الأربعاء، 6 مارس 2013

برقيتان عاجلتان من الرئيس مسعود



البرقية الأولى إلى إخوتي في منسقية المعارضة:
إخوتي في المنسقية لقد ارتأيت أن أكتب لكم هذه البرقية العاجلة في مثل هذه الظرفية الحرجة التي تمر بها مبادرتي، وذلك لأطلب منكم ـ ولآخر مرة ـ بأن تقبلوا  بمبادرتي على أساس أنها هي الوسيلة الوحيدة المتاحة لي ولكم لإجبار الجنرال محمد ولد عبد العزيز على الرحيل.

إخوتي في المنسقية أعتقد بأنه قد أصبح من الواضح لكم بأن أسلوبكم النضالي لم يعد قادرا على إجبار الجنرال على الرحيل، خاصة أنكم لم تستغلوا أوقات الذروة في مهرجاناتكم ومسيراتكم التي استقطبت حشودا كبيرة، كما أنكم لم تستغلوا من قبل ذلك أوقات الذروة في الربيع العربي فلم تطالبوا بالرحيل في تلك الأوقات التي كانت الشعوب تعتقد فيها بأن عملية التغيير هي عملية سهلة جدا (الربع الأول من العام 2011) ، وإنما أجلتم مطالبتكم بالرحيل إلى العام 2012 والذي ظهر فيه الحجم الكبير من التحديات التي تعيق نجاح الثورات العربية.
إخوتي في المنسقية إني أعتقد بأن مشكلتكم الأساسية تكمن في عدم قدرتكم على تصور آلية واضحة لفرض الرحيل، وهذا هو الذي جعلكم تتقاعسون في  الأوقات الحاسمة لأنكم كنتم ـ ولا زلتم ـ تنتظرون من ضابط أو من مجموعة من الضباط أن يفرضوا الرحيل نيابة عنكم، ولست هنا بحاجة لأن أؤكد لكم بأن تلك الطريقة من فرض الرحيل لن تكون في مصلحتكم ولا في مصلحة الوطن.
إخوتي في المنسقية إن أفضل طريق يمكن لنا من خلاله أن نفرض رحيل الجنرال محمد ولد العزيز هو في أن نجبره على القبول بتنظيم انتخابات شفافة في نهاية مأموريته، لأن تلك الانتخابات ستؤدي حتما إلى خسارته من بعد أن تبين لفقراء موريتانيا حقيقة رئيس الفقراء، وكذلك من بعد أن تبين لأنصاره من غير الفقراء بأن المتضررين  أولا من رئاسة الجنرال سيكونون هم أولئك الذين يسارعون في نصرته، ويبالغون في دعمه، ويضحون من أجل فوزه.
البرقية الثانية إلى شركائي في الحوار:
شركائي في الحوار، أو على الأصح شريكي العزيز الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
لقد ارتأيت أن أكتب لك هذه البرقية العاجلة في مثل هذه الظرفية الحرجة التي تمر بها مبادرتي، وذلك لأطلب منك ـ ولآخر مرة ـ بأن تقبل  بمبادرتي وبكل بنودها، خاصة أنك قد قبلت بها سابقا باستثناء البند المتعلق بحكومة إجماع وطني.
شريكي العزيز، منذ ما يزيد على عام  وأنتم تؤكدون في الأغلبية بأنكم قد أنجزتم ما يزيد على 70% من برنامجكم الانتخابي، وهو ما يعني اعتمادا على متوسط الانجاز السنوي في السنوات الثلاث الماضية بأن برنامجكم الانتخابي قد أصبح اليوم مكتملا، وبأن كافة الوعود التي وعدتم بها الشعب الموريتاني خلال حملتكم الانتخابية قد تم انجازها، فباسم الله، وما شاء الله.
شريكي العزيز، فما دام برنامجكم الانتخابي قد أنجز بما يزيد على نسبة 100% فَلِم لا تسمحون لبعض وزرائكم الذين أنجزوا مهام خمس سنوات في أقل من أربع سنوات بأن يأخذوا قسطا من الراحة بعد جهودهم الجبارة، وذلك لإتاحة الفرصة لدخول وزراء من المعارضة والمعاهدة في الحكومة حتى تتحول بذلك إلى حكومة إجماع  وطني.
وفي الختام عليكم أن تعلموا يا شريكي العزيز بأن تشكيل مثل تلك الحكومة سيكون لصالحكم أنتم أولا لأن تشكيلها سيؤدي إلى تنظيم انتخابات شفافة سيوافق الجميع على نتائجها. ومن المؤكد بأنكم ستحققون فوزا كاسحا في  تلك الانتخابات لأن الشعب الموريتاني الذي صوت لكم بنسبة 52% على مجرد وعود انتخابية، سيصوت لكم بنسبة 100% بعدما أثبتم ميدانيا صدق وعودكم، وبعدما  تمكنتم من انجاز برنامجكم الانتخابي كاملا وفي أقل من أربع سنوات من مأموريتكم.
حفظ الله موريتانيا.
كتبه باسم الرئيس مسعود:  
 محمد الأمين ولد الفاضل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنبيهان:
أولا : أعد القراء بأني سأحاول ابتداءً من هذا المقال بأن أقتصر كل مقالاتي وذلك بعد وصول العديد من النصائح التي تطالب بذلك. وقديما قيل بأن ما يضيعه الكاتب من وقت في التفصيل قد يضيعه القارئ في اختصار ما فصله الكاتب. كما أعدهم كذلك بزيادة عدد المقالات وذلك باستغلال فائض من الوقت سيكون متاحا ابتداء من هذا الأسبوع.
ثانيا: سأوقع مقالاتي ابتداءً من هذا المقال ب : "حفظ الله موريتانيا" بدلا من التوقيع القديم، وذلك لأسباب لا أعتقد بأني بحاجة إلى بسطها.  

هناك تعليق واحد: