في محاولة مني لفهم
ما يجري في البلد، فقد قررت ابتداءً من اليوم أن استعين بشخصيتين تراثيتين معروفتين،
إحداهما عُرفت عند الموريتانيين بذكائها وبحكمتها، أما الثانية فقد عُرفت بغبائها
وبسذاجتها.
وسأختار في كل مرة
سؤالا من الأسئلة التي تشغل بال الموريتانيين، وسأطرحه على الشخصيتين كل على حدة،
وبعد ذلك سأحاول أن أقدم لكم إجابتين على السؤال المطروح، وكل إجابة ستكون على
لسان إحدى الشخصيتين المذكورتين:
سؤال اليوم : هل توجد
في موريتانيا أغلبية داعمة للرئيس؟
جواب تَيْبَه:
بالتأكيد توجد في موريتانيا أغلبية داعمة للرئيس، إنها أغلبية داعمة فعلا، ودعمها قد
تجاوز حدود إدراككم أنت العقلاء، إنه دعم لا يمكن أن يستوعبه ويدركه إلا الأغبياء
من أمثالي.
إن دعم الأغلبية بلغ
مستويات فوق حدود تصور العقلاء، فالأغلبية تمرض بمرض الرئيس، وتشفى بشفائه، وتختفي
باختفائه، وستعود للظهور بظهوره. فهل هناك دعم أروع من هذا: أن تختفي عن الأنظار
حتى يعتقد الناس أن الأرض قد ابتلعتك باختفاء الرئيس الذي تدعم، وأن تظهر لهم
وتملأ الأرض وكأنك ما اختفيت يوما في أول لحظة يظهر فيها ذلك الرئيس الذي تدعم.
جواب ديلول: سأجيبك
انطلاقا من واقعكم اليوم، والذي تسيطر عليها الإشاعات، دعني أقول لك هذه : إن
الأغلبية هي مجرد إشاعة صدقها الناس كما صدقوا الإشاعات الكثيرة التي ظهرت يوم
السبت الماضي.
الأغلبية إشاعة، وحزب
"الاتحاد من أجل الجمهورية" هو مجرد إشاعة أيضا، ولكن الفرق بين هذه
الإشاعات وإشاعات السبت يتمثل فقط في عمر الإشاعة.
فهناك إشاعات تعمر
طويلا، وهناك إشاعات تموت في وقت مبكر، وحتى الإشاعات المتعلقة بالأغلبيات وبالأحزاب
الحاكمة فهي أيضا تختلف في أعمارها، فإشاعة " الحزب الجمهوري الديمقراطي
الاجتماعي" عُمِّرَتْ طويلا حتى كادت أن تبلغ عامها الخامس عشر، أما إشاعة
"عادل" فقد ماتت من قبل الفطام، وهاهي إشاعة "الاتحاد من أجل
الجمهورية" تدخل اليوم في غيبوبة، ولا أدري إن كانت ستستفيق من هذه الغيبوبة،
أم أنها ستكون بمثابة غيبوبة الاحتضار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق