السبت، 25 أكتوبر 2014

وابشروا بالمزيد من القمامة!!

إني أتمنى ـ وبكل صدق ـ أن أكون مخطئا بهذه البشارة المفزعة، ولكن عندما عدتُ إلى موقع الوكالة الموريتانية للأنباء تأكدتُ بأن هذه الحملة لن تختلف عن أخت لها سبقتها في الظهور، وهي حملة سابقة قد اكتمل اليوم فطامها، وكانت قد انطلقت بالتمام والكمال، منذ ما يزيد على عامين وعشرة أشهر وأربعة أيام.
دعونا نستغل شيئا من الفراغ، ومن أوقاتنا الضائعة،  في تصفح موقع الوكالة الموريتانية للأنباء، فهل أنتم مستعدون لهذا العمل الممل؟

في يوم 29 ـ 08 ـ 2012 كان العنوان الرئيسي في أنشطة رئيس الجمهورية على موقع الوكالة هو العنوان التالي : " رئيس الجمهورية يطلق الخطة الاستعجالية للقضاء على البرك والمستنقعات في نواكشوط".
وفي يوم 25 ـ 10 ـ 2014، أي بعد عامين وعشرة أشهر وأربعة أيام، كان العنوان المتصدر لأنشطة رئيس الجمهورية على موقع الوكالة هو :" رئيس الجمهورية يعطي من مقاطعة الميناء إشارة انطلاق الحملة الوطنية الكبرى لتنظيف مدينة نواكشوط".
وتحت العنوان الذي نشره موقع الوكالة الموريتانية للأنباء في يوم 29 ـ 08 ـ 2012  يمكنكم أن تطالعوا الفقرة التالية:" أعطى رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز مساء اليوم الأربعاء من مقاطعة تفرغ زينه، إشارة انطلاق حملة تنظيف العاصمة من البرك والمستنقعات الناجمة عن مياه الأمطار وتسرب البحر.
واطلع رئيس الجمهورية بهذه المناسبة على بعض البرك المائية في مقاطعة تفرغ زينه وطرق معالجتها بواسطة الردم أو الشفط وكذا على نقاط تجميع القمامات الصلبة في الميناء وطرق التعامل معها."
أما تحت العنوان المنشور في موقع الوكالة بتاريخ 25 ـ 10 ـ 2014 فيمكنكم أن تطالعوا ما يلي: "أشرف رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز صباح اليوم من مقاطعة الميناء في نواكشوط على الانطلاقة الرسمية للحملة الوطنية لتنظيف مدينة نواكشوط.
واستفسر رئيس الجمهورية من الوزير الأول عن تفاصيل العملية ومستوى التعبئة والمشاركة فيها والتحديات التي تواجهها الأولويات ودور هذه الحملة في رفع تحدي القمامة عن مدينة نواكشوط".
أعرف بأن قراءة ما يكتبه موقع الوكالة الموريتانية للأنباء هو مسألة مملة، وفي غاية المشقة، وأعلم بأن أوقاتكم أثمن من أن تضيعوها في قراءة ما يكتبه هذا الموقع، ولكن رجاءً، أصبروا معي قليلا حتى تكملوا قراءة فقرتين كتبهما الموقع في تاريخين مختلفين، إحداهما، وكما قلنا سابقا كانت في إطار  إطلاق الرئيس للخطة الاستعجالية للقضاء على البرك والمستنقعات في نواكشوط بتاريخ : 29 ـ 08 ـ 2012 . أما الفقرة الثانية فقد كانت في إطار إعطاء الرئيس لإشارة إنطلاق الحملة الوطنية الكبرى لتنظيف مدينة نواكشوط بتاريخ : 25 ـ 10 ـ 2014.
ففيما كتبته الوكالة بتاريخ 29 ـ 08 ـ 2012 جاءت الفقرة التالية:" واستمع رئيس الجمهورية من مستشار الوزير الأول رئيس اللجنة الجهوية للإشراف على تنظيف العاصمة السيد اديالو ممادو باتيا إلى شروح حول تفاصيل العملية والجهات المشاركة فيها والدور الذي ستلعبه في حماية صحة المواطنين وتوفير مناخ ملائم لهم بالاضافة إلى تحسين وجه العاصمة.
وأعطى رئيس الجمهورية تعليماته بتسخير جميع وسائل الدولة لتنظيف المدينة واعطائها المكانة اللائقة في مصاف المدن الراقية، بعيدا عن الممارسات السابقة التي طبعتها الارتجالية والمحاباة في التعاطي مع هذا الشأن".
أما فيما كتبه موقع الوكالة في يوم 25 ـ 10 ـ 2014 ، فيمكننا أن نطالع الفقرة التالية: "كما استمع سيادته إلى شروح تتعلق بالوسائل المادية واللوجستية المستخدمة في هذه الحملة ومستوى تجاوب سكان العاصمة مع هذه العملية كما توقف رئيس الجمهورية في عدة محطات للاطلاع شخصيا على الإجراءات المتبعة في الحملة".
وقد كانت المدة المقررة للحملتين متساوية تماما، كما كان هناك بعض التشابه في نوعية المشاركين، ففي الحملة الأولى كتبت الوكالة : "وترمي هذه الحملة التي تدوم خمسة عشر يوما إلى تنظيف مدينة نواكشوط من جميع البرك والمستنقعات وتشارك فيها وزارات الداخلية واللامركزية والإسكان والعمران والاستصلاح الترابي والمياه والصرف الصحي والتجهيز والنقل والجيش الوطني".
أما في الحملة الثانية فقد كتب موقع الوكالة ما يلي: "وتدوم الحملة أسبوعين كاملين وتشارك فيها القطاعات الحكومية والمجموعة الحضرية والمؤسسات العمومية والمجتمع المدني وجميع فئات المجتمع بشكل تطوعي بما فيها الشباب والنساء والصحافة استجابة لنداء الحكومة بالتعبئة الشاملة للمشاركة في تنظيف مدينة نواكشوط".
في الأخير، يمكنكم أن تلاحظوا بأنه لا فرق بين الحملتين، ولذلك فلن يكون هناك أي فرق في نتائجهما، وحديثا فقد قيل بأن استخدام نفس الأساليب يؤدي دائما إلى نفس النتائج.
لقد زادت البرك والمستنقعات بعد الحملة الأولى التي كانت تهدف إلى القضاء على البرك والمستنقعات، ولذلك فإنه سيكون من المحتمل جدا أن تزيد القمامة بعد هذه الحملة المشابهة التي تهدف إلى تنظيف العاصمة.
وقديما قد قيل : ما أشبه الليلة بالبارحة.
وإليكم رابط ما كتبه موقع الوكالة الموريتانية للأنباء عن الحملتين:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق