في تدوينة سابقة تحدثت عن الحرارة الشديدة التي تعيشها مدينة ألاك
في هذه الأيام، وجعلت من ذلك الحديث مدخلا لحديث آخر عن يوم آخر لا كالأيام، عن
يوم قادم لا محالة، ستدنو فيه الشمس من الرؤوس، وسيتصبب فيه العرق حتى يُلجم
الكثير من الخلائق.
وكان سبب تلك التدوينة هو أني لاحظت بأني من المقصرين في الجانب الدعوي، وأن صفحتي ظلت شبه خالية من أي تدوينات ذات طبيعة دعوية، رغم أنها حوت تدوينات في مجالات متعددة أخرى : كالسياسة، وتطوير الذات، والاجتماعيات، والقصص...
وكان سبب تلك التدوينة هو أني لاحظت بأني من المقصرين في الجانب الدعوي، وأن صفحتي ظلت شبه خالية من أي تدوينات ذات طبيعة دعوية، رغم أنها حوت تدوينات في مجالات متعددة أخرى : كالسياسة، وتطوير الذات، والاجتماعيات، والقصص...
لقد حاولت أن أجعل من الحرارة التي تعيشها مدينة ألاك في هذه الأيام مدخلا لتدوينة دعوية، ولكن المشكلة أن البعض من أبناء المدينة اعتقد بأن حديثي عن حرارة ألاك إنما جاء لانتقاد المدينة.
والحقيقة أني لم أفكر في انتقاد مدينة ألاك، أثناء كتابة تلك التدوينة، بل بالعكس فلقد أحببت هذه المدينة خلال أيام مقامي بها رغم درجات حرارتها العالية.
ولست أنا بالذات ممن يحق له أن ينتقد أي مدينة لحرها، وذلك لأني كنت قد ولدتُ وتربيتُ في مدينة أشد حرا من مدينة ألاك.
فأنا ـ وأعوذ بالله من كلمة أنا ـ من مواليد مدينة لعيون، وقد درست ست سنوات كاملة في ثانوية هذه المدينة التي تقع في أقصى الشمال رغم أني كنت أسكن في أقصى جنوب المدينة (حي العرقوب). وأعتقد بأن المسافة تزيد على 3 كلمترات ( إن كان هناك من يعرف المدينة، ويحسن تقدير المسافات أرجو أن يقدر لنا المسافة الفاصلة بين الثانوية وحي العرقوب).
وفي فترة دراستي في الثانوية كان مستوى الحرارة بشكل عام أعلى بكثير من مستواها في الحالي، وأذكر بأنه في تلك السنوات كانت تكثر حالات الإغماء بيننا نحن الأطفال، وكان يكثر الرعاف وأعتقد بأن سبب كل ذلك كان يعود إلى شدة الحر في المدينة.
وأذكر ظاهرة أخرى كانت منتشرة في المدينة خلال مرحلة طفولتي، ولكن تلك الظاهرة بدأت تختفي..
ففي أيام رمضان، وابتداء من صلاة العصر، كان الصائمون في المدينة يتفرغون لرش أجسادهم وثيابهم بالماء البارد، ويواصلون عملية الرش حتى وقت الفطور الذي يشكل فيه "أزريكّ" العنصر الأساسي. أما "أطاجين" فلا يبدأ التفكير فيه إلا في حدود الساعة التاسعة أو العاشرة ليلا.
كانت مدينة لعيون في تلك الفترة من الزمن ـ وكما هو حال أغلب المدن ـ تعيش في فترة الصيف حرا لا يطاق.
في تلك الفترة من الزمن، وفي أيام الصيف الحارة، كنت أنا ـ رفقة بعض زملائي ـ أعود من الثانوية بعد الساعة الثانية عشر زوالا إلى حي العرقوب، وذلك من قبل أن أعود إلى الثانوية في المساء، ومن قبل أن تكتمل الساعة الثالثة ظهرا.
كانت رحلة الذهاب والعودة من الثانوية إلى حي العرقوب في أيام الصيف، خصوصا بين الساعة الثانية عشر والثالثة هي من الرحلات الصعبة التي لا يمكن لمن لم يمارسها أن يتخيل مدى صعوبتها.
ولا أعتقد بأن من عاش في تلك الفترة في مدينة لعيون، ودرس في ثانويتها لست سنوات وهو يسكن في أقصى نقطة من جنوب المدينة، يمكن له بعد ذلك أن ينتقد مدينة موريتانية بسبب ارتفاع الحرارة فيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق