الجمعة، 23 سبتمبر 2022

من الثقافة إلى التنمية!


شهدت العديد من مدننا وقرانا مهرجانات ثقافية خلال موسم الخريف لهذا العام، ولا أظن أنني أبالغ إن أطلقتُ على خريف هذا العام، خريف المهرجانات الثقافية.

لا أحد يمكنه التشكيك في أهمية تلك المهرجانات الثقافية، وإن كانت لي من ملاحظة سلبية في هذا المجال، فهي ستقتصر فقط على أهمية تطوير المحتوى الثقافي لتلك المهرجانات، وذلك من خلال ابتداع أنشطة ثقافية جديدة، والتوقف عن تكرار نفس "الأنشطة الثقافية التقليدية" مع كل مهرجان ثقافي جديد.

لا يمكن التقليل من أهمية هذه المهرجانات الثقافية، ولكن ألم يحن الوقت للتفكير ـ وبالإضافة إلى تلك المهرجانات الثقافية ـ في تنظيم مهرجانات تنموية داخل ولايات الوطن؟

لقد تعودنا في هذه البلاد على أن نَقتصر المهرجانات على المهرجانات الثقافية، وأن نقتصر أنشطة تلك المهرجانات الثقافية على أنشطة ثقافية محددة وتقليدية نظل نكررها مع كل مهرجان. كما أننا تعودنا أيضا في هذه البلاد على أن نقتصر الحوارات على الحوارات السياسية دون غيرها.

ألم يحن الوقت لتوسيع مهرجاناتنا، حتى تشمل التنمية مع الثقافة؟

ألم يحن الوقت لتوسيع حواراتنا، حتى تشمل التنمية مع السياسة؟

ألسنا في هذه البلاد بحاجة ماسة في ظل تزايد الأزمات والحروب والأوبئة في العالم لأن نفكر قليلا في التنمية؟

ألسنا بحاجة إلى أن نجعل من العام 2023 عام الحوارات والمهرجانات التنموية؟

كم أتمنى أن ينظم في العام 2023 العديد من الحوارات و المهرجانات التنموية، وأن يكون لكل ولاية مهرجانها التنموي، وأن تكون عدوى المهرجانات التنموية في العام 2023 أسرع وأكثر تفشيا من عدوى المهرجانات الثقافية في العام 2022.

أشير هنا إلى أني لا أقصد بالمهرجانات التنموية أن يتم استبدال كلمة الثقافة بالتنمية في تلك المهرجانات، وينتهي الأمر عند ذلك، ودون أن يكون هناك أي تغيير في نوعية الأنشطة. كما أشير إلى أني لا أريد أن يتم تمييع كلمة "التنمية" في هذه المهرجانات، كما مُيعت من قبل ذلك أختها (كلمة الثقافة) في المهرجانات الثقافية.

ما أتمناه حقا هو أن تشهد بلادنا في العام القادم حوارات ومهرجانات تنموية حقيقية، وأن تركز كل ولاية أو كل مدينة على ميزاتها التنموية، وأن تستدعي كل ولاية لذلك المهرجان أصحاب التخصصات والاهتمامات التنموية من أبنائها، سواء كانوا في داخل الوطن أو خارجه، وأن يتم تنظيم حلقات تفكيرية جادة للنهوض تنمويا بتلك الولاية أو المدينة في المجال التنموي الذي تمتلك فيه مقدرات وإمكانيات أكبر.

وما أتمناه حقا هو أن تعقب تلك المهرجانات التنموية مشاريع تنموية على الأرض يشارك الجميع في تسييرها وتطويرها، والجميع أقصد بها هنا أبناء المدينة والقطاعات الحكومية المعنية.

تلكم كانت مجرد أمنيات صباحية، ولكن من يدري، فربما تبدأ تلك الأمنيات في التحقق خلال العام القادم.

 

 حفظ الله موريتانيا... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق