الخميس، 11 سبتمبر 2014

اضحك مع السلطة الحاكمة


لقد قالت العرب قديما بأن شر البلية ما يضحك، وإذا ما أراد أحدكم أن يتأكد من صدق هذا القول فما عليه إلا أن يتابع قرارات وتصرفات وانجازات السلطة القائمة التي ابتلينا بها ليتأكد فعلا بأن شر البلية ما يضحك.

أوَ ليس من المثير للضحك، أو للبكاء إذا ما شئتم، أو لهما معا إذا ما أردتم، أن نسمع بأن السلطة الحاكمة في بلدنا  تفكر في إنشاء مصنع لتركيب الطائرات من قبل أن تفكر ـ ولو بشكل عابر ـ في إنشاء شبكة للصرف الصحي في العاصمة؟
أوَ ليس من المثير للضحك، أو للبكاء إذا ما شئتم، أو لهما معا إذا ما أردتم، أن نسمع بأن السلطة الحاكمة في بلدنا تفكر في إنشاء سوق للأوراق المالية وذلك من قبل أن تفكر في إنشاء أو تحديد أماكن لائقة بعيدا عن مساكن المواطنين لتكون مكبا للقمامة بدلا من رميها أمام منازل بعضهم في بعض أحياء العاصمة؟
أوَ ليس من المثير للضحك، أو للبكاء إذا ما شئتم، أو لهما معا إذا ما أردتم، أن نسمع بأن السلطة الحاكمة في بلدنا قد بدأت في تصدير الكهرباء إلى الدول المجاورة، وذلك من قبل توفيرها بلا انقطاع في أحياء  العاصمة، وحتى من قبل البدء في تصريف المياه الراكدة عن شوارع العاصمة و عن أحيائها، أو من قبل البدء في نقل القمامة عن هذه العاصمة التي شاخت  بفعل المستنقعات والأوساخ، وهي لا تزال في مقتبل عمرها؟
أوَ ليس من المثير للضحك، أو للبكاء إذا ما شئتم، أو لهما معا إذا ما أردتم، بأن السلطة في بلادنا قد ترأست الاتحاد الإفريقي، ومجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين، والقمة الأمريكية الإفريقية في عام واحد، وبأن رأس هذه السلطة قد أصبح يكتب المقالات بالانجليزية في كبريات الصحف الأمريكية، وبأنه أصبح يحمل من الألقاب ما تنوء به العصبة من الرؤساء ( رئيس الفقراء، رئيس العمل الإسلامي، رئيس الشباب، الرئيس المؤسس...)، أوَ ليس من المثير للضحك أو للبكاء أو لهما معا أن نسمع كل ذلك، وأن نسمع في نفس الوقت بأن بلادنا ما زالت تحتل المرتبة الأعلى عربيا من حيث تفشي الأمية، ولم تنافسها في تلك المرتبة إلا الصومال.
حقا إن أمرنا لأمر غريب، وإن حالنا لحال عجيب، فبالأمس وفي عهد الرئيس معاوية كانت الأمية هي من أخطر التحديات التي تواجهنا، ولكننا رغم ذلك كنا نحاربها بحملات مسرحية، أما اليوم فلم تعد الأمية رغم ارتفاع نسبتها تعد مشكلة، ولم يعد يذكرها ذاكر في هذه السلطة الحالية، وربما يكون السبب في ذلك هو محاولة هذه السلطة ـ ولن تفلح في ذلك ـ في أن تقنعنا بأنه قد شكلت قطيعة مع نظام معاوية.
أوَ ليس من المثير للضحك، أو للبكاء إذا ما شئتم، أو لهما معا إذا ما أردتم، أن تفكر السلطة القائمة في إنشاء مصنع لتركيب الطائرات، وفي تأسيس سوق للأوراق المالية، وأن تبدأ في تصدير الكهرباء ومع ذلك فلا تفكر في فتح قسم واحد جديد لمحو الأمية  على أي بقعة من التراب الوطني رغم مرور ست سنوات على وصولها للسلطة، ورغم أن نسبة الأمية في بلادنا هي الأعلى عربيا.
ما يؤسف له حقا هو أن السلطة القائمة منشغلة الآن بحرب مسرحية على الفساد، وبحرب استعراضية لتجديد الطبقة السياسية، تماما كما انشغلت سلطة سابقة، ذات عهد سابق، بحرب استعراضية على الأمية.
وما يؤسف له أكثر هو أن نسبة الأمية لم تنخفض،رغم حرب معاوية الاستعراضية، وبأن نسبة الفساد قد زادت رغم الحرب المسرحية التي تقودها السلطة الحالية على الفساد.
حفظ الله موريتانيا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق