وهل توقفت يوما السوسة الحمراء (الفساد) عن مهاجمة هذه البلاد؟
ولأن الشيء بالشيء يذكر فما هي آخر مرة سمعتم فيها عن "الحرب على الفساد"،
و عن "موريتانيا الجديدة"، وعن "التغيير البناء"، وعن "تجديد الطبقة السياسية"؟
فما بال القوم توقفوا نهائيا عن ذكر هذه الشعارات، وذلك بعد أن كانوا ـ
ومنذ فجر السادس من أغسطس ـ يسارعون ويتنافسون في ترديدها بالغدو والآصال؟
يبدو أن القوم لم يعد لديهم من الجرأة ما يكفي للتلفظ بهذه الشعارات، وإن في
ذلك لكثير من الدلالات.
لقد امتدت الفترة الذهبية لترديد هذه الشعارات من العام 2008 إلى العام
2013 ، ولقد كان السائد في خطاب القوم في هذه الفترة هو الإكثار من ترديد هذه الشعارات
بالعشي والإبكار، مع وصف الخصوم (المعارضة) بالمفسدين والعجزة ...هذه الفترة
الذهبية كانت أيضا فترة هجوم مكثف على المعارضة.
أما الفترة الفضية لهذه الشعارات فقد كانت قصيرة جدا: من العام 2013 إلى العام
2014 ، و كانت هذه فترة دفاع، وليست فترة هجوم...في هذه الفترة استمات القوم في الدفاع
عن كبيرهم، ولم يحدث أن تم وصفهم، ولا وصف كبيرهم بالفساد من طرف المعارضة إلا وسارعوا إلى الرد، وقد
يأتي ردهم في بعض الأحيان أقوى من هجوم المعارضة.
من العام 2014 إلى نهاية العام 2015: بدأت فترة أخرى لا هي بالذهبية ولا هي
بالفضية، وإنما هي أقرب إلى " الفترة الطينية"..في هذه الفترة استسلم القوم،
وتملكهم اليأس والإحباط، ولم تبق في أنفسهم ذرة من جرأة تمكنهم من الرد على من يتهمهم
بالفساد من المعارضين...هذه الفترة الطينية يمكن أن نسميها أيضا بفترة الاستسلام
والإحباط.
ويبقى السؤال : بأي سلوك سيتصرف القوم في العام 2016؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق