سينظم شباب " ضحايا ضد الفساد" بالتعاون مع بعض المنظمات الشبابية الأخرى، وقفة تكريمية لرقيب شرطة أول " الشيخ صار"، الذي سيحال إلى التقاعد في أقل من أسبوعين، بعد عقود من العطاء، وبعد سيرة وظيفية مثالية لم يُكَرَّمّ خلالها، أو يُشَجَّع، أو يُمْنح وساما أو مكافأة ، و دون أن يُنَظَّم له حفل شعبي ولو لدقائق معدودة.
وستنظم هذه الوقفة، في ملتقى الطرق الواقع بين نادي الضباط ووزارة البيئة، ابتداءً من الساعة 9 صباحا، وحتى الساعة العاشرة من يوم الأحد 19 ـ 12 ـ 2010.
ولقد تم اختيار الشيخ صار موظفا مثاليا للعام 2010 لاعتبارات عديدة من بينها:.
1ـ اتفاق جميع السائقين على استقامة ذلك الشرطي، ورفضه المتكرر و المتواصل والمبدئي لأخذ أي رشوة من أي سائق.
2ـ تفانيه وجديته في عمله والتي لا تحتاج لأي شهادة من أي أحد، فهي تظهر وبوضوح لكل من يتأمل ذلك الشرطي الذي يعشق عمله، والذي لا يتراجع مستوى حماسه خلال فترة تنظيمه لحركة المرور، والتي قد تمتد لساعات، في واحد من أكثر ملتقيات طرق العاصمة زحمة.
3ـ نجاحه في فرض النظام ـ على الأقل ـ في ملتقى الطرق الذي يعمل به مما جعل من ذلك المكان مكانا فريدا من نوعه في العاصمة، بل وفي البلاد كلها، حيث أصبح النظام و احترام قانون السير هو السلوك الذي يحرص عليه كل سائق عندما يقترب من ملتقى الطرق ذلك .
4 ـ الحس الوطني العالي لذلك الشرطي والذي يظهر جليا من خلال حواراته مع مخالفي قانون السير، فهو ينصحهم بأسلوب مهذب ومقنع، لا ينقص من صرامته في التعامل مع الأخطاء، وهو ما يؤدي في المحصلة إلى تغيير سلوك أولئك المخطئين .
5 ـ إيجابية "الشيخ صار" فهو لم ينتظر كغيره أن يَصْلُحَ كل الموظفين في قطاعه لكي يكون موظفا صالحا ومستقيما، وإنما قرر أن يكون موظفا مستقيما رغم الفساد الكبير الذي يحدث عن يمينه وعن شماله، ومن فوقه ومن تحته، ورغم الكلفة المعنوية والمادية والاجتماعية الباهظة التي يدفعها كل موظف صالح، في بلد باض فيه الفساد وعشش وفرخ وأنجب.
6 ـ الدور التدريبي الرائد الذي يقوم به ذلك الشرطي، فهو يدرب النخبة (سائقي السيارات) في كل صباح على النظام عند مرورهم به، في طريقهم إلى أماكن عملهم، كما أنه يدربهم على النظام في كل مساء، على النظام، وهم عائدون إلى منازلهم.
ولقد كان من المفترض أن يتم تنظيم هذه الوقفة في العام الماضي، إلا أن الوالي آنذاك رفض الترخيص لنا، وهو ما جعلنا نعيد اختيار الشرطي الشيخ صار كموظف مثالي لهذا العام، والذي كان من المقرر أن يُختار له موظفا آخر في إطار الأوسمة الشعبية التي قررنا أن نمنحها في كل عام لموظف مثالي يتم حرمانه من أي تكريم أو توشيح رسمي أو شعبي,
وسيتم خلال هذه الوقفة منح شهادة تقديرية للشرطي المكرم، كما أنه سيتم فتح سجل شعبي يمكن للجميع أن يسجل اسمه فيه، وسيقدم هذا السجل في وقت لاحق إلى رئيس الجمهورية لمطالبته بتوشيح هذا الشرطي المتميز.
وسيرفع في هذه الوقفة شعار : " أنا مسلم .. أنا لا أرشي ولا أرتشي" وذلك للتذكير بأن المسلم الحقيقي لا يتعاطى الرشوة ، ولا يتعبد بسرقة أموال الفقراء، والأيتام،والمستضعفين. ولقد تم اختيار ذلك الشعار لمواجهة بعض المفاهيم الخاطئة، التي ظهرت في السنوات الأخيرة، والتي أفرزت بعض " العباد " الجدد، الذين يصلون في المساجد، ويحجون، ويصومون، ومع ذلك فهم لا يتورعون عن سرقة المال العام المخصص للأيتام وللمعوقين وللفقراء بصفة عامة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق