الاثنين، 29 أبريل 2013

كيف نخفف من هول الفاجعة !؟


هذا ما كتبتُ منذ أربعة أعوام بمناسبة رحيل العلامة الشيخ محمد سالم ولد عدود رحمه الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف نخفف من هول الفاجعة !؟

لقد ترددت ـ كثيرا ـ في الكتابة عن فقيد الأمة ( والأمة هنا أعني بها الأمة الإسلامية ) ..ترددت لأسباب وجيهة حتي ولو بدت للبعض غريبة إلي حد ما ..فأنا ـ كغيري من الموريتانيين ـ أخذت كثيرا من العلامة في حياته دون أن أعطيه ..ولم أكن أريد أن آخذ منه بعد وفاته.. ودون أن أعطيه كذلك .. 

فالكتابة عن العالم الراحل هي طريقة أخري للإستفادة منه بعد رحيله، فمن يكتب اليوم عن ولد عدود سيقدره القراء ـ كثيرا ـ حتي ولو لم يضف لهم جديدا كما هو الحال ـ بالضبط ـ في هذا المقال ..
ذلك سبب جعلني أتردد في الكتابة عن الراحل .. سبب آخر زاد من ترددي وهو أني وجدتني بحاجة لكثير من الشجاعة وكثير من الجرأة لكي أكتب بعد كل أولئك الذي كتبوا عنه وهم الذين يملكون لغة لا أملكها ويعرفون الراحل أكثر من معرفتي به ..
ورغم ذلك قررت أن أكتب ..لأنه لا بد أن أكتب شيئا ما .. وقررت أن أوجه ـ بمناسبة هذه الفاجعة الأليمة ـ نداءً يدعو للحوار بدلا من الخلاف الذي كان يكرهه الشيخ كثيرا وبالأخص إذا كان هذا الخلاف في الوطن الواحد .. كما هو حالنا اليوم ..
أيضا هذه طريقة أخري للإستفادة من عالم الصحراء حتي بعد رحيله .. فلماذا لا يستغل ساستنا تلك العواطف الجياشة للإتفاق علي إعتكاف جماعي في " أم القري " أو في غيرها وبدون وسيط أجنبي للخروج بحل توافقي قبل ان تكتمل أربعينية الفقيد ؟
لو فعلوها لخففوا عنا من هول الفاجعة ..ولو فعلوها لأثبتوا حقا أنهم ينزلون العالم الراحل منزلته .. تلك المنزلة التي لم يقدروها له في حياته ..
لقد رحل المرابط وترك لنا تركة عظيمة ..ترك لنا علما وترك لنا سمعة طيبة في العالم الإسلامي ..وهي سمعة صنعها الشناقطة الأوائل الذين رحل آخرهم يوم الأربعاء الماضي .. لقد تركوا لنا رصيدا كبيرا بذرنا منه كثيرا، ولم يعد من الحكمة أن نبذر ما تبقي منه خاصة بعد رحيل من كان يغذي ذلك الرصيد ..
لقد رحل واحد من آخر الزهاد في الدنيا ..رحل بعد أن أعطي كثيرا، ولم يأخذ إلا قليلا ..
رحل عنا في أيام زاد فيها جشعنا كثيرا، وشح فيها عطاؤنا كثيرا ..رحل فيها وتركنا نتصارع ـ وبلا حياء ـ علي " الغنيمة " ..
لقد رحل عنا من نظم القانون الدولي ذات مرة .. وتركنا في خلاف عميق حول أبجديات هذا القانون .. ولقد شاءت الأقدار أن يرحل عنا في وقت يدور فيه جدل كبير بين ساستنا حول مفهوم السيادة نفسها ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق