الخميس، 16 مارس 2017

رسالة إلى الشيوخ : اقرؤوها من قبل الانتحار


في يوم الجمعة الموافق 17 مارس 2017 سيمنحكم التاريخ فرصة نادرة لن تتكرر أبدا، سيمنحكم التاريخ وهو البخيل في منح الفرص فرصة لن تتكرر أبدا، فهل ستستغلون هذه الفرصة لصالح أنفسكم ولصالح مجلسكم ولصالح بلدكم أم أنكم ستضيعونها، فتجلبوا لأنفسكم ولمجلسكم عارا لن يمحى أبدا، وفوق ذلك كله فإنكم ستفتحون على بلادكم باب شر سيكون من الصعب جدا إغلاقه.
أيها الشيوخ إن أمامكم فرصة نادرة جدا فلا تضيعوها..
أيها الشيوخ على كل واحد منكم ومن قبل أن يطلق رصاصة الرحمة على نفسه وعلى مجلسه أن يطرح السؤال التالي : لماذا انتحر؟

فهل بلغ بكم حب الرئيس محمد ولد عبد العزيز بأن أصبحتم على استعداد لأن تموتوا من أجل تنفيذ قراراته، وقديما قالت العرب: "ومن الحب ما قتل".
إذا كان ذلك هو حالكم، فعليكم أن تعلموا بأن هناك من سبقكم إلى حب الرئيس محمد ولد عبد العزيز وهو الآن في حالة من الندم على ما قدم من تضحيات، ولكم أن تسألوا إذا شئتم عن حال الدكتور الشيخ ولد حرمة الذي هجر رفاقه في المعارضة وتفرغ للتهجم عليهم من خلال مقالاته، ومع ذلك فقد شطب الرئيس ولد عبد العزيز على اسمه من اللائحة الوطنية للحزب الحاكم، وذلك على الرغم من أن اسمه كان يوجد بالخانة الرابعة من هذه اللائحة. ولكم أن تسألوا عن حال "ولد أباته" و"ولد المُعلا " اللذين تنافسا على الملكية الفكرية ل" الحركة التصحيحية"، فكان كل واحد منهما يدعي بأنه هو أول من أطلق هذا المصطلح على انقلاب 6 أغسطس 2008، فلكم أن تسألوا عن حال قارئ البيان الأول (ولد المعلا)، ولكم أن تسألوا عن حال من فتح بيته للفقراء ومن أقام لهم الولائم ليقول للموريتانيين بأنه قد أظلهم زمان "رئيس الفقراء". ولكم أن تسألوا من بعد ذلك كله عن حال رجل الأعمال "محمد ولد بوعماتو" الذي استخدم كل علاقاته للدفاع عن انقلاب 6 أغسطس، والذي أتفق المليارات من الأوقية في حملة المرشح محمد ولد عبد العزيز.
ربما يكون لكل أولئك العذر لأنهم ضحوا في بداية عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ولكن ما هو عذركم أنتم الذين ستقررون أن تضحوا في نهاية عهد الرئيس ولد عبد العزيز؟
 عليكم أن تعلموا بأن أحمق قرار يمكن أن تتخذوه في مثل هذا الوقت  هو أن تهينوا أنفسكم وتهينوا مجلسكم وتدخلوا بلادكم في مرحلة من عدم الاستقرار، وأن يكون ذلك كله من أجل الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي أصبح يفكر بجد فيما بعد العام 2019.
 وعليكم أن تعلموا بأنكم إذا ما صوتم بلا على التعديلات الدستورية، فإنكم بذلك ستحققون لأنفسكم ولهيئتكم ولوطنكم مصالح عديدة يمكن أن نذكر منها:
1 ـ سد باب كان سيأتي منه شر كبير لهذا الوطن، فأي شر أخطر من أن يستيقظ الموريتانيون على علمين للبلاد، وأي شر أخطر من أن يفتح الباب أمام تغيير الرموز الوطنية في غياب التوافق والإجماع؟ لقد أصبحنا نسمع بمن يطالب بتغيير اسم البلاد من تحت قبة البرلمان، ولقد أصبحنا نسمع بمن يطالب بجعل اللغة الفرنسية لغة رسمية للبلاد، ومن المؤكد بأننا سنسمع في حالة تغيير العلم بأصوات جديدة تُطالب بضرورة إضافة رموز وصور أخرى للعلم الجديد حتى تجد كل الشرائح والفئات والأعراق والمكونات نفسها في هذا العلم الجديد، وقد أصبحنا نسمع بالفعل  بشيء من ذلك كالمطالبة بإضافة قلم ودواة للعلم الجديد حتى تمثل المقاومة الثقافية، وبإضافة خط أسود للتعبير عن العبودية وعن معاناة "لحراطين" في هذه البلاد، وربما نسمع غدا بمن يطالب بإضافة رموز أخرى حتى يجد لمعلمين والزوايا ولعرب، والبولار والولف والسنونكي، وأهل الشرق وأهل الكبلة وأهل الساحل وأهل الضفة أنفسهم في العلم الجديد.
2 ـ إن  تصويت الشيوخ  بلا على التعديلات الدستورية سيكون بمثابة أهم جرعة يمكن أن نقدمها في مثل هذا الوقت  لديمقراطيتنا المتعثرة.
3 ـ إن مجلس الشيوخ إذا ما صوت ضد التعديلات الدستورية فإنه بذلك يكون قد رد الصاع صاعين إلى الحزب الحاكم وإلى الحكومة، فمن المعلوم بأن قيادات حزبية ووزراء في حكومة "ولد حدمين" قد أساؤوا في وقت سابق إلى هذه الهيئة الدستورية خلال حملة شرح مضامين خطاب النعمة. ولقد بلغ الأمر بأحد الوزراء بأن وصف مجلس الشيوخ في مهرجان جماهيري بمجلس العجزة.  إن الفرصة متاحة للمجلس للرد على إهانات الحكومة والحزب، فرفض التعديلات الدستورية سيؤدي في أغلب الظن إلى إقالة الحكومة وإلى نزع الثقة من قادة الحزب الحاكم.
4 ـ من المصالح الخاصة التي ستتحقق لمجلس الشيوخ إن صوت هذا المجلس ضد التعديلات الدستورية هو أن ذلك الرفض سيعيد الاعتبار لهذه الهيئة الدستورية التي كان ينظر إليها من طرف النواب على أنها هيئة طفيلية لا قيمة لها. فأن يمرر النواب التعديلات الدستورية بتلك الطريقة المهينة التي شاهدنا، وأن يرفض مجلس الشيوخ تمريرها، فإن ذلك سيرفع كثيرا من مكانة الشيوخ وسيهوي بالنواب إلى الحضيض.
5 ـ إن رفض التعديلات الدستورية من طرف مجلس الشيوخ سيحول دون إلغاء هذا المجلس بطريقة مذلة ومهينة كهذه التي تراد له من خلال إجبار الشيوخ على التصويت بنعم للتعديلات الدستورية، وهي التعديلات التي ستشطب على مجلسهم لتزيله نهائيا من الوجود.
فهل سيصوت الشيوخ على الشطب على مجلسهم بهذه الطريقة المذلة والمهينة أم أنهم سيصوتوا بشكل مشرف فيحققون بذلك مصالح وطنية كبرى، ومصالح خاصة لهم ولهيئتهم؟
إن غدا لناظره قريب..


حفظ الله موريتانيا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق