الاثنين، 27 نوفمبر 2017

أسئلة عاجلة إلى قادة المعارضة

هناك أسئلة لابد من طرحها الآن، وأتمنى أن يجيب عليها قادة المعارضة الموريتانية بلغة سياسية فصيحة وصريحة غير قابلة للتأويل ولا لتعدد القراءات.
(1)
أصدر حزب اللقاء الديمقراطي وهو الحزب المعارض الوحيد من بين كل
أحزاب المعارضة المقاطعة الذي شارك في استفتاء 5 أغسطس 2017، أصدر هذا الحزب بيانا قويا في يوم 27 نوفمبر 2017 أعلن فيه عن تمسكه بعلم الاستقلال ورفضه الكامل للعلم الجديد الذي تحاول السلطة فرضه بالإكراه بعد عملية تزوير فاحش يقول الحزب بأنه كان شاهد عيان عليها.
السؤال الذي نطرحه هنا على قادة المعارضة هو:  لماذا لم تصدر أحزاب المعارضة المنخرطة في المنتدى وفي مجموعة الثمانية بيانات تجدد من خلالها رفضها للعلم الجديد، إن كانت لا تزال تتمسك بموقفها من استفتاء الخامس من أغسطس ومن نتائجه، وللتذكير فقد أصدرت مجموعة الثمانية بيانا في يوم 07 ـ 08 ـ 2017، أي يومين من بعد استفتاء 5 أغسطس، وقد جاء في هذا البيان: " نؤكد رفضنا الكامل لنتائج هذا الاقتراع الذي لم يكن سوى عملية قرصنة بنيت على الباطل وانتهت بالباطل".
فهل تراجعت المعارضة الموريتانية عن رفضها لنتائج الاستفتاء؟ وهل تراجعت عن بيان السابع من أغسطس؟ ولماذا لم تصدر أحزاب المعارضة بيانات تجدد فيها مواقفها الرافضة للعلم الجديد إذا لم تكن قد تراجعت عن مواقفها السابقة؟ ولماذا لم تطلب مجموعة الثمانية من جمهورها رفع علم الاستقلال في مؤتمرها الصحفي الذي عقدته في مقر حزب التكتل في يوم الخميس 23 نوفمبر 2017؟
وقبل أن أختم هذه الأسئلة  المتعلقة بهذه الفقرة، فلابد من التذكير بأن هناك عددا قليلا من أحزاب المعارضة ( التكتل؛ اتحاد قوى التقدم؛ إيناد) قد اعترف بالمكتب الجديد للشيوخ، وعبر عن استعداده للتعاون معه، وفي ذلك اعتراف بعدم إلغاء مجلس الشيوخ، فلماذا يعلن هؤلاء صراحة عن رفضهم لبعض نتائج استفتاء 5 أغسطس (إلغاء مجلس الشيوخ) ولا يعلنون صراحة عن رفضهم لبقية النتائج (العلم الجديد)؟ أما الأكثرية من أحزاب المعارضة والتي لم تصدر بيانات التهانىء، ولم تنظم لقاءات بمكتب الشيوخ الجديد، فهل يعني تجاهل هذه الأحزاب لانتخاب مكتب جديد للشيوخ وعدم إصدار بيانات تجدد من خلالها رفضها للعلم الجديد، فهل يعني كل ذلك بأن هذه الأحزاب قد رضخت للأمر الواقع، ورفعت الراية البيضاء، وأنها تراجعت بشكل كامل عن موقفها من الاستفتاء وأنها قررت أن تعترف ضمنيا وعمليا بنتائجه، سواء ما تعلق منها بالعلم الجديد أو بإلغاء مجلس الشيوخ؟
ويبقى سؤال خاص بحزب تواصل وهو الحزب الوحيد الممثل في الجمعية الوطنية من بين كل أحزاب المعارضة المقاطعة : أليست هذه هي الفرصة المناسبة للاستجابة لبعض النداءات التي جاءت من داخل الحزب والتي طالبت باستقالة نواب الحزب من الجمعية الوطنية؟ أليس من المحرج ظهور نواب الحزب داخل قبة برلمان يرفرف فيها العلم الجديد؟
(2)
هناك أسئلة أخرى تنتظر إجابة من قادة المعارضة، وتتعلق هذه الأسئلة بالروح المستسلمة التي ظهرت بها أحزاب المعارضة من بعد استفتاء 5 أغسطس، فلماذا لم يتم حتى الآن تنظيم أي نشاط احتجاجي للرد على الاعتداءات المتكررة للسلطة على الحريات العامة؟ ولماذا يتم نسيان السيناتور محمد ولد غدة والذي مر على اختطافه ما يزيد على ثلاثة أشهر ونصف؟
وهنا أتوجه بشكل خاص إلى المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة وإلى رئيسه  الذي كان قد نشر على صفحته في يوم 12 أكتوبر 2017، أي منذ شهر ونصف منشورا جاء في ختامه: "كل التضامن مع الشيخ محمد ولد غده و كل التضامن مع كل المستهدفين من شيوخ وإعلاميين ونقابيين ورجال أعمال، سيقول البعض إن هذا الكلام لا يكفي منا معاشر المعارضين وأهل المنتدى بصفة أخص وقد صدق، هي ظروف أعاقت مع شيئ من التقصير حصل ولكن النية في الاستدراك قائمة و لعل ذلك يكون قريبا بإذن الله." 
السؤال هنا : هل نية الاستدراك لا تزال قائمة يا سيادة الرئيس؟ وهل يمكننا أن نتوقع تنظيم نشاط تضامني مع السيناتور المختطف في الأيام أو الأسابيع  القادمة؟
ختاما
على المعارضة الموريتانية أن تتخذ مواقف صريحة وواضحة من كل القضايا المطروحة، وخاصة منها قضية العلم الجديد وإلغاء مجلس الشيوخ، وعليها أن تعلم بأن القضايا التي تمس بعض رموز الوطن لا يمكن التعامل معها بالأساليب الغامضة، ولا ينفع معها التجاهل ولا الهروب من اتخاذ المواقف. على المعارضة الموريتانية أن تعبر وبلغة فصيحة وصريحة عن موقفها من العلم الجديد، ويجب أن لا يتأخر ذلك الموقف عن الاحتفالات المخلدة للذكرى السابعة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني.


حفظ الله موريتانيا..     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق