الجمعة، 27 نوفمبر 2015

يا شباب ...حاسبوا أنفسكم (تدوينة)

خرج الشباب التونسي في ثورة رائعة والتحق به من بعد ذلك كهول المعارضة التقليدية وشيوخها، فكان له ما أراد، ولم يكن أمام الدكتاتور بن علي إلا أن يترك السلطة ويهرب ..
خرج الشباب المصري في ثورة عارمة، كان هو من فجرها، وكان هو من قادها، والتحقت به من بعد ذلك المعارضة التقليدية في مصر، وكان ما كان من تنحي الدكتاتور مبارك ومن إجباره على ترك السلطة.
خرج الشباب الليبي في ثورة عاتية على دكتاتور حكم البلاد لأربعين عاما، ولم تكن هناك طبقة سياسية تقليدية في ليبيا لتلتحق بالشباب ولتعينه، وخرج الشباب اليمني والشباب السوري، في ثورتين ماحقتين، وكان ما كان مما تتناقله الوكالات والفضائيات من أخبار.

لم يتمكن الشباب الموريتاني من أن يفجر ثورة على هذه الأرض، ولكنه في المقابل انتظر من شيوخ المعارضة ومن كهولها أن يفجروا له تلك الثورة، ولما عجز هؤلاء، ويكفيهم شرف المحاولة، انقلب بعض الشباب المعارض على شيوخ المعارضة وعلى كهولها وسلقوهم بألسنة حداد، ومن هؤلاء الشباب من يستبشر اليوم بقرب تفكك المنتدى.
أيها الشباب إن كنتم تطمحون فعلا إلى التغيير فعليكم أن تحاسبوا أنفسكم من قبل أن تحاسبوا شيوخ المعارضة وكهولها..
أيها الشباب إن كنتم تطمحون فعلا إلى التغيير فعليكم أن تؤسسوا لأنفسكم تجمعا أو تكتلا ثوريا بدلا من تبادل التهنيئات والتبريكات بقرب تفكك المنتدى..
أيها الشباب إن أسهل ما في هذه الدنيا هو أن يفتح الواحد منا صفحته على الفيسبوك، وأن يملأها بمناشير كثيرة تنتقد السلطة أو المعارضة وبأخرى تنتقد المرحوم المختار ولد داداه أو تنتقد المقاومة، بإمكان كل واحد منا أن ينتقد كل شيء، أن ينتقد كل الموريتانيين الأحياء منهم والأموات ثم يخلد من بعد ذلك في نوم عميق في انتظار أن تصلح الأشياء نفسها بنفسها. ما أبسط هذا وما أسهله، ولكن.صدقوني إن هذا لن يأتي بالتغيير، لن يأتي به أبدا، فأحوال هذه البلد لن تصلح من تلقاء نفسها.
شيء آخر : إذا انتقدتَ كل شيء في هذه البلاد، السلطة والمعارضة، الأحياء والأموات، فذلك لا يعني بالضرورة بأنك أنت مواطن صالح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق