معالي الوزير الأول
بعد طول تردد قررتُ أن أبعث إليكم بهذه الرسالة التي تتضمن
أغلى نصيحة يمكن لمثلي أن يقدمها لمثلكم في أيامكم المربكة هذه، ولقد ارتأيت أن
أقدم لكم هذه النصيحة
عبر رسالة مفتوحة يمكن لغيركم أن يطلع عليها، ولي في ذلك
مآرب عديدة قد لا يكون المقام مناسبا لذكرها. ولقد ارتأيت كذلك أن أخاطبكم في هذه
الرسالة بصفتكم وزيرا أول في وقت سابق، لا بصفتكم وزيرا أمينا عاما للرئاسة في وقت
لاحق، وبالمناسبة فإن هذه الوظيفة ربما تكون هي آخر وظيفة لكم في هذا العهد، وذلك
بعد أن أقلتم منها في يوم 29 مايو 2017
بطريقة لا تليق بمن كان قد خدم بإخلاص ما تسمونه أنتم في فسطاط الموالاة
الداعمة بالحركة التصحيحية وبموريتانيا الجديدة.
معالي الوزير الأول
من المؤكد بأنكم قد فوجئتم كما فوجئ المنتدى مثلكم بنشر خبر
غريب يوم 26 يونيو 2017 يقول بأن اسمكم قد أدرج في لائحة غير موجودة أصلا يقال بأن
المنتدى قد أعدها ليضمنها بعض الأسماء التي سيختار من بينها مرشحا توافقيا في
رئاسيات 2019، ومن المؤكد بأنكم قد فوجئتم من قبل ذلك بثلاثة أيام، أي في يوم 23 يونيو
2017 بنشر خبر آخر يقول بأنكم قد التقيتم برئيس اللجنة التي كلفها المنتدى بإعداد
تلك اللائحة، وبأنكم قد ناقشتم معه قضايا تتعلق برئاسيات 2019. من المؤكد بأنكم قد
فوجئتم بالخبرين، وذلك لأنكم على يقين تام بأن ذلك اللقاء لم يحصل أصلا، وبأن اسمكم لم يتم
إدراجه في لائحة لم تعد أصلا.
معالي الوزير الأول
دعونا نسأل الآن لماذا تم نشر خبر غير صحيح عن لقاء لكم برئيس
لجنة المنتدى المكلفة باختيار مرشح توافقي؟ ولماذا تم من بعد ذلك بثلاثة أيام نشر
خبر آخر يقول بأن اللجنة المذكورة قد أدرجت اسمكم في لائحة المرشحين المحتملين
للمنتدى؟ ولماذا لم يتم تسريب تلك الأخبار غير الصحيحة إلى مواقع صفراء، أو إلى
مواقع تحسب على السلطة؟ فالخبر الأول قد تم نشره في موقع الصحراء الذي يتصدر
الصفحة الأولى من موريتانيا الآن، والخبر الثاني تم نشره في موقع وكالة الأخبار، والذي
يعد هو الموقع الأكثر مصداقية في موريتانيا، والأقرب كذلك إلى المعارضة.
إن أول إجابة قد تتبادر إلى الذهن لتقول بأن هناك عملا بالغ
الاحترافية قد قيم به، وبأن ذلك العمل الاحترافي كان يهدف في المقام الأول إلى نسف
ما تبقى من ثقة لدى الرئيس بشخصكم الكريم،
وإلى زيادة شكوكه في ولائكم له، ولذلك فقد عمل خصمكم من خلال تسريب خبرين غير
صحيحين على إظهاركم بأنكم قد أصبحتم من الذين لا يكتمون طموحاتهم الرئاسية، وبأنكم على استعداد للتنسيق مع
المعارضة لكي ترشحكم في العام 2019 لمنصب ما يزال الرئيس يفكر ويخطط للتمسك به حتى
من بعد اكتمال مأموريته الثانية. وفي المقام الثاني فإن هذا العمل الاحترافي كان
يهدف كذلك إلى تشويه صورة المنتدى، وإلى إظهاره بمستوى من عدم النضج ومن التهافت ومن
الخفة السياسية التي تجعله على استعداد لأن
يدرج في لائحة مرشحيه اسم من كان يصنف ـ وإلى وقت قريب ـ على أنه ركن من
أركان النظام الذي يرفع المنتدى شعار معارضته. إن هذا العمل الاحترافي كان يسعى في
المقام الأول إلى نسف وتشويه مصداقيتكم، وإلى التشكيك في ولائكم للرئيس، وفي
المقام الثاني إلى تشويه مصداقية المنتدى لدى جمهوره المعارض، ولا أخفيكم ـ وأنتم
أدرى مني بذلك ـ بأن تشويه صورتكم لدى رئيسكم كانت أولى عند من قام بهذا العمل
الاحترافي من تشويه صورة المنتدى لدى جماهيره، حتى وإن كانت هذه الأخيرة تحظى
بأهمية بالغة عند من قام بهذا العمل الاحترافي.
معالي الوزير الأول
لعلكم تدركون أكثر مني بأن خصمكم في النظام الحاكم حتى وإن
كان من حيث الكفاءة والأداء الوظيفي لا يمتلك مهارات لافتة، إلا أنه في المقابل يمتلك
مهارات وقدرات فائقة في مجالات أخرى، كتشكيل اللوبيات، وإدارة الصراعات، وتوجيه الضربات
الموجعة للخصوم.
إنكم تدركون ذلك أكثر مني، ولكن، وعلى الرغم من ذلك، فلا
بأس بتذكيركم ببعض محطات الصراع وببعض الضربات الموجعة التي تلقيتموها منذ إقالتكم
من الوزارة الأولى ذات أربعاء صادف يوم العشرين من أغسطس من العام 2014.
لقد بدأت تلك الضربات الموجعة، والتي تلقيتموها بصدر رحب
وبابتسامات عريضة تحسدون على عدم التخلي عنها، بإقالة كل الوزراء وكبار الموظفين
المحسوبين عليكم، ولذلك فقد كان القاسم المشترك في كل التعديلات الوزارية التي تمت
من بعد أقالتكم من الوزارة الأولى هو أن تلك التعديلات كانت تتضمن خروج وزير أو أكثر
من الوزراء المحسوبين عليكم.
ظل توجيه الضربات الموجعة متواصلا من خلال إقالة المحسوبين
عليكم إلى أن جاءت لحظة لم يبق لكم في حكومة توليتم وزارتها الأولى لست سنوات
كاملة، إلا منصب الوزير الأمين العام للرئاسة، وابتسامات توزعونها على زواركم بكرم
لافت، وملف حوار لا يراد له النجاح، يسحب منكم تارة، ويعاد لكم تارة أخرى.
لقد أظهرتم ـ يا معالي الوزير الأول ـ الكثير من الضعف الذي
لا يليق بمن كان يعتبر وإلى وقت قريب بأنه ركن من أركان النظام القائم، ولقد أدى ضعفكم
ذلك إلى أن سارع حلفاؤكم وكل المحسوبين عليكم في الإدارة إلى
التبرؤ منكم، وفيهم من بالغ في ذلك كثيرا، ولا شك بأنكم تعرفون من أقصد هنا، ولهم
العذر فقد اضطروا لفعل ذلك بعد أن أيقنوا بأنه لا منجى لهم من الإقالة والتهميش
إلا بإظهار الولاء لخصمكم، وبمبايعته على السمع والطاعة في الوظيفة وفي السياسية
وفي أمور عديدة أخرى.
معالي الوزير الأول
لم يكتف خصمكم بأنه لم يترك لكم حليفا ولا موظفا ساميا يحسب
لكم في نظام توليتم وزارته الأولى لست سنوات كاملة، لم يكتف بذلك، بل إنه قرر أن
يذهب بعيدا، فقرر أن يجبركم أنتم على أن تظهروا له الولاء والطاعة وإلا فالإقالة،
وقد كان له ما أراد.
لقد أحس خصمكم ـ وهو الخبير في إدارة الصراعات وفي استغلال
الفرص ـ بأن ميول الرئيس في البقاء في
الحكم بعد انتهاء المأمورية الثانية قد أصبحت أقوى لديه من فكرة التخلي عن السلطة، ولقد قرر خصمكم أن يستغل ذلك
فأعد العدة لسفر إلى الولايات الشرقية يبشر فيه بأن المزاج الرئاسي قد عاد إلى
حالته الطبيعية، أي إلى التمسك بالسلطة حتى من بعد اكتمال المأمورية الثانية، ولقد
قرر خصمكم بأن يعرض عليكم مرافقته في ذلك السفر، ووضعكم بذلك أمام خيارين في غاية
الصعوبة، فإن قبلتم بمرافقته تمكن من إظهاركم، وأمام جماهير ولايتكم،على أنكم من وفده المرافق، أي من
تابعيه، وإن رفضتم مرافقته قال بأنكم من الموالاة الرافضة سرا للاستفتاء الشعبي
وللمأمورية الثالثة.
هكذا تمكن خصمكم الخبير بإدارة الصراعات من أن يقيلكم ـ
بطريقة مستفزة وغير لائقة ـ من منصب الوزير الأمين العام للرئاسة، ولم يكتف خصمكم
بذلك، بل قرر أن يضيق عليكم الخناق حتى من بعد الإقالة، فكانت تلك التسريبات
الكاذبة التي تحدثت عن لقائكم برئيس لجنة التناوب في المنتدى، وعن وضع اسمكم ضمن
مرشحي المنتدى، وكانت أيضا هذه الزيارات لمناطق تحسب عليكم اجتماعيا، وقد يوجد
فيها من يواليكم، وستضع هذه الزيارات من يواليكم في تلك المناطق على المحك، فإما
أن يظهر ولاءه الكامل لخصمكم، وإما أن يتم تصنيفه ضمن رافضي الاستفتاء المنتظر.
لقد قرر خصمكم بأن يجردكم من كل شيء اكتسبتموه في هذا
العهد، وأن يعيدكم بالتالي إلى ما كنتم عليه من قبل تعيينكم وزيرا أول في يوم 14
أغسطس 2008، ويبدو أن كل الدلائل تشير بأن خصمكم سينجح في تلك المهمة، إن لم يكن
قد نجح فيها فعلا.
معالي الوزير الأول
بإمكانكم أن ترفعوا الراية البيضاء، وبإمكانكم أن تواصلوا
أسلوبكم المعهود في إدارة الصراع مع خصمكم، وبإمكانكم أن تواصلوا توزيع ابتساماتكم
ذات اليمين وذات الشمال، وذلك في انتظار قدوم لحظة قد لا تأتي أبدا، وهي أن يرتكب
خصمكم غلطة شنيعة تثير غضب رئيسكما، فتجعله يقرر إقالة خصمكم، وإعادتكم أنتم إلى
الوزارة الأولى أو إلى أي وظيفة سامية
أخرى.
في هذه الحالة، عليكم ـ يا معالي الوزير الأول ـ أن تنتظروا
طويلا، فتلك اللحظة قد لا تأتي أبدا، ولتسمحوا لي هنا بأن أذكركم بأن خصمكم كان قد
نجا ـ وبأعجوبة لافتة ـ من تبعات أكبر زلزال سياسي يتعرض له نظامكم الحاكم، وذلك
بعد أن صوت شيوخ الموالاة في سابقة من نوعها ب"لا" على تعديلات دستورية
يباركها ويدعمها الرئيس! لقد نجا خصمكم من ذلك الزلزال السياسي، وذلك على الرغم من
أن تعامل حكومته مع الشيوخ قد كان من بين الأسباب التي أدت إلى إسقاط التعديلات
الدستورية.
لقد قرر الرئيس ـ حماية لخصمكم ـ بأن يتحمل بنفسه تبعات ذلك الزلزال السياسي، وقد
كلفه ذلك كثيرا، وسيكلفه في المستقبل أكثر، لقد فعل ذلك حماية لوزيره الأول، أي
خصمكم، وكذلك حماية لرئيس حزبه الحاكم، والذي يعد أيضا من خصومكم حسب ما يتم
تداوله إعلاميا.
إن الرئيس الذي لم يقل وزيره الأول بعد ذلك الزلزال السياسي
الكبير، فمن الراجح بأنه لن يقيله في المستقبل المنظور، ويتأكد الأمر أكثر عندما
نعلم بأن خصمكم هو من الذين يعرفون جيدا كيف يحمون مناصبهم من تقلبات مزاج الرئيس.
معالي الوزير الأول
بإمكانكم أن تستمروا في انتظار لحظة قد لا تأتي أبدا،
وستحصدون المزيد من الخسائر، وبإمكانكم في المقابل ـ وهذا هو ما أتمنى ـ أن تبدؤوا
من الآن في تصحيح الأخطاء الشنيعة التي
ارتكبتموها خلال السنوات الست الأخيرة، والتي تكبدتم بسببها خسائر فادحة على
الصعيد الشخصي.
بإمكانكم ـ يا
معالي الوزير الأول ـ أن تظهروا شيئا
قليلا من القوة ومن الثقة بالنفس، وبإمكانكم أن تجمعوا حلفاءكم في الموالاة الذين
تفرقوا طرائق قددا بعد أن عجزتم عن توفير مثقال ذرة من حماية لهم، وبإمكانكم، وهذا
هو الأهم، أن تجمعوا الموالين للنظام، والذين يرفضون سرا أو جهرا الاستفتاء
والمأمورية الثالثة، وأن تقودوهم في معركتهم التي يخوضونها بصمت من داخل الموالاة.
بإمكانكم أن تجمعوا شيوخ الحزب الحاكم الرافضين للتعديلات الدستورية، وأن تجمعوا
معهم غيرهم من الموالين الرافضين للتعديلات، وأن تشكلوا بذلك كتلة سياسية من داخل
الموالاة، ويمكنكم من خلال هذه الكتلة أن تواجهوا حلف الوزير الأول الذي يعمل من
أجل أقناع الرئيس بالمضي قدما في الاستفتاء وفي عدم التخلي عن السلطة من بعد
انتهاء المأمورية الثانية.
معالي الوزير الأول
إن الموالاة الرافضة للتعديلات الدستورية وللمأمورية
الثالثة أصبحت تشكل جزءا هاما من الموالاة الداعمة للرئيس، وهذه الموالاة هي الآن
بلا رأس، وما تزال تبحث عن رأس، وعن قائد
يتمتع بصفات قيادية ليجمعها في مشروع واحد.
صحيح أن الأمر قد يحتاج إلى شيء من مخاطرة، وصحيح أنه قد
يؤدي إلى غضب الرئيس، ولكن الصحيح أيضا بأنكم الآن بأمس الحاجة إلى مثل هذه
المخاطرة.
سيجد الرئيس صعوبة كبيرة في تصفية الحساب معكم في مثل هذا
الوقت الحرج سياسيا، إن أنتم قررتم أن تخاطروا باتخاذ مثل ذلك الموقف، وإذا ما قرر
الرئيس أن يعاقبكم فإنكم في هذه الحالة ستكسبون تضامنا واسعا، وذلك لأنكم قد
عوقبتم بسبب اتخاذكم لموقف سياسي، لا يرضى عنه النظام.
ولكم أن تعلموا في هذه الحالة ـ يا معالي الوزير الأول ـ بأن أغلى هدية يمكن أن يهديها لكم الرئيس في مثل
هذا الوقت، هي أن يعاقبكم من بعد أن تكونوا قد اتخذتم موقفا رافضا للاستفتاء
وللمأمورية الثالثة، فمثل ذلك العقاب سيزيد من أسهمكم في المشهد السياسي، وسيرفعكم
في سلمه مكانا عليا.
معالي الوزير الأول
صحيح أن مثل هذا الأمر يحتاج إلى مخاطرة، ولكن عليكم أن
تعلموا بأنكم بدون ركوب هذه المخاطرة فإنكم ستكونون قد حكمتم على نفسكم بالانتحار
السياسي، وستصبحون نسيا منسيا، ولن تختلفوا في ذلك عن أخ لكم، كان قد سبقكم إلى
الوزارة الأولى، وكان قد ضيع فرصة ثمينة مثل الفرصة المتاحة لكم اليوم، وأقصد هنا
الوزير الأول الأسبق الزين ولد زيدان، والذي كان بإمكانه أن يكون اليوم رقما صعبا
يحسب له ألف حساب، عند الموالاة والمعارضة، لو أنه كان قد استغل الفرصة التي أتيحت
له. لقد ضيع أخوكم هذا الفرصة، فلا تضيعوها أنتم كما ضيعها هو، حتى لا تندموا كما
ندم.
معالي الوزير الأول
يمكنني أن أقول ـ وبكل اطمئنان ـ بأني قد أخلصتُ لكم النصح في هذه الرسالة، كما
أخلصتُ لكم النصح في لقاء سابق، كان هو اللقاء الوحيد الذي جمعني بكم، وكان ذلك
منذ ثلاث سنوات تقريبا، ولقد قلتٌ لكم في ذلك اللقاء بأني لن أقبل إطلاقا نقاش أي
موضوع شخصي، وقد أثار ذلك استغرابكم.
لقد حدثتكم حينها عن ملف الحوار وعن قضايا وطنية أخرى، وفي
اعتقادي بأنكم عندما تستعرضون تفاصيل ذلك
اللقاء، في أوقات الفراغ التي تمرون بها حاليا، فستعلمون بأني قد أخلصتُ لكم النصح
في ذلك اللقاء، مثلما أخلصه لكم الآن.
لقد أثار رفضي لنقاش أي موضوع شخصي خلال ذلك اللقاء
استغرابكم، وربما تثير هذه الرسالة أيضا استغرابكم، وذلك لأنه ليس من المعهود أن
يقدم معارض مثلي نصيحة من هذا القبيل لمن كان يصنف وإلى وقت قريب على أنه أحد
أركان النظام الحاكم.
هأنذا ـ يا معالي الوزير الأول ـ أتطوع، وللمرة الثانية،
بتقديم نصيحة لكم، ولقد قدمت لكم نصيحتي الثانية هذه بعد أن وجدتُ بأن مصلحتكم
الشخصية تتقاطع في هذا الظرف السياسي الحرج مع المصلحة العليا للوطن، وكل واحدة من
المصلحتين يمكن أن تتحقق عندما تقرروا اليوم ـ ومن قبل الغد ـ بأن تصدعوا بآرائكم
السياسية التي تؤمنون بها سرا، فتعلنوا عن رفضكم للاستفتاء وللمأمورية الثالثة،
وعن استعدادكم لقيادة جبهة الرافضين لذلك الاستفتاء من داخل فسطاط الموالاة.
ليتكم تفعلوها، وإن فعلتموها فإنكم بذلك ستحققون مكاسب شخصية
لكم، ومكاسب أخرى لوطنكم الذي سيضعه هذا الاستفتاء العبثي على حافة الهاوية.
حفظ الله موريتانيا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق