بالأمس كنتُ بمقر ولاية نواكشوط الغربية، ولما اقتربت
صلاة الظهر اتجهت إلى حنفية مثبتة بالحائط من أجل جلب ماء للوضوء ..بعد وصولي إلى
هناك جاء رجل حمسيني إلى الحنفية، وأخذ قنينة فارغة وصب فيها ماء من الحنفية، ثم
ابتعد بخطوات قليلة جدا من مكان الحنفية، ثم جلس و أخذ يتبول.
المكان "الاستراتيجي" الذي اختاره الرجل للتبول كان قريبا جدا من الحنفية، وكان في داخل مقر مبنى الولاية، أي في المنطقة الفاصلة بين الحائط والمكاتب.
المكان "الاستراتيجي" الذي اختاره الرجل للتبول كان قريبا جدا من الحنفية، وكان في داخل مقر مبنى الولاية، أي في المنطقة الفاصلة بين الحائط والمكاتب.
هذا الرجل هو من زوار الولاية الدائمين، وقد ظهر ذلك من خلال أحاديثه مع عمال الولاية. كما ظهر أيضا من خلال تعليقه على مسجد أو مصلى الولاية الذي قال بأن الولاية لم تشيده إلا من بعدما هجرها المواطنون، ولم يعد زائرها زائر ، وهو يعني بذلك أن أهل "الكزرات" لم تعد لهم صلة بهذه الولاية من بعد تقسيم العاصمة إلى ثلاث ولايات.
ولأنه من زوار الولاية الدائمين فقد استغربتُ أنه لم يستخدم المرافق الصحية بمبنى الولاية. لقد تأكدتُ بنفسي من وجود تلك المرافق، فبعدما رأيتُ الرجل يتبول بتلك الطريقة، أخذتُ أفتش إن كان في الولاية مرافق صحية، فوجدتُ بأن بها مرافق صحية، وبأنها في وضعية مقبولة، إن لم أقل جيدة. وهو ما زاد من استغرابي من سلوك الرجل.
سيبقى التبول في الشارع ظاهرة سيئة جدا، ولكن هذه الظاهرة السيئة يمكن أن نتفهم أن يلجأ إليها من أصبح في وضعية حرجة، ولم يجد مرفقا صحيا. أما أن تكون هناك مرافق صحية مقبولة، وأن يتعمد أحدهم على أن يتبول داخل مبنى عام، وقرب حنفية يستخدمها الكثير من الناس، فإن ذلك لمن الأمور التي لا يمكن تفهمها أبدا..
ملاحظة : الرجل ليس بالمجنون حسب ما يبدو من مظهره ومن أحاديثه ومن تصرفاته الأخرى ..بل على العكس من ذلك، فقد بدا لي وكأنه في صحة نفسية جيدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق