الخميس، 8 مارس 2012

بيان من مواطن فقير



نظرا لأن "رئيس الفقراء" لم يعد قادرا على أن يزورنا نحن الفقراء في "بيوت الدجاج" التي نسكن فيها، ليقول لنا بأن خزائن الدولة مملوءة، ولِيَعِدنا و ليمنينا بالتوظيف وبخفض الأسعار، وبأشياء أخرى، كما كان يفعل سابقا لتشريع  انقلاب 6 أغسطس 2008.

ونظرا لأن الأغلبية الداعمة لرئيس الفقراء لم تعد تمتلك الجرأة، ومنذ مدة، للنطق بكلمات مثل : "رئيس الفقراء"، "موريتانيا الجديدة"، "تجديد الطبقة السياسية"، "الحرب على الفساد"، تلك الكلمات التي انتهت صلاحيتها في وقت مبكر، ولم نعد نسمعها إلا من معارضي "رئيس الفقراء" عند السخرية والتهكم من نظامه.

ونظرا لأني لم أحصل ـ وبعد أربع سنوات من الانتظار ـ على نصيبي من العدالة الذي وعدني به "رئيس الفقراء" ذات يوم مثير من أيام أغسطس من العام 2008.

ونظرا لأني لازلت عاطلا عن العمل، ولم أحصل على وظيفة في عهد الاهتمام بالفقراء، بل أن فرص حصولي على وظيفة قد تراجع كثيرا عما كان عليه في العهود السابقة.

ونظرا لأني ـ ورغم كثرة التعيينات ـ لم أسمع عن تعيين واحد منذ قدوم "رئيس الفقراء" وُضِع فيه الرجل المناسب في المكان المناسب، وتم فيه احترام الكفاءة بشكل واضح، حتى أستطيع أن أحلم أنا بدوري بتعيين لا أضطر قبله لاستخدام أساليب لا تليق، أو العبور عبر قنوات غير كريمة.

ونظرا لأن انتصارات "رئيس الفقراء" في حربه على الفساد، والتي يخوضها منذ أربعة سنوات تقريبا، لم تنعكس إيجابا على حياتي الخاصة، رغم أني ضحية من ضحايا الفساد الذي يقود "رئيس الفقراء" حربا شرسا ضده.

ونظرا لأني ـ كغيري من فقراء البلد ـ بذلت جهودا جبارة ومعتبرة لدعم "مرشح الفقراء"، في حملته الانتخابية في رئاسيات 2009 ، ولم أحصل حتى الآن على أي تعويض في شكل خدمة حكومية عامة مقابل تلك الجهود الجبارة والمعتبرة التي بذلت.

نظرا لكل ذلك فقد قررت أن أبذل جهودا جبارة ومعتبرة  في أي احتجاج أو مظاهرة أو مسيرة تنظم ضد "رئيس الفقراء"، وذلك للتكفير عن الجهود الجبارة والمعتبرة التي بذلتها في تشريع انقلابه، وفي فوزه في رئاسيات 2009 . سأشارك وبقوة في مسيرة  الاثنين الموافق 12 مارس 2012 التي ستنظمها منسقية المعارضة، دون أن يعني ذلك بأني لا أحمل المعارضة الحالية جزءا كبيرا من هذا الواقع البائس الذي أعيش فيه مع غيري من فقراء البلد.
نواكشوط 8 مارس 2012 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق