الأربعاء، 26 مارس 2025

شكرا للسفير الفرنسي في بلادنا

أعجبتني كثيرا  كلمة سعادة السفير الفرنسي المعتمد في بلادنا السيد ألكسندر غارسيا التي ألقاها بلغة عربية جميلة على هامش توقيعه مع معالي وزير الاقتصاد والمالية لاتفاقية تمويل مشروع خط الجهد العالي نواكشوط - النعمة، ومحطة لإنتاج الطاقة الكهربائية بمدينة كيفة.

لقد قلتها سابقا في عدة مقالات إن فرنسا يجب أن تكون أقرب لبلدنا من كل الدول الغربية الأخرى، وأن علاقتنا معها يجب أن تكون أقوى من علاقاتنا مع أي دولة غربية أخرى، واللغة الفرنسية يجب أن تكون هي اللغة الأجنبية الأولى في موريتانيا بحكم العلاقات التاريخية، حتى وإن كانت تلك العلاقات على حسابنا في كثير  من الأحيان.

من مصلحة فرنسا، وفي ظل تراجع نفوذها في إفريقيا، أن تحافظ على علاقاتها القوية مع موريتانيا، ولن يتحقق لها ذلك في المستقبل إلا إذا قبلت - عن طيب خاطر -  بأن تكون لغتها هي اللغة الأجنبية الأولى في موريتانيا، ودون أي سعي لأن تنافس اللغة العربية ( اللغة الرسمية للجمهورية الإسلامية الموريتانية) في الإدارة، أو في أي فضاء عمومي آخر، فاستمرار سعي فرنسا لأن تحتل لغتها مساحة كان يجب أن تبقى حكرا للغة الرسمية لموريتانيا هو الذي قد يجعل بعض الموريتانيين يعادون اللغة الفرنسية، مع أن اللغات ليست أصلا محل عداء أو كره، ولكن استمرار  إحساس الموريتانيين بأن اللغة الفرنسية تحاول ان تغتصب مساحة في الإدارة لا يحق لها أن تغتصبها، لأنها مساحة كان يجب أن تبقى حكرا للغة الرسمية للبلد هو الذي  قد يتسبب في خلق ذلك العداء، وربما يتسبب ذلك مستقبلا في مطالبة الموريتانيين بإحلال اللغة الانجليزية محل اللغة الفرنسية، وجعلها هي اللغة الأجنبية الأولى في موريتانيا.

أذكرأني تلقيتُ في نهاية العام 2019 دعوة من السفارة الفرنسية في نواكشوط، وقلت لمن دعاني في السفارة بأنه ليست لدي أي مشكلة مع اللغة الفرنسية، وأني أرى أن هذه اللغة الجميلة تستحق أن تكون هي اللغة الأجنبية الأولى في موريتانيا.

ما زلتُ على هذا الرأي، وفي اعتقادي أن العمل به هو الذي سيضمن مصالح البلدين في الحاضر والمستقبل، فهو سيضمن لنا في موريتانيا تفعيل ترسيم اللغة العربية، وسيضمن لفرنسا بقاء لغتها حاضرة بقوة في موريتانيا، وذلك بصفتها هي اللغة الأجنبية الأولى في موريتانيا.  

مرة أخرى أسجل إعجابي بحديث سعادة السفير الفرنسي بلغة عربية جميلة في هذا النشاط الرسمي، وأرجو أن يُقَلِّده في ذلك بعض الموظفين الرسميين في موريتانيا، والذين لا يدركون أهمية وضرورة التحدث باللغة الرسمية للبلد في الأنشطة الرسمية التي يحضرونها.

محمد الأمين الفاضل

الأمين العام للحملة الشعبية للتمكين للغة العربية وتطوير لغاتنا الوطنية.

للاستماع للكلمة👇



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق