إني أسكن في مقاطعة توجنين غير بعيد من مقر الاتحاد من أجل
الجمهورية بهذه المقاطعة.. نعاني في حينا من أزمة عطش حادة، ولم يعد غريبا في حينا
أن تشاهد ربة بيت وهي تحمل قنينة ماء فارغة، أو بيدونا أصفر (سعة 4 لتر) تتجول به بين
الجيران طلبا ل "جقمة" من الماء..
لقد اكتشفتُ خلال أيام أزمة العطش هذه بأن آخر شخص يمكن أن
تجد عنده "والاط" من الماء هو
"غسال" الحي.
لقد تركتُ المنزل لعدة مرات دون أن أجد ماءً للوضوء، وكنتُ
في طريقي إلى المسجد أمر دائما بالغسال وأطلب منه
ماءً للوضوء وكان يلبي طلبي عن طيب خاطر ...في المرة الأخيرة أحسستُ بأن الغسال بدأ
ينزعج، ولذلك فقد قررتُ أن لا أحرجه مرة أخرى..
في الأيام الأخيرة حدث أن تكرر تزامن انقطاع الماء والكهرباء
في حينا لعدة مرات ..ولقد تعلمت من هذا التزامن بأن ردة الفعل التي عليَّ أن اتخذها
عند انقطاع الماء يجب أن تكون مختلفة تماما عن ردة الفعل عند انقطاع الكهرباء..بعد
انقطاع الكهرباء عليك أن تترك المصابيح في وضعية إنارة ليشعروك بعودة الكهرباء. أما
عند انقطاع الماء فعليك أن تغلق الحنفيات جيدا حتى لا تتكبد خسائر في المنزل بعد عودة
الماء.
ولقد تعلمتُ أيضا من تكرر الانقطاعات المتكررة للكهرباء بأنه
عليَّ أن أترك حاسوبي في الشحن خلال تلك الساعات
القليلة التي تعود فيها الكهرباء بعد رحلة عودة طويلة وشاقة من السنغال إلى حينا.
يقول الفنيون بأنه من أجل إطالة عمر بطارية الحاسوب فإنه
يجب أن يوقف الشحن عند اكتماله، وأنه يجب أن لا يوضع الحاسوب في الشحن إلا بعد أن يكون
قد تم استهلاك كل الكهرباء المخزنة في البطارية ...أكاد أجزم بأن الفني الذي يقول مثل
هذا الكلام سيتوقف عن قوله عندما يتم نفيه، وتفرض عليه الإقامة الجبرية في حينا و
بالقرب من مقر الحزب الحاكم في مقاطعة توجنين..
عموماً لقد تعلمنا دروسا مهمة أو غير مهمة (لا أدري أي من
العبارتين أنسب) من الانقطاعات المتكررة للكهرباء والماء في حينا.. يمكن للمقيمين في
مقر الحزب الحاكم في حينا أن يضيفوا ذلك للانجازات الكبيرة التي تحققت في عصر
"مصدر" الكهرباء و "مفجر" الماء فخامة الأخ الرئيس محمد عبد العزيز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق