الاثنين، 20 يوليو 2015

إيضاحات واعتذار

قد يحدث أن يجد الإنسان نفسه وقد انشغل بأمور لم يكن يعتقد بأنه سينشغل بها في حياته، وهذا بالضبط هو ما حصل معي، فأنا لم أكن أتخيل في أي يوم من الأيام بأني سأنشغل بأمور السياسة، ولا أن أكون ممن يلزم نفسه بالكتابة في قضايا الشأن العام. لم أكن أتخيل شيئا من ذلك، ولكن، ولأسباب لا داعي لبسطها الآن، فقد وجدتني أنغمس شيئا فشيئا في الكتابة في الشأن العام، بل وحتى في احتراف العمل السياسي، وإن كان ذلك ما يزال يطبعه شيء من الحذر والتوجس.

لقد انشغلتُ  ـ ومنذ عقد من الزمن ـ بأمر لا أهواه ولا أحبه، ولقد كنتُ على علم بأن المنشغل بذلك الأمر لن يسلم من ارتكاب الأخطاء، وللتقليل من الوقوع في الأخطاء فقد ألزمت نفسي بثلاثة ضوابط كنتُ ولا زلت أعتقد بأن الالتزام بها قد يكون ضروريا لمن ابتلي بعدوى الكتابة عن الشأن العام:
أولها : أن لا أجعل من الكتابة في الشأن العام مهنة للتكسب، فأنا لستُ من الذين يتقاضون أجرا ولا تعويضا عما يكتبون، ولا من الذين يفكرون في إطلاق جريدة أو موقع إخباري لتحقيق عائد مادي حتى وإن كنتُ في حاجة إلى ذلك.
وأتعهد للقراء الكرام بأني سأظل على هذا الحال، وذلك لاعتقادي بأن الكاتب عندما يفكر في التكسب مما يكتب، فإن ذلك لابد وأن يؤثر، قليلا أو كثيرا، على ما يتشكل لديه من آراء وقناعات حول القضايا التي يكتب عنها.
ثانيهما: أني سأظل أنتقد بقوة، ولكن بدون التعرض للأمور والقضايا الشخصية لمن انتقد تصرفاته، ومن المؤسف أن الخلط بين الجانب الشخصي والعام قد عمت به البلوى لدى غالبية من يتصدرون الكتابة في الشأن العام.
ثالثها : أني لن أتأخر في تقديم الاعتذار عن الأخطاء التي قد أقع فيها، ولا عن الإساءات  والأضرار التي قد أتسبب فيها، إذا ما كانت تلك الأضرار قد حصلت بسبب حديث عن أمور وقضايا شخصية ما كان ينبغي لي أن أتحدث عنها.
ومن هذا المنطلق فقد وجدتني ملزما من الناحية الأخلاقية بأن أكتب هذا الاعتذار لشخص كنتُ قد تعرضتُ لجانب من حياته الشخصية لم يكن من المناسب أن أتعرض له في مقال منشور في أكثر من موقع وجريدة.
  لم يكن من المناسب أن أكتب عن أحداث شخصية حصلت في فترة مراهقة السيد أحمدو ولد الياهي، ولم يكن من المناسب أن أنشر تلك الأحداث في مقال : " تملق ونذر مأمورية ثالثة"، وكما رواها لي معالي السفير والوزير السابق محمد فال ولد بلال. لقد طلب مني معالي السفير أن أعتذر باسمه للسيد أحمدو ولد الياهي، وأن أنبه على أنه لم يكن يقصد برواية تلك الأحداث الإساءة إلى السيد أحمدو ولد الياهي.
أما فيما يخصني أنا، وبما أني كنتُ فد تحدثتُ في المقال المذكور عن أمور شخصية  في حياة السيد أحمدو ولد الياهي ربما تكون قد تسببت له في ضرر، فإني وإنصافا للرجل، فقد ارتأيت أن أتحدث  في هذا المقال عن جوانب أخرى  من حياة الرجل، كان قد رواها لي أئمة وشيوخ محاظر.
لقد أكد لي إمام مسجد الإمام مالك رقم 1 بتفرغ زينة بأن السيد أحمدو ولد الياهي هو من تبرع لإدارة الأوقاف بالقطعة الأرضية التي شيد عليها المسجد. كما أكد لي نائب إمام مسجد "أبو القاسم" بتفرغ زينة بأن السيد أحمدو ولد الياهي هو الذي كان يتولى رفع الآذان بالمسجد كما أنه من جماعة المسجد التي تتكفل بأمور المسجد. وأكد لي أيضا قيادي في حزب معارض من سكان تيفيريت بأن السيد أحمدو ولد الياهي هو الذي تكفل بفراش مسجد تيفيريت، يضاف إلى ذلك  كله ما صرح لي به شيخ محظرة "الحرمين" والذي قال بأن السيد أحمدو ولد الياهي هو من يوفر الإنارة  من خلال الطاقة الشمسية للمحظرة المذكورة.
يبقى أن أقول في ختام هذا الاعتذار بأن تقديم هذا الجانب المضيء من حياة السيد أحمدو ولد الياهي لا يعني ـ بأي حال من الأحوال ـ بأني سأتوقف عن انتقاد مبادرة  الرجل، ولا عن انتقاد غيرها من  مبادرات التصفيق والتطبيل التي تطالب بمأمورية ثالثة.    

حفظ الله موريتانيا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق