الأربعاء، 30 أكتوبر 2019

بمناسبة أزمة الخضروات (تدوينة)

أذكر في صغري وأنا من المنحدرين من حي شعبي في مدينة لعيون (العركوب)..أذكر أنه مر بأهل هذا الحي عام أو عامان (لا أدري بالضبط) تنافس فيه أهل حينا في زراعة الخضروات في منازلهم، نفس الشيء أظنه حدث في الأحياء الأخرى بالمدينة.
في ذلك العام تغير النمط الغذائي لأهل الحي وأصبح من المألوف جدا أن يرفق بوجبة العشاء أو الغداء صحن من السلاطة..


لم أجد تفسيرا لذلك الاهتمام المفاجئ بالزراعة المنزلية، المهم أنه بعد عام أو عامين اختفت الحدائق والمزارع المنزلية وغابت السلاطة بل وغابت الخضروات بشكل كبير عن وجبتي الغداء والعشاء التقليديين : الأرز زوالا وكسكس القمح ليلا.
اللافت في الأمر أن الماء كان يجلب حينها من البئر وبمشقة بالغة، ومع ذلك فقد تنافس أهالي الحي في زراعة الخضروات بمنازلهم. أما اليوم فقد توفر الماء عبر الحنفيات ومع ذلك لا يوجد منزل من تلك المنازل لديه حديقة منزلية..
لماذا لا يعود أهل حينا وبقية أحياء مدينة لعيون، بل وبقية الأحياء في المدن الأخرى إلى التنافس في زراعة الخضروات في منازلهم؟ ولماذا لا يرصد العمد جائزة سنوية لأفضل مزرعة منزلية في بلدياتهم؟
الصورة المرفقة لبئر العركوب الشهير والذي كان يجلب منه أهل الحي الماء، وذلك من قبل أن يحل به ما حل به .
إن في هذه الصورة لعبرة لمن يعرف البئر في زمن مضى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق