثبان الشامي، بأن هذه الأماكن هي التي كانت سوحا لمعارك الناصريين والإسلاميين في الخمسينيات من القرن الماضي، أو ربما يخيل إليه بأن عبد الناصر لم يعدم السيد قطب منذ عقود من الزمن في مصر، وإنما أعدمه يوم أمس على بطحاء أنبيكت لحواش، أو على هضبة من هضاب بورات، أو على تل من تلال ترمسه، أو على كثبان في الشامي.

قوميو موريتانيا وإخوانها لا يختلفون عن الشيعة في هذه الجزئية، فالشيعة لا يريدون أن يصدقوا بأن العالم يعيش في العام 2015، وهم يتصرفون اليوم وكأننا لا زلنا نعيش في عهد يزيد أو في زمن الخلاف بين على ومعاوية رضي الله عنهما.
الكثير من قوميي موريتانيا وإخوانها لا يزال يتصرف وكأنه يعيش في الخمسينيات من القرن الماضي، على أرض مصر، وبأنه لابد للموريتانيين كلهم أجمعين من أن ينقسموا إلى فسطاطين في يوم الناس هذا: فسطاط مع السيد قطب وفسطاط مع ناصر.
فيا أنصار ثورة 23 من يوليو، ويا خصوم انقلاب 23 من يوليو دعونا من فضلكم نعش في العام 2015 بأزماته وبتعقيداته، ولا تعيدوننا إلى أرشيف الخمسينيات في مصر، ولا إلى خلاف الخمسينيات..إن لدينا من المشاكل والأزمات والتحديات ما يغنينا عن استجلاب خلافات وصراعات الخمسينيات من القرن الماضي.
ــــــــــ
تنبيه : الأماكن التي جاء ذكرها في هذا المنشور لم أزرها في حياتي، ولذلك فأنا لستُ متأكدا إن كانت لانبيكت لحواش بطحاء، أو إن كانت هناك هضاب في بورات أو تلال في ترمسه أو كثبان في الشامي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق