أعرف أنك عشت من أصناف العذاب والآلام
والأحزان الشيء الكثير..
ولكني أعرف أيضا بأن حزنك بعد فاجعة الخميس
لن يكون كأي حزن..
فأن تعيش لما يزيد على عقد من الزمن داخل
أسوأ سجن في العالم، فذلك أمر مؤلم، ولكن فاجعة الخميس ستكون بالنسبة لك أكثر
إيلاما..
أن يقتادوك من الحمام بعجرفة وأنت صائم، ذات
يوم حزين من أيام نوفمبر من العام 2001، وأن يذهبوا بك إلى السجن ليذيقوك آخر ما
"ابتدعوا" من أصناف العذاب، فذاك أمر مؤلم، ولكن فاجعة الخميس ستكون
بالنسبة لك أكثر إيلاما..
أن يحرموك من النوم، وأن يشغلوا موسيقي صاخبة
داخل غرفتك المنعزلة، وأن ينتزعوا ثيابك فيتركوك عاريا أمام جنديات بائسات وتائهات،
وأن يغطوا عينيك ثم يرمونك في زورق ليوهموك بأنهم سيرمونك لكلاب البحر، وذلك لكي يجبروك
على الاعتراف بفعل لم ترتكبه، فتلك كلها أمور مخيفة ومؤلمة، ولكن فاجعة الخميس
ستكون بالنسبة لك أكثر إيلاما..