الجمعة، 31 مارس 2017

كفاكم تلذذا بمعاناة طلابنا في الجزائر وتونس

لا أخفيكم بأني كنتُ أتوقع أن يتحسن حال الطلاب الموريتانيين في الخارج وفي الداخل في عهد وزير التعليم العالي الحالي، ولكن الذي حدث هو أن حال الطلاب قد ازداد سوءا في عهد هذا الوزير، ويمكنني أن أقول ـ وبكل اطمئنان ـ بأننا أمام أسوأ وزير للتعليم العالي عرفته موريتانيا  في العقود الأخيرة.
كنتُ أتوقع بأن حال الطلاب سيتحسن كثيرا في عهد الوزير الحالي، وذلك لأسباب عديدة منها أن معالي الوزير  ينحدر من أسرة فقيرة وكان قد درس في الخارج  مما يعني بأنه يعرف جيدا  ما معنى أن يُحرم الطالب في الخارج  من منحته لعدة أشهر.  ومن هذه الأسباب أيضا أن معالي الوزير كان قد قضى فترة من عمره وهو ينتقد الأداء الحكومي ويناضل في صفوف المعارضة.

فأن يتصرف أستاذ جامعي، كان في وقت سابق مناضلا في صفوف المعارضة، وكان من قبل ذلك طالبا  ينحدر من أسرة فقيرة، ولا يملك إلا منحته كطالب، أن يتصرف مثل هذا الشخص، بمثل هذا الأسلوب الذي نشاهده اليوم، فهذا يعني بأننا أمام حالة نفسية في غاية التعقيد، ويصعب على غير خبراء علم النفس أن يفكوا طلاسمها.
نحن أمام وزير يتلذذ بتعذيب الطلاب، وإلا فما معنى أن يحرم هذا الوزير المتفوقين في بعض الشعب من الدراسة في الخارج؟
نحن أمام وزير يتلذذ بتعذيب الطلاب، وإلا فما معنى أن يتلاعب هذا الوزير بمستقبل 91 طالبا في سلك المهندسين بالمدرسة العليا متعددة التقنيات؟ ولماذا يصر هذا الوزير على رفض تطبيق قرار الغرفة الإدارية بالمحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية)، والقاضي بتمكين الطلاب من التسجيل في السنة الأولى من سلك المهندسين، وذلك على الرغم من إلزامية تنفيذ القرار بعد تبليغه. هذا القرار أكدته المحكمة للمرة الثانية، ورفضه الوزير للمرة الثانية.
نحن أمام وزير يتلذذ بتعذيب الطلاب، وإلا فما معنى أن يتعامل الوزير مع معاناة طلابنا في تونس وفي الجزائر بكل هذه القسوة وبكل هذه الغطرسة؟
في بعض الأحيان يُخَيَّل إليَّ أن معالي وزير التعليم العالي، وأن فخامة الرئيس، أنهما يتلذذان بحالات الإغماء التي يتعرض لها طلابنا في الجزائر بسبب الإضراب عن الطعام. كما يُخَيَّل إليَّ أنهما يتلذذان بالتنكيل بكل من يتضامن مع هؤلاء الطلاب.
يسقط عدد من الطلاب الموريتانيين مغميا عليه بفعل الإضراب عن الطعام طلبا للمنحة، يحدث ذلك في عهد يقال لنا فيه بأن خزائن الدولة ملآى بالمليارات، في عهد ستبذر فيه مليارات الأوقية على استفتاء عبثي لتعديل بعض مواد الدستور.
فبأي منطق يحدث هذا؟ وبأي منطق نقبل باستمرار معاناة طلابنا في الخارج؟
شكرا لكل من تضامن مع طلابنا في الخارج، وشكرا لنقيب المحامين السابق ولكل المحامين الذين طالبوا باستقالة وزير التعليم العالي، والذين وعدوا باتخاذ الإجراءات اللازمة وباستخدام الأساليب القانونية للدفاع عن حقوق الطلاب.

حفظ الله موريتانيا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق