سيادة الرئيس نبيه بري،
بدءا لابد أن
أتقدم إليكم باسمي وباسم الشعب الموريتاني بخالص الشكر على ما قمتم به دفاعا عن
سمعة بلدنا، فلولا تصرفكم النبيل والنبيه يا سيادة الرئيس نبيه بري لتعرضت بلادنا لفضيحة
ثانية في مباني هيئة الأمم المتحدة.
لقد حدثت
الفضيحة الأولى في العام الماضي، وفي نفس المبنى، وذلك لما حُرمت بلادنا من
التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة
للعام 2014 بسبب أنها لم تدفع
اشتراكاتها المالية لسنتين متتاليتين، والغريب في الأمر أن المبلغ المطلوب كان
مبلغا زهيدا، ولم يكن يتجاوز في مجمله الخمسة والعشرين ألف دولار أمريكي.
المخجل في
الأمر يا سيادة الرئيس، هو أن الدول الثمانية عشرالتي مُنعت معنا من التصويت بسبب
عدم دفع الاشتراكات السنوية هي مجموعة من الدول البائسة التي لم نسمع بها من قبل،
كما هو الحال بالنسبة لدولة "الدومنيكا"، و"غرينادا"،
و"جزر مارشال"، و"بابوا غينيا الجديدة"، و"سانت فنست
وغرينادين"، و"تيمور – ليشتي"، و"تونغا"،
و"فانواتو"، و"قيوغزستان".
لقد كادت
الفضيحة أن تتكرر للمرة الثانية، وفي نفس العام، وذلك بعد أن تم عرض التقرير
المالي لاتحاد البرلمان العربي، وتبين أن بلادنا، وكعادتها، لم تدفع اشتراكها
السنوي لثلاث سنوات متتالية، وهو ما كان سيعرضها للطرد من هذا الاتحاد، وأمام
خلائق الأمم المتحدة كلها: بعربها وبعجمها، بسندها وبهندها، برومها وبفرسها.
كنا سنتعرض
للطرد المهين أمام كل تلك الخلائق، وكانت كل دول الأمم المتحدة ستسخر منا، وبما في
ذلك : دولة" الدومنيكا"،
و"غرينادا"، و"جزر مارشال"، و"بابوا غينيا
الجديدة"، و"سانت فنست وغرينادين"، و"تيمور – ليشتي"،
و"تونغا"، و"فانواتو"، و"قيوغزستان" ... كانت تلك
الدول ستسخر منا، ولكن انتصاركم لبلدنا جنبنا تلك السخرية. فشكرا لكم عندما خاطبتم
الأشقاء العرب، وقلتم لهم انتصارا لموريتانيا: ".لماذا يا إخوان نخسر عضوية
دولة عربية شقيقة بهذه السهولة ، ليدفع الأعضاء المبلغ المطلوب من موريتانيا بحسب
النسب التي تسددها كل دولة".
سيادة الرئيس
نبيه بري،
لقد ابتلينا
في موريتانيا بحكومة بخيلة جدا، وبارعة في اكتناز الذهب والفضة، ولذلك فإننا نطلب
منكم، يا سيادة الرئيس، وابتاءً من اليوم، أن تتولوا متابعة اشتراكات موريتانيا، وأن
تشعروا الشعب الموريتاني بكل تلك المستحقات المطلوبة على بلده من طرف الهيئات
والمنظمات الدولية، وذلك لكي ينظم وفي وقت مناسب حملة تبرعات شعبية من أجل تحصيل
تلك المبالغ، ودفعها ـ أولا بأول ـ لتلك الهيئات والمنظمات، حتى لا نحرج الأشقاء
العرب مرة ثانية، وحتى لا نجبرهم على أن يدفعوا عنا اشتراكات بلدنا لكي يجنبوه الفضيحة
والعار أمام خلائق الأمم المتحدة، خاصة وأن العديد من تلك الدول العربية التي دفعت عنا تلك الأقساط لا
تملك من الخيرات والموارد ما تملك بلادنا. ويكفي أن تعلموا يا سيادة الرئيس، وأنا
هنا أنقل لكم حرفيا كلام حكومتنا البخلية، والذي تكرره على مسامع شعبها بالغدو
والآصال، بأن احتياطي بلادنا من العملات الصعبة يقترب من المليار دولار، وبأن
بلادنا تصدر الكهرباء للدول المجاورة، وبأنها تفكر في تشييد مصنع لتركيب الطائرات
العسكرية، وبأنها تفكر في فتح سوق للأوراق المالية، وبأنها غيرت عطلتها الأسبوعية
حتى تقلل من الخسائر الكبيرة التي كان يتكبدها اقنصادنا الوطني في كل يوم جمعة
بسبب ارتباطه الوثيق بالاقتصاد العالمي.
فهل يعقل ـ
يا سيادة الرئيس ـ أن تعجز حكومة تكرر مثل هذا الكلام عن دفع
اشتراكات سنوية عن بلدها لا تصل إلى العشرة آلاف دولار؟
أتركك لكم
الإجابة يا سيادة الرئيس النبيل والنبيه.
سيادة الرئيس
نبيه بري،
وفي ختام هذه
البرقية العاجلة، فإنه لا يفوتني هنا أن أتقدم إلى سيادتكم بهذا المقترح والذي
يتمثل في أن نهديكم رئيسنا ليتولى الرئاسة في بلدكم الذي يعيش أزمة رئيس منذ مدة
من الزمن.
وأبشركم يا
سيادة الرئيس بأن رئيسنا الذي سنهديكم سيسمعكم كلاما معسولا، وسيعدكم وسيمنيكم،
وسيرضي كل الأطراف المتصارعة في بلدكم، سيرضيها بالوعود وبالتعهدات، سيعد فقراء
لبنان برغد العيش، وسيمني الشباب اللبناني بتجديد الطبقة السياسية، وسيهدد
المفسدين في بلدكم، وسيتوعدهم بالسجون، وسيشيد لاستقبالهم المزيد من السجون.
سيعدكم
بتوزيع العدالة، وبإصلاح التعليم، وبمحاربة الفساد، وبتشييد المصانع، وببناء لبنان
جديد يتوفر فيه لكل لبناني ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت.
وحتى لا
أغشكم يا سيادة الرئيس، فمثل ذلك لا يليق بأن يفعله مثلي لرجل نبيل ونبيه وشهم مثلكم، دفع الأموال لكي يجنب بلادنا الفضيحة،
وحتى لا أغشكم يا سيادة الرئيس، فإني أقول
لكم بأن هذا الرئيس الذي سنهديكم سيحول لبنانكم الجميل بين عشية وضحاها إلى جحيم
رغم كل تلك الوعود والتعهدات التي حدثتكم عنها.
فعندما يحل هذا
الرئيس ببلدكم الجميل، فإن المستنقعات ستكثر في بيروت، وستنتشر فيها القمامة
والأوساخ، وستكب تلك القمامة على رؤوس اللبنانيين خاصة منهم من يسكن في الأحياء المجاورة
لسكنكم يا سيادة الرئيس، وسيلف بيروت ظلام
دامس رغم أن "الرئيس الهدية" سيحدثكم عن تصديره للكهرباء اللبنانية إلى سوريا وإلى
الدول المجاورة.
وبالمختصر
المفيد، فعندما يصلكم "الرئيس
الهدية" يا سيادة الرئيس، فستعلمون بأنكم في لبنان تعيشون في نعيم، وبأن
حالكم أفضل بكثير من حالنا، وبأنه لا مجال إطلاقا للمقارنة بين بلد يعيش أزمة لأنه
بلا رئيس، وبلد آخر يعيش أزمات بسبب أنه ابتلي برئاسة أزمة.
حفظ الله
لبنان..
حفظ الله
موريتانيا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق