هناك كلمات كثيرة بدأت تختفي تماما من قاموس الأغلبية رغم أنها ظلت وإلى
وقت قريب تتصدر وتتوسط وتأتي في نهاية كل جملة مفيدة أو غير مفيدة يتلفظ بها أي واحد
أو واحدة من السبعمائة ألف "مناضل" أو "مناضلة" في الاتحاد من
أجل الجمهورية.
اختفت تلك الكلمات بعد أن انتهى عمرها الاستهلاكي، ولم يعد مناضلو ولا
مناضلات الحزب الحاكم يمتلكون الجرأة للتلفظ بها، ولولا بعض المعارضين المشاكسين
الذين وجدوا في إعادة إحياء تلك الكلمات،
والتلفظ بها من حين لآخر، طريقة مثلى
للسخرية من النظام. فلولا أولئك المشاكسين لنسيَّ الناس كلمات من نوع: التغيير
البناء ـ تجديد الطبقة السياسية ـ الأزمة الأخلاقية ـ رئيس الفقراء ـ موريتانيا
الجديدة ـ تحُقق أكثر من 70 % من البرنامج
الانتخابي لرئيس الجمهورية، إلى غير ذلك من الكلمات المجيدة التي ظهرت مع شروق شمس
السادس من أغسطس المجيد.