الخميس، 9 مايو 2013

شمس يوم حار(تدوينة)


عدت منذ ما يزيد على الساعة من مسجد ألاك العتيق، وذلك بعد تأدية صلاة الظهر، والمسجد يبعد من حيث أسكن بمسافة ليست بالقصيرة.
كانت شمس اليوم فظيعة في ألاك، تماما كما كانت فظيعة خلال كل الأيام التي قضيتها حتى الآن في هذه المدينة الحارة صيفا.
وفي ألاك أصبح يُخيَّل إليَّ أن الساعة الواحدة زوالا تبدأ في هذه المدينة عند تمام الساعة التاسعة صباحا، وتظل الساعة متوقفة في ألاك عند الساعة الواحدة زوالا، حتى نصلي المغرب عند حدود الساعة السابعة والثلث.

وبفعل درجات الحرارة المرتفعة في هذه المدينة الحارة، أصبحت كلما هممت بالدخول أو بالخروج من المنزل الذي أقيم به، ومن قبل أن أدفع الباب الحديدي الذي يشكل المدخل الرئيسي للمنزل، أغطي تلقائيا يدي بكم دراعتي تجنبا لسخونة الباب، وذلك لأن حرارة باب المنزل في الزوال لا يمكن ليد أن تطيقها، وبالمناسبة فيوم ألاك من التاسعة صباحا إلى السابعة مساءً، كله يصنف وكأنه من وقت الزوال.
وشمس ألاك الحارقة ذكرتني بشمس أخرى أكثر فظاعة، وبيوم آخر لن يكون إطلاقا كأيام مايو في ألاك.
في ذلك اليوم القادم لا محالة، ستتحول شمس ألاك إلى قطعة ثلج إذا ما قورنت بشمس ذلك اليوم، وستصبح أيام ألاك الحارقة، وكأنها أيام شتوية في أكثر الأماكن برودة من القطب الشمالي إذا ما قورنت تلك الأيام بثانية واحدة من يوم عصيب قادم بألف سنة مما تعدون.
رحماك يا رب..
لطفك يا رب..
إن الذكي حقا، والعاقل حقا، والمحظوظ حقا، والموفق حقا، والسعيد حقا، هو ذلك الشخص الذي يركز على الخصلة المستودعة لديه، ويحاول أن يجعل منها نقطة عبور إلى "نادي السبعة" الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله..
فمن أحس في نفسه كرما، فعليه أن يكون ممن ينفق بيمينه دون أن تعلم بذلك شماله حتى يكون من بين السبعة.
ومن أحس في نفسه رقة، فعليك أن يجتهد حتى تفيض عيناه بدمع إذا ما ذكر ربه خاليا.
ومن وجد في نفسه مناعة ضد فتنة النساء فعليه أن يسجل في سيرته أنه قال لامرأة حسناء دعته: إني أخاف ربي..
ومن كان أهل المساجد فعليه أن يجعل قلبه معلقا بها..
وهكذا..
جعلني الله وإياكم ممن يظله الله يوم لا ظل إلا ظله..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق