الاثنين، 30 سبتمبر 2013

برلمان بسبع أرواح !!


سيجتمع اليوم البرلمان الموريتاني في دورة فوق العادية ربما، تحت العادية ربما، داخل مأموريته ربما، خارج مأموريته وخارج الزمن ربما. المهم أنه سيجتمع، والمهم أيضا أن هذا البرلمان الذي لا تنتهي مأموريته ولا يموت أبدا، يستحق تهنئة خاصة، في دورته هذه، وذلك لأنه تميز عن كل البرلمانات في العالم بالعديد من الميزات لعل من أهمها:

1 ـ أنه هو البرلمان الوحيد في هذا العالم الذي عاصر ست حكومات، وخمسة رؤساء، وهم تحديدا: الرئيس أعل ولد محمد فال، الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله، رئيس المجلس العسكري الأعلى (محمد ولد عبد العزيز)، الرئيس الانتقالي (المرحوم با أمبارى)، الرئيس المنتخب (محمد ولد عبد العزيز).
2 ـ هو البرلمان الوحيد في هذا العالم الذي تغيرت أغلبيته ثلاث مرات، وفي مأمورية واحدة. الأغلبية الأولى: كانت لصالح المستقلين الذين نجحوا بصفتهم المستقلة. الأغلبية الثانية كانت لحزب عادل. أما الأغلبية الثالثة فقد أصبحت الآن لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية.
3 ـ هو البرلمان الوحيد في هذا العالم الذي تناوب حزبان على تبادل أغلبيته في مأمورية واحدة (عادل والاتحاد من أجل الجمهورية)، وذلك رغم أن الحزبين اللذين تناوبا على الأغلبية لم يكونا قد تأسسا عند حصول الانتخابات التي جاءت بالنواب الذين سينتسبون لهما فيما بعد.
 4 ـ هو البرلمان الوحيد في هذا العالم الذي شرَّع انقلابا عسكريا على رئيس منتخب، وهو للمفارقة أيضا، هو البرلمان الذي سيجرم فيما بعد الانقلابات.
5 ـ هو البرلمان الوحيد في هذا العالم الذي لا يملك رئيس جمعيته الوطنية إلا خمسة نواب، أي ما يمثل أقل من 5% من مجموع النواب.
6 ـ هو البرلمان الوحيد الذي لا أحد في هذا العالم يستطيع أن يتكهن بالتوقيت الذي ستنتهي فيه مأموريته هذه.
7 ـ هو البرلمان الوحيد في هذا العالم الذي حطم الرقم القياسي في عدد النواب الذين ارتحلوا بين الأحزاب، ويبقى نائب مكطع لحجار هو خير مثال، فهذا النائب ظهر أول ما ظهر في مضارب حزب حاتم، ثم انتقل إلى منتجعات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، وذلك من قبل أن يستقر به المقام في مرابع حزب تواصل.
8 ـ شكل هذا البرلمان الذي لا يموت أبدا مقبرة لبعض الأحزاب، حيث أعلن عن وفاة حزب البديل بعد رحيل النائب الوحيد الذي كان يمثله في البرلمان، وحدث نفس الشيء مع حزب الوسط، وهناك أحزاب أخرى في هذا البرلمان تعاني من موت سريري منذ مدة.
8 ـ هو البرلمان الوحيد في هذا العالم الذي يقف بعض نوابه موقفا عدائيا من الدوائر التي انتخبتهم، وكأمثلة على ذلك: نائب أطار الذي وقف موقفا عدائيا من دائرته الانتخابية أثناء ظهور حمى الوادي المتصدع بولاية أدرار، نائب أركيز الذي وقف موقفا عدائيا من دائرته حتى لا تحصل على نائب ثالث، نائب مكطع لحجار الذي وقف موقفا عدائيا من دائرته خلال احتجاجاتها المطالبة بتوفير الماء، نائب باسكنو الذي وقف موقفا عدائيا من أحداث فصالة، والذي وصف سكان دائرته بالغوغاء. هذا فضلا عن نائب كرو الذي وصف موريتانيا بكاملها بالدويلة، والذي وقف أيضا ضد مقاطعته خلال معاناتها في الأشهر الماضية  من عطش شديد.
 9 ـ إذا كانت ميزة النواب في كل برلمانات العالم هي قدرتهم على الصراخ، ففي البرلمان الموريتاني يوجد نواب في منتهى "الأدب" و"الحياء"، حيث لم تسمع لهم ولا كلمة واحدة خلال هذه المأمورية التي لا تنتهي أبدا. ففي هذا البرلمان يوجد النائب الأخرس، ويوجد النائب المتثائب، ويوجد النائب الغائب دائما وأبدا.
 حفظ الله موريتانيا..
ــــــــــــ

تمت إعادة نشر هذا المقال بتصرف قليل وذلك بمناسبة استدعاء البرلمان لعقد دورة فوق العادة ستنطلق في هذا اليوم.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق