لقد حرصت خلال كل أيام المهرجان أن أبتعد عن المنصة الرسمية، وأن أرابط في المدينة القديمة، حتى استرق السمع لضيوف المدينة، ولزوار معالمها الأثرية وهم يعلقون بعفوية وتلقائية على المعالم الأثرية في المدينة القديمة، وذلك لكي أسجل ملاحظاتهم وتعليقاتهم على المعالم الأثرية في المدينة، ودون أن يفوتني أن أسجل ردود أفعالهم وهم يستمعون لبعض الحكايات الشعبية المرتبطة بتلك الآثار، والتي قد يصعب تصديقها، خاصة بالنسبة للزوار الأجانب.
كما حرصت أيضا على تسجيل شهادات سكان المدينة أنفسهم، ورواياتهم الشفهية وحكاياتهم الشعبية التي يحكونها عن مختلف الآثار التي تزخر بها مدينتهم، وذلك لأقدمها خاما للقراء دون أن أعدل فيها أو أتصرف، ودون أن أقتصر في هذه الحكايات التي أكتب لكم عن وادان على الحقائق التاريخية على حساب الروايات الشفهية، والحكايات الشعبية التي يتناقلها الوادانيون جيلا بعد جيل. وتعد صخرة "الفاضل ولد أحمد امحمد" واحدة من تلك المعالم التي أثارت جدلا كبيرا بين الزوار، لذلك فقد اخترتها لتكون مدخلا للحلقة الثانية من حلقات "حكايات من وادان"، وهي الحلقة التي ارتأيت أن أخصصها لصاحب الصخرة الذي يعد واحدا من الذين تعاقبوا على الرئاسة في هذه المدينة العريقة. يتفق الوادانيون جميعا على تسمية الصخرة المذكورة بصخرة "الفاضل ولد أحمد امحمد" وإن كانوا يختلفون حول علاقة الفاضل بالصخرة. فمنهم من يقول بأن الصخرة كانت تسد أحد الزقاق في المدينة القديمة، وأن الفاضل قد أزاحها لكي يفتح الطريق أمام المارة. ومنهم من يقول بأن الفاضل كان يستخدم الصخرة لإغلاق الطريق ليلا، ثم يزيحها في صباح اليوم الموالي عن الطريق، لذلك فقد حملت اسمه. وهناك من يجمح مع خياله بعيدا، ويقول بأن الفاضل قد جاء يحمل الصخرة من مكان بعيد، وظل في الطريق يبادلها بين يديه، فيرميها إلى أعلى بيد، ويستقبلها بيده الأخرى من قبل أن تسقط على الأرض، وظل يفعل ذلك حتى وصل إلى المكان الذي وضع فيه الصخرة، والذي لا زالت توجد فيه حتى الآن.
إن هذا الاختلاف الكبير في قصة الصخرة صاحبه كذلك اختلاف كبير حول تعليقات الزوار الذين زاروها، حتى الأجانب أنفسهم فقد اختلفت تعليقاتهم كثيرا.
بعض الزوار لم يستغرب وجود رجال في القرون الماضية لهم من القوة ما يمكنهم من حمل صخرة بذلك الحجم، ويدعم هؤلاء حجتهم بعشرات الصخور الكبيرة التي شُيد فوقها العديد من البيوت القديمة، والتي يظهر من خلال شكلها وتنسيقها وترتيبها بأنها لم تكن موجودة في الأماكن التي توجد فيها حاليا، وبأن هناك رجالا أقوياء وضعوها في الأمكنة التي توجد فيها حاليا. البعض الآخر تقبل القصة وصدقها ولكنه رفض أن يربط حمل الصخرة بقوة الفاضل، وإنما ربطها بصلاحه، فكان حملها نتيجة لكرامة، ولم يكن نتيجة لقوة خارقة، حسب هذه الفئة.
وهناك فئة ثالثة من الزوار أصرت على رفض قصة الصخرة من أصلها، واعتبرتها مجرد أسطورة من الأساطير التي تتناقلها الأجيال، جيلا بعد جيل.
ولعل من أطرف تعليقات الزوار التي سجلتها عن الصخرة، هو تعليق الممثل المعروف "بط مقعور" حيث قال لبعض أبناء الفاضل بأنه لم يكن يعتقد بأن والدهم كان "صَمْبَ طَل".
ويروي الوادانيون قصصا أخرى عن قوة الفاضل، ويقول بعضهم بأنه كان يخط "ظامت" بالشادوف أي "أشيلال" (وهو الخشبة الكبيرة التي يجلب بها الماء من البئر، والتي لا يستطيع أن يحملها في العادة إلا مجموعة من الرجال).
وليست قصة الصخرة أو الشادوف هما القصتان الوحيدتان اللتان تثيران جدلا كبيرا بين الناس، عند الحديث عن سيرة "الفاضل ولد أحمد امحمد" رحمه الله. فهناك أيضا قصة الجنية "عيشة الساعدة" التي يقال بأنه كان قد تزوجها وأنجب منها ابنتين. ولقد ظل البيت الذي كان الفاضل يخصصه لزوجته الجنية ـ حسب الرواية الشعبية ـ قائما حتى وقت قريب. وتضيف الرواية الشعبية بأن الجنية "عيشة الساعدة" اشترطت على الفاضل بأن يخصص لها بيتا في منزله، وأن لا يدخله من الإنس إلا هو. ولقد استطاع الفاضل أن يلتزم بالشرط لعدة سنوات إلى أن جاء يوم نسى فيه مفتاح البيت في ثوب من ثيابه، وعندما عثرت عليه زوجته الإنسية، اتجهت فورا إلى البيت الذي ظل يثير فضولها لسنوات عديدة لفك طلاسمه. ويقول أصحاب هذه الرواية بأن الفاضل تذكر مبكرا بأنه نسى المفتاح، فعاد مسرعا، ولكن كان ذلك بعد فوات الأوان، فقد وجد زوجته الإنسية مغشيا عليها، بعد أن رمتها زوجته الجنية من باب بيتها المشيد على سطح المنزل، بعد ما فوجئت بها تدخل عليها في بيتها الخاص. وبعد تلك الحادثة عادت"عيشة الساعدة" إلى عالم الجن مصحوبة بإحدى ابنتيها، قبل أن تلتحق بها ابنتها الثانية، والتي تركتها مع والدها، بشرط أن لا يغضبها، وهو ما لم يكن ممكنا، فقد ظلت البنت تتصرف بشكل طائش، حتى أغضبت بعض الجيران مما شَرع لها العودة لعالم الجن، حسب ما تقول الرواية الشعبية.
وتكثر عند الوادانيين الحكايات والأساطير المرتبطة بالجن، ولعل من أشهرها قصة طلاب الجن المنحدرين من أسر جنية مسلمة، والذين تخرجوا من محظرة "أهل شماد"، والذين لا يزالون يسكنون ـ حسب الرواية الشعبية ـ في بيت خلفي من دار "أهل شماد"، تلك الدار التي يوجد فيها الطبل الواداني المشهور. ولايزال الكثير من الوادانيين يُسَلم على طلبة الجن كلما مر خلف منزل "أهل شماد"، معتقدا بأن عدم السلام عليهم قد يثير غضبهم، وربما يكون سببا في التعرض لأذاهم.
وبعيدا عن تلك الحكايات، يمكن القول بأن الفاضل ولد أحمد امحمد كان رجلا قويا بإجماع الوادانيين، ويروي الثقاة في المدينة بأن أحد رجالها، أرسل له ذات يوم خمسة رجال أشداء ليباغتوه وهو يصلي الضحى في الحقول فيقيدوه، ووعدهم ـ إن نجحوا في مهمتهم ـ بمكافآت مغرية. ولكن الذي حدث في النهاية كان العكس تماما، فقد تمكن الفاضل من تقييد الرجال الخمسة.
ويروي نفس الثقاة بأن أحد الشرفاء في المدينة كان في صف الرجل المذكور فتتبع خفية الفاضل في أحد الأيام، ولحق به قرب باب منزله، وتحديدا عند "ظامت" التي لا زالت منحوتة حتى الآن على صخرة قرب باب المنزل، وصفعه هناك. وعندما التفت الفاضل إلى الوراء، وتأكد بأن الذي صفعه كان أحد الشرفاء في المدينة، فما كان منه إلا أن أخذ يقبل اليد التي صفعته، ويعتذر لصاحبها إن كان خده قد تسبب في إيذاء يد أحد أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يكتف الفاضل بذلك الاعتذار، وإنما قدم للشريف الذي صفعه بعض الهدايا الثمينة جدا، وهو ما أحرج كثيرا صاحب الصفعة.
وحسب الروايات الموثوقة فإن قوة الفاضل ظلت دائما قوة تحت السيطرة، ولم تكن في أي يوم من الأيام قوة مستهترة، وتؤكد تلك الروايات بأن الفاضل كان يستغل قوته ويستخدمها فيما ينفع الناس. فكان يخرج في كل يوم من المدينة مبكرا، ولا يعود إليها إلا مع آذان الظهر لتأدية الصلاة في المسجد. وكان يقضي كل وقته في العمل في حقول الضعفاء من الناس، ومساعدتهم في أعمال لم يكن بوسعهم أن ينجزوها لوحدهم. كما كان رحمه الله يقضي جزءا كبيرا من وقته في جلب الخشب والفحم وحاجات ضرورية أخرى إلى المدينة وتركها في الرحبة ( ساحة عامة) لينتفع بها المحتاجون إليها. ولقد أصبح معروفا عند الوادانيين بأن لكل الحق في استغلال أي شيء يجلبه الفاضل إلى الرحبة، بل وتملكه.
لقد كان الفاضل رحمه الله مؤسسة خيرية متنقلة، ولم يكن يقبل بأن يمر يوم من حياته دون أن يؤدي فيه خدمة عامة تنفع الناس.
ويقول عنه الدكتور محمد الأمين ولد كتاب في كتابه "وادان : نبذة عن تأسيسه ومؤسسيه ومختلف الهجرات منه" : " الفاضل ولد أحمد امحمد السيد الرئيس، العالم، العامل، الرشيد، القوي النفس مع الشجاعة". كما تعاقب على رئاسة وادان بعض أبنائه، وكان من بينهم يحظيه ولد الفاضل صاحب القوافل المشهورة، ومشيد جامع وادان الحالي.
تصبحون على حكاية ثالثة من وادان.....
كما حرصت أيضا على تسجيل شهادات سكان المدينة أنفسهم، ورواياتهم الشفهية وحكاياتهم الشعبية التي يحكونها عن مختلف الآثار التي تزخر بها مدينتهم، وذلك لأقدمها خاما للقراء دون أن أعدل فيها أو أتصرف، ودون أن أقتصر في هذه الحكايات التي أكتب لكم عن وادان على الحقائق التاريخية على حساب الروايات الشفهية، والحكايات الشعبية التي يتناقلها الوادانيون جيلا بعد جيل. وتعد صخرة "الفاضل ولد أحمد امحمد" واحدة من تلك المعالم التي أثارت جدلا كبيرا بين الزوار، لذلك فقد اخترتها لتكون مدخلا للحلقة الثانية من حلقات "حكايات من وادان"، وهي الحلقة التي ارتأيت أن أخصصها لصاحب الصخرة الذي يعد واحدا من الذين تعاقبوا على الرئاسة في هذه المدينة العريقة. يتفق الوادانيون جميعا على تسمية الصخرة المذكورة بصخرة "الفاضل ولد أحمد امحمد" وإن كانوا يختلفون حول علاقة الفاضل بالصخرة. فمنهم من يقول بأن الصخرة كانت تسد أحد الزقاق في المدينة القديمة، وأن الفاضل قد أزاحها لكي يفتح الطريق أمام المارة. ومنهم من يقول بأن الفاضل كان يستخدم الصخرة لإغلاق الطريق ليلا، ثم يزيحها في صباح اليوم الموالي عن الطريق، لذلك فقد حملت اسمه. وهناك من يجمح مع خياله بعيدا، ويقول بأن الفاضل قد جاء يحمل الصخرة من مكان بعيد، وظل في الطريق يبادلها بين يديه، فيرميها إلى أعلى بيد، ويستقبلها بيده الأخرى من قبل أن تسقط على الأرض، وظل يفعل ذلك حتى وصل إلى المكان الذي وضع فيه الصخرة، والذي لا زالت توجد فيه حتى الآن.
إن هذا الاختلاف الكبير في قصة الصخرة صاحبه كذلك اختلاف كبير حول تعليقات الزوار الذين زاروها، حتى الأجانب أنفسهم فقد اختلفت تعليقاتهم كثيرا.
بعض الزوار لم يستغرب وجود رجال في القرون الماضية لهم من القوة ما يمكنهم من حمل صخرة بذلك الحجم، ويدعم هؤلاء حجتهم بعشرات الصخور الكبيرة التي شُيد فوقها العديد من البيوت القديمة، والتي يظهر من خلال شكلها وتنسيقها وترتيبها بأنها لم تكن موجودة في الأماكن التي توجد فيها حاليا، وبأن هناك رجالا أقوياء وضعوها في الأمكنة التي توجد فيها حاليا. البعض الآخر تقبل القصة وصدقها ولكنه رفض أن يربط حمل الصخرة بقوة الفاضل، وإنما ربطها بصلاحه، فكان حملها نتيجة لكرامة، ولم يكن نتيجة لقوة خارقة، حسب هذه الفئة.
وهناك فئة ثالثة من الزوار أصرت على رفض قصة الصخرة من أصلها، واعتبرتها مجرد أسطورة من الأساطير التي تتناقلها الأجيال، جيلا بعد جيل.
ولعل من أطرف تعليقات الزوار التي سجلتها عن الصخرة، هو تعليق الممثل المعروف "بط مقعور" حيث قال لبعض أبناء الفاضل بأنه لم يكن يعتقد بأن والدهم كان "صَمْبَ طَل".
ويروي الوادانيون قصصا أخرى عن قوة الفاضل، ويقول بعضهم بأنه كان يخط "ظامت" بالشادوف أي "أشيلال" (وهو الخشبة الكبيرة التي يجلب بها الماء من البئر، والتي لا يستطيع أن يحملها في العادة إلا مجموعة من الرجال).
وليست قصة الصخرة أو الشادوف هما القصتان الوحيدتان اللتان تثيران جدلا كبيرا بين الناس، عند الحديث عن سيرة "الفاضل ولد أحمد امحمد" رحمه الله. فهناك أيضا قصة الجنية "عيشة الساعدة" التي يقال بأنه كان قد تزوجها وأنجب منها ابنتين. ولقد ظل البيت الذي كان الفاضل يخصصه لزوجته الجنية ـ حسب الرواية الشعبية ـ قائما حتى وقت قريب. وتضيف الرواية الشعبية بأن الجنية "عيشة الساعدة" اشترطت على الفاضل بأن يخصص لها بيتا في منزله، وأن لا يدخله من الإنس إلا هو. ولقد استطاع الفاضل أن يلتزم بالشرط لعدة سنوات إلى أن جاء يوم نسى فيه مفتاح البيت في ثوب من ثيابه، وعندما عثرت عليه زوجته الإنسية، اتجهت فورا إلى البيت الذي ظل يثير فضولها لسنوات عديدة لفك طلاسمه. ويقول أصحاب هذه الرواية بأن الفاضل تذكر مبكرا بأنه نسى المفتاح، فعاد مسرعا، ولكن كان ذلك بعد فوات الأوان، فقد وجد زوجته الإنسية مغشيا عليها، بعد أن رمتها زوجته الجنية من باب بيتها المشيد على سطح المنزل، بعد ما فوجئت بها تدخل عليها في بيتها الخاص. وبعد تلك الحادثة عادت"عيشة الساعدة" إلى عالم الجن مصحوبة بإحدى ابنتيها، قبل أن تلتحق بها ابنتها الثانية، والتي تركتها مع والدها، بشرط أن لا يغضبها، وهو ما لم يكن ممكنا، فقد ظلت البنت تتصرف بشكل طائش، حتى أغضبت بعض الجيران مما شَرع لها العودة لعالم الجن، حسب ما تقول الرواية الشعبية.
وتكثر عند الوادانيين الحكايات والأساطير المرتبطة بالجن، ولعل من أشهرها قصة طلاب الجن المنحدرين من أسر جنية مسلمة، والذين تخرجوا من محظرة "أهل شماد"، والذين لا يزالون يسكنون ـ حسب الرواية الشعبية ـ في بيت خلفي من دار "أهل شماد"، تلك الدار التي يوجد فيها الطبل الواداني المشهور. ولايزال الكثير من الوادانيين يُسَلم على طلبة الجن كلما مر خلف منزل "أهل شماد"، معتقدا بأن عدم السلام عليهم قد يثير غضبهم، وربما يكون سببا في التعرض لأذاهم.
وبعيدا عن تلك الحكايات، يمكن القول بأن الفاضل ولد أحمد امحمد كان رجلا قويا بإجماع الوادانيين، ويروي الثقاة في المدينة بأن أحد رجالها، أرسل له ذات يوم خمسة رجال أشداء ليباغتوه وهو يصلي الضحى في الحقول فيقيدوه، ووعدهم ـ إن نجحوا في مهمتهم ـ بمكافآت مغرية. ولكن الذي حدث في النهاية كان العكس تماما، فقد تمكن الفاضل من تقييد الرجال الخمسة.
ويروي نفس الثقاة بأن أحد الشرفاء في المدينة كان في صف الرجل المذكور فتتبع خفية الفاضل في أحد الأيام، ولحق به قرب باب منزله، وتحديدا عند "ظامت" التي لا زالت منحوتة حتى الآن على صخرة قرب باب المنزل، وصفعه هناك. وعندما التفت الفاضل إلى الوراء، وتأكد بأن الذي صفعه كان أحد الشرفاء في المدينة، فما كان منه إلا أن أخذ يقبل اليد التي صفعته، ويعتذر لصاحبها إن كان خده قد تسبب في إيذاء يد أحد أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يكتف الفاضل بذلك الاعتذار، وإنما قدم للشريف الذي صفعه بعض الهدايا الثمينة جدا، وهو ما أحرج كثيرا صاحب الصفعة.
وحسب الروايات الموثوقة فإن قوة الفاضل ظلت دائما قوة تحت السيطرة، ولم تكن في أي يوم من الأيام قوة مستهترة، وتؤكد تلك الروايات بأن الفاضل كان يستغل قوته ويستخدمها فيما ينفع الناس. فكان يخرج في كل يوم من المدينة مبكرا، ولا يعود إليها إلا مع آذان الظهر لتأدية الصلاة في المسجد. وكان يقضي كل وقته في العمل في حقول الضعفاء من الناس، ومساعدتهم في أعمال لم يكن بوسعهم أن ينجزوها لوحدهم. كما كان رحمه الله يقضي جزءا كبيرا من وقته في جلب الخشب والفحم وحاجات ضرورية أخرى إلى المدينة وتركها في الرحبة ( ساحة عامة) لينتفع بها المحتاجون إليها. ولقد أصبح معروفا عند الوادانيين بأن لكل الحق في استغلال أي شيء يجلبه الفاضل إلى الرحبة، بل وتملكه.
لقد كان الفاضل رحمه الله مؤسسة خيرية متنقلة، ولم يكن يقبل بأن يمر يوم من حياته دون أن يؤدي فيه خدمة عامة تنفع الناس.
ويقول عنه الدكتور محمد الأمين ولد كتاب في كتابه "وادان : نبذة عن تأسيسه ومؤسسيه ومختلف الهجرات منه" : " الفاضل ولد أحمد امحمد السيد الرئيس، العالم، العامل، الرشيد، القوي النفس مع الشجاعة". كما تعاقب على رئاسة وادان بعض أبنائه، وكان من بينهم يحظيه ولد الفاضل صاحب القوافل المشهورة، ومشيد جامع وادان الحالي.
تصبحون على حكاية ثالثة من وادان.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق