وصلتني رسائل وتعليقات من إخوة أفاضل في حزب "تواصل" تعليقا على مقال: "وليرحل قادة المعارضة أيضا"، وقد جاء في تلك الرسائل ذِكْرٌ لبعض الأنشطة التي تميز بها حزب "تواصل"، عن غيره من الأحزاب، في إطار رده على المجزرة البشعة، وهي أنشطة ارتأيت أن أقدمها في هذا التعقيب بعد أن فاتني أن أشير إليها في المقال الأصلي:
1ـ إن حزب "تواصل" هو أول حزب موريتاني يدين المجزرة، حيث نشر بيانا في اليوم الثاني من بعد حصول الفاجعة.
2 ـ أوفد حزب "تواصل" وفدا لمسجد التوبة لتقديم واجب التعزية للجماعة. وكان الوفد برئاسة نائب الرئيس السيد محمد غلام، وبرفقة مسؤول التنظيم، والأمين العام المساعد، ونائب المسؤول الوطني للمنتخبين.
3 ـ شارك نائب الرئيس محمد غلام رفقة قيادات أخرى في الصلاة على الجنازة.
والحقيقة أني كنت على اطلاع ـ من خلال متابعتي لما تنشره المواقع ـ على كل هذه الأنشطة التي قام بها حزب "تواصل"، حتى وإن غفلت عن ذكرها، أو الإشارة إليها، في المقال المذكور.
ولكن الخبر الجديد الذي حملته لي تلك الرسائل، والذي لم أكن على اطلاع عليه هو أن رئيس حزب "تواصل" السيد محمد جميل منصور كان خارج العاصمة، ولم يعد إليها إلا في يوم الجمعة الماضي، وهو ما يبرر غيابه عن استقبال الجثامين، وعن الصلاة على أرواحهم الطاهرة.
إن عدم الإشارة لأي نشاط من هذه الأنشطة في مقال : "وليرحل قادة المعارضة أيضا" هو الذي فرض عليَّ أن أكتب هذا التعقيب لأقدم فيه ما كنت قد تجاهلته في المقال الأصلي.
ولكن، وما دامت الأنشطة قد تم ذكرها، وما دمت قد اعترفت بتقصيري، فيبقى من اللازم أن أختم هذا التعقيب بثلاث ملاحظات سريعة:
أولاهما : كان الأولى بالرئيس محمد جميل منصور، وهو الذي يتميز عن غيره من رؤساء الأحزاب بأن له حسابا على "تويتر"، وأنا ـ بالمناسبة ـ من متابعي حسابه، وله صفحة على الفيسبوك، وأنا من أصدقائه، كان الأولى به أن ينشر تغريدة أو ملاحظة يعتذر فيها عن عدم تمكنه من أن يعزي شخصيا الجماعة، وعن عدم تمكنه ـ كذلك ـ من الحضور للصلاة لأنه خارج الوطن.
ولو أن الرئيس محمد جميل منصور فعل ذلك، وهو الذي يعرف أهمية الإعلام وقيمته لما أخطأ الآخرون في حقه، وما انتقدوه على غياب كان له ما يبرره.
وبالتأكيد يبقى لي الحق ـ كل الحق ـ في أن أتخيل موقفا آخر، وليعذرني التواصليون إذا ما أفرطت في التخيل، فبإمكاني أن أتخيل مثلا أن يكتب الرئيس جميل بأنه قد اضطر لقطع سفره، وذلك لكي يشارك شخصيا في مراسم استقبال ودفن شهداء الدعوة في سبيل الله.
ثانيهما : إن جماعة الدعوة والتبليغ حتى وإن كانت لا صلة لها بالسياسة، وحتى وإن كانت تأخذ مسافة واحدة من كل التشكيلات السياسية، إلا أنها كانت تستحق تعاملا خاصا ومتميزا من حزب "تواصل".
ثالثهما: لا شك أن حزب "تواصل" قد تميز عن غيره من الأحزاب الموريتانية في تعامله مع هذه الفاجعة الأليمة، ولكن على الأخوة في "تواصل" أن لا يكون أقصى حلم لديهم هو أن يتميزوا عن غيرهم من الأحزاب الموريتانية.
إن على أهل "تواصل" أن يستغلوا بشكل أمثل قدراتهم البشرية والإعلامية والفكرية والمالية، وأن يرسموا أهدافا طموحة تتناسب مع تلك القدرات والإمكانيات التي تميزهم عن غيرهم من الأحزاب. أما إذا ظل أقصى ما يطمح له التواصليون هو أن يتميزوا عن بقية الأحزاب الموريتانية فذلك يعني بأنهم سيضيعون ـ قريبا ـ وسط "الزحام".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق