الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017

كسرا للصمت الذي عقب العواصف!

تعودنا أن نسمع عن  الهدوء أو الصمت الذي يسبق العاصفة، ولكننا لم نتعود أن نسمع عن الهدوء أو  الصمت الذي يعقب العواصف، وخصوصا عندما تكون حصيلة تلك العواصف ثقيلة، وتصل إلى ما يقترب من العشرين قتيلا، هذا فضلا عن سقوط عشرات الجرحى وانهيار مئات الأعرشة والأكواخ والبيوت.
خلفت الأعاصير أو العواصف ـ  ولا أدري أيهما أولى بالاستخدام هنا ـ خسائر بشرية
ومادية ثقيلة في ولايتي لبراكنة ولعصابة، ومع ذلك فما زال هناك هدوء وصمت رسمي مريب. وإلى غاية الساعة العاشرة وخمس وخمسين دقيقة من ضحى يوم الثلاثاء  فإن الوكالة الموريتانية للأنباء لم تكتب خبرا عن الكارثة التي حلت البارحة ببعض قرى الوطن.
وفي انتظار أن يتم كسر هذا الصمت الذي عقب العواصف، فلا بأس من تقديم بعض الأخبار الافتراضية و المتخيلة.
ـ الساعة الثانية فجرا: ينظم والي لبراكنة ولعصابة زيارات ميدانية للقرى المنكوبة، وذلك برفقة حاكمي كيفة وبوكي ومديري المستشفيات الجهوية، هذا فضلا عن قادة الفرق العسكرية والأمنية بالولايتين.
ـ الساعة الثالثة فجرا تنطلق سيارات الإسعاف من العاصمة نواكشوط في اتجاه القرى المنكوبة..يمكنكم أن تتذكروا هنا بأن هناك نقصا كبيرا في سيارات الإسعاف أما الطائرات فلا معنى للحديث عنها في هذا المقام.
ـ  الساعة الرابعة فجرا بعض الوحدات العسكرية تتحرك في اتجاه القرى المنكوبة للمشاركة في عمليات الإغاثة والإسعاف.
ـ الساعة الثامنة صباحا : وسائل الإعلام الرسمي تبدأ في نشر أخبار عاجلة عن الكارثة، وترسل طواقم صحفية إلى القرى المنكوبة، مع الوعد بتغطية واسعة ابتداءً من منتصف النهار.التلفزة تعلن عن تنظيم يوم للتبرع للقرى المنكوبة.
ـ الساعة الثامنة والنصف : الإعلان عن تشكيل لجنة وزارية تضم كلا من  وزير الاقتصاد والمالية ووزير الداخلية ووزيرة الشؤون الاجتماعية ومفوضية الأمن الغذائي، وتعني هذه اللجنة بتقديم المساعدات العاجلة للأسر المنكوبة.
ـ الساعة التاسعة صباحا : الرئيس يتوجه في طائرة عسكرية إلى بوكي برفقة بعض الوزراء، والوزير الأول يتجه إلى مدينة كيفة لتفقد حال القرى المنكوبة ولتقديم التعازي لأسر الضحايا.
هذا على المستوى الرسمي، أما على المستوى الحزبي و الشعبي فسأكتفي بهذه الأخبار السريعة :
ـ مجموعة الثمانية  ترسل وفدا رفيعا يضم بعض القيادات من الصف الأول إلى القرى المنكوبة، وذلك  للإعلان عن مؤازرة القرى المنكوبة، وكذلك لتقديم التعازي لأسر الضحايا.
ـ بعض المنظمات الفاعلة في المجتمع المدني تعلن عن إطلاق وتنظيم قوافل إغاثة إلى القرى المنكوبة.
ـ رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو يعلن عن استعداده لتقديم تبرعات مالية لأسر الضحايا، مع التكفل بعلاج الجرحى وبإعادة بناء الأعرشة والبيوت التي أسقطتها العواصف أو الأعاصير. وهنا سيكون رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو أمام واحد من احتمالين : فإما أن تسمح له السلطات بتقديم تبرعاته، وبذلك تحصل الفائدة المرجوة، وإما أن تمنعه من تقديم مد يد العون، وهنا يكون قد أحرج السلطات أمام مئات الأسر المنكوبة، ويكون بذلك قد كشف للفقراء شيئا من حقيقة "رئيس الفقراء".
ـ بعد إعلان رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو عن تقديم تبرعات للقرى المنكوبة يقرر بعض رجال الأعمال المحسوبين على السلطة تقديم تبرعات سخية لأسر الضحايا.
لا تذهبوا بعيدا، فهذه مجرد أخبار متخيلة، ونحن لا زلنا نعيش في موريتانيا ذلكم البلد الذي تعودنا منه أن يتعامل رسميا وشعبيا مع الكوارث المحلية بشيء من عدم الاكتراث، ولكم أن تتذكروا فيضانات الطينطان.

حفظ الله موريتانيا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق