السبت، 31 مارس 2018

ومن التطبيل ما قتل!


لقد بالغ عمدة أطار في التطبيل وحاول أن يأتي بما عجز عنه غيره من العمد،  فقرر هذا العمدة أن يغير اسم ساحة الاستقلال في مدينة أطار وأن يسميها باسم ساحة الرئيس محمد ولد عبد العزيز. هكذا وبكل بساطة قرر العمدة أن يلغي كلمة الاستقلال وأن يبدلها باسم الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ولكن المجلس البلدي صوت ضد مقترح العمدة، ورفض بذلك أن يغير اسم الساحة، وبذلك يكون المجلس البلدي قد وجه صفعتين قويتين للعمدة.

تتمثل الصفعة الأولى في كون المجلس البلدي قد ضيع على سيادة العمدة "تطبيلة" ما سبقه إليها أي عمدة آخر، وكان بتطبيلته هذه سيحرج إخوة له في التطبيل، وعلى رأسهم عمدة كرو الذي خرج ذات مشهد تطبيلي وهو يصرخ بأعلى صوته : "ألا عزيز" .. "ألا عزيز".."ألا عزيز". أما الصفعة الثانية فقد تمثلت في كون المجلس البلدي قد قلب السحر على رأس الساحر ، فالعمدة الذي كان يريد بمقترح تغيير اسم الساحة أن يطبل للرئيس ولد عبد العزيز فإذا به يتسبب في إهانة الرئيس في مثل هذا الوقت الحساس، وذلك لكونه أتاح الفرصة للمجلس البلدي في أطار لأن يعبر عن رفضه لتسمية ساحة على اسم الرئيس ولد عبد العزيز.
إن أكثر ما يقلق الرئيس محمد ولد عبد العزيز في هذه السنة الأخيرة من مأموريته الثانية هو أن تتشتت موالاته وأن يستبق بعضها الأحداث فيقرر أن يكون من المبايعين أو الداعمين للخليفة المحتمل حتى من قبل إعلان ترشح  ذلك الخليفة المحتمل، وربما يكون الخوف من مبايعة سابقة لأوانها للخليفة المحتمل للرئيس ولد عبد العزيز هي التي جعلت هذا الأخير يتكتم على مرشحه إلى آخر لحظة، وذلك حتى لا تفر عنه موالاته الداعمة في آخر سنة من مأموريته الثانية.
إن إظهار أي جهة موالية لأي شكل من أشكال التحرر من قبضة الرئيس ولد عبد العزيز في هذه الفترة الحرجة ليعد من المؤشرات الخطرة والمقلقة للرئيس..ومن هنا تظهر خطورة ما أقدم عليه عمدة أطار الذي أتاح الفرصة للمجلس البلدي في أطار لكي يظهر بأنه قد أصبح يمتلك من الجرأة ومن التحرر ما يكفي لرفض تسمية ساحة على اسم رئيس ما يزال يحكم البلاد، وأن يعلن رفضه ذلك في وقت متزامن مع انطلاق حملة الانتساب للحزب الحاكم.
لقد أوقع العمدة نفسه في ورطة شديدة بسبب مبالغته في التطبيل، ولابد أن الرئيس الذي أراد العمدة التطبيل له هو الآن غاضب على العمدة وساخط عليه.
هكذا تحول تطبيل العمدة الذي أراد من خلاله أن ينال إعجاب الرئيس إلى سبب لغضب وسخط الرئيس، هذا إذا كان العمدة قد أراد بهذا المقترح أن ينال إعجاب الرئيس، أقول ذلك لأن هناك فرضية أخرى حتى وإن كانت مستبعدة إلا أنه لا يمكن إسقاطها بشكل كامل، وتتلخص هذه الفرضية في أن يكون عمدة أطار من أعداء الرئيس محمد ولد عبد العزيز المتخفين،  وأنه قد أراد عن قصد ووعي بمقترحه هذا أن يهين الرئيس ولد عبد العزيز فكان له ما أراد. هذه الفرضية الأخيرة حتى وإن كانت مستبعدة إلا أنه لا يمكن إلغاؤها بشكل كامل، وهي لا تتعلق فقط بعمدة أطار، فهناك آخرون من موالاة الرئيس ومن أركان نظامه يتصرفون تصرفات لا يمكن تفسيرها بمنطق إلا إذا صدقنا فرضية وجود العدو الخفي في مفاصل نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
ومهما يكن من أمر، وسواء كان عمدة أطار هو مجرد مطبل أوقعه تطبيله الزائد في المحظور، أو كان من أعداء الرئيس ولد عبد العزيز المتخفين، فإن الشيء الذي يمكن قوله هنا هو أن المجلس البلدي في أطار يستحق التقدير والاحترام على هذا التصويت المشرف.
مرة أخرى يأتينا موقف نبيل وشهم من مدينة أطار فبعد مداخلة "خديجة منت أكليب" مساء الأحد 27 نوفمبر 2016 خلال زيارة الرئيس للمدينة، ها هو المجلس البلدي في أطار يصوت ضد تسمية ساحة الاستقلال بساحة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، فشكرا لخديجة منت أكليب، وشكرا للمجلس البلدي في أطار.

وتبقى أسئلة : هل سيُقضى على المجلس البلدي في أطار وهل سيتم حله؟ وهل سيتهم أعضاء هذا المجلس بتلقي رشا من رجل أعمال مقيم في الخارج؟ ومن هو المستشار البلدي الذي سيودع في السجن؟ ومن هم أولئك الذين سيخضعون للرقابة القضائية؟

حفظ الله موريتانيا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق