بينما كنت مشتتا بين ثلاث مقالات لا أدري بأيها أبدأ، ثلاث مقالات كتبت عناوينها ولكني لم أجد الوقت المناسب لإكمال أي منها، نظرا لصعوبة إدارة الوقت في مجتمع كمجتمعنا. ثلاث مقالات تأخر نشرها عن الوقت المبرمج لها، حسب الخطة التي أشتغل عليها، والتي أضطر من وقت لآخر لأن أعدلها. ثلاث مقالات كان أولها تحت عنوان (غدا سأتذوق طعام أخي)، والثاني تحت عنوان ( "تواصل" من وراء ثقب الباب)، أما الثالث فهو عبارة عن الحلقة السادسة من (يوميات شخص عادي جدا)، والتي تأخرت كثيرا عن موعدها الأصلي. بينما كنت مشتتا بين تلك المقالات الثلاثة، وجدتني مضطرا لأن أتركها جميعا، لأكتب ـ على عجل ـ مقالا على شكل برقية عاجلة لموقع "الأخبار انفو".
ولقد كان السبب في ذلك، هو أني كنت أتصفح موقع "الأخبار انفو"، كعادتي دائما، فأنا من المعجبين جدا بهذا الموقع، والذي يكفيه تميزا بأنه انطلق في وقت لم يكن فيه إطلاق المواقع الإخبارية بالمهمة السهلة. بينما كنت أتصفح الموقع بنسختيه العربية والفرنسية فوجئت بنشر الموقع لوقفة "حركة لا تلمس جنسيتي" ، مع تأخير نشر وقفة أصحاب المظالم، مع أن الوقفتين تم تنظيمهما في نفس المكان، أي أمام مبنى الأمم المتحدة، وفي نفس الموعد، وتم تصويرهما من طرف موقع الأخبار في نفس الوقت.
في النسخة العربية من موقع "الأخبار انفو" تم نشر خبر وقفة حركة لا تلمس جنسيتي، على تمام الساعة12 و41 دقيقة. ولم ينشر الموقع خبرا عن وقفة أصحاب المظالم، إلا عند الساعة 16 و38 دقيقة، وباعتباره نشاطا ل"فوناد" التي لاصلة لها بهذه الوقفة، لا من قريب ولا من بعيد. أي أن خبر وقفة حركة لا تلمس جنسيتي ظل هو الخبر الأول للموقع لمدة خمس ساعات تقريبا.
أما في الموقع الفرنسي، والذي كان أكثر إنصافا من النسخة العربية للموقع، فقد نشر خبرا عن وقفة لا تلمس جنسيتي على تمام الساعة 12 و36 دقيقة، مع تغطية ب341 كلمة، ونشر خبر وقفة أصحاب المظالم على تمام الواحدة وأربعة عشر دقيقة، وبتغطية لم تتجاوز 197 كلمة. كما أرفق خبر وقفة لا تلمس جنسيتي بصورة يتواجد فيها كل المشاركين في الوقفة، بينما في تغطيته لوقفة أصحاب المظالم فاكتفى بنشر صورة لا يتواجد فيها إلا سبعة من المشاركين في وقفة أصحاب المظالم!!!. أما مدة الفيديو المرفقة بالخبرين، فقد كانت متعادلة تقريبا، مع انحياز طفيف في الوقت لصالح حركة لا تلمس جنسيتي.
وقد يكون الأمر متفهما في الموقع الفرنسي، خاصة إذا ما علمنا بأن حركة لا تلمس جنسيتي لم تترجم ـ كالعادة ـ ما كتبت على لافتتها إلى اللغة العربية، لذلك فهي من هذا الجانب قد تكون أولى بأن تمنح الأولوية في النسخة الفرنسية، بدلا من أصحاب المظالم الذين كانت كل لافتاتهم بالعربية، ولم يترجم منها إلا القليل، كما هو الحال بالنسبة للافتته التي كنت أرفعها.
أما انحياز النسخة العربية من الموقع، فلم يكن له ما يبرره على الإطلاق، لا من حيث أهمية الوقفتين، ولا من حيث عدد المشاركين، ولا من حيث عدد اللافتات، ولا من حيث تنوع المشاركين، والذين كانوا أكثر تنوعا في وقفة أصحاب المظالم، وكان من بينهم بعض المعوقين الذين جاؤوا من بعيد ليشاركوا في وقفة أصحاب المظالم، وليُسمعوا أنينهم من خلال تلك الوقفة.
إن هذا الانحياز الصارخ لصالح وقفة على حساب أخري، يستدعي تقديم الملاحظات العاجلة التالية.
1 ـ يؤلمني أن أقول بأن موقع "الأخبار انفو"، أصبح ينحاز ـ بقصد أو بغير قصد ـ لبعض الخطابات التي لا يجمع عليها كل الموريتانيين، بل إنه كاد أن يتحول إلى ناطق رسمي باسم حركة لا تلمس جنسيتي، وباسم المبادرة الانعتاقية، وهو ما جعل الكثير من قرائه المتشبثين به، كما هو حال كاتب هذا البرقية يتألمون كثيرا لذلك.
2 ـ يؤسفني أن أقول بأن موقع "الأخبار انفو"أصبح يبخل على زواره بالانحياز السلبي، أما الانحياز الإيجابي فلم نعد نحلم به، أي الانحياز للخطابات المعتدلة، ولوحدة هذا الوطن. إننا لا نطلب كقراء، إلا أن يلتزم الموقع بالحياد السلبي، أي أن يعطي للخطاب المعتدل والمُوَحِّد نفس المساحة التي يعطيها للخطابات المتطرفة.
3ـ يقلقني أن الموقع أصبح لا يخفي انحيازه لأصحاب الآراء المتطرفة، ولا يخفي كذلك عدم تحمسه لنشر أي خطاب موحد، وكمثال على ذلك ـ وما أكثر الأمثلة التي لا أريد التحدث عنها في هذه البرقية ـ رفض الموقع لنشر تغطية وقفة نظمتها حركة " 3 من أجل 1" رغم أن أحد أعضاء الحركة اتصل بالموقع، وأخبرهم بالوقفة، ووعدوه بالحضور، وعندما لم يحضروا أرسل لهم خبرا عن الوقفة فلم ينشروه.
4 ـ يزعجني حقا أن أتحدث عن موقع "الأخبار انفو" من خارج الموقع، ولكن يشفع لي بأن الموقع لا ينشر مقالاتي لذلك فقد اضطررت أن أرسل هذه البرقية من مواقع أخرى.
ختاما : لم أكن أرغب في كتابة هذه البرقية العاجلة، ولكن حرصي على موقع "الأخبار انفو"، والذي أحترم القائمين عليه، وعلى رأسهم المدير التنفيذي، الذي أحترمه وأقدره كثيرا، هو الذي جعلني أكتبها، خاصة بعد أن أخبرني الكثير من المعجبين بموقع الأخبار بأنهم يتقاسمون معي نفس الملاحظات السابقة.
تصبحون وأنتم صوت كل الموريتانيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق