الخميس، 6 فبراير 2025

ركز على نقاط قوتك...


في "مدرسة الغابة" المتخصصة في تعليم وتدريب الحيوانات، لم يتمكن الأرنب الصغير ـ وللمرة الثالثة ـ  من تجاوز سنة أولى ابتدائي من قسم السباحة.

كان في كل عام يفشل في امتحان التجاوز، وفي العام الثالث، وبعد الرسوب الثالث، قرر الأرنب أن يذهب إلى "البوم الحكيم" طلبا للاستشارة والنصح.

ولما عرض الأرنب الفاشل مشكلته على "البوم الحكيم"، ما كان من "البوم الحكيم" إلا أن التفت إلى الأرنب، وقال له يا بني إذا كنت تريد النجاح في المدرسة فعليك أن تذهب الآن وتسجل في قسم الجري و السباق بالمدرسة. 

استجاب الأرنب لنصيحة "البوم الحكيم" وسجل في قسم الجري والسباق، وفي العام الأول نجح الأرنب متفوقا، أما في العام الثاني فقد تمكن من أن يصبح هو "التلميذ" الأكثر شهرة في قسم الجري والسباق بمدرسة الغابة المتخصصة في تعليم وتدريب الحيوانات.

الأرنب فشل في بداية دراسته في "مدرسة الغابة"، لأنه حاول أن ينجح في تخصص لا يتناسب مع قدراته وإمكانياته التي أودعها الله فيه، وهذا يحدث كثيرا معنا نحن البشر، فتجد الكثير منا يسعى لأن ينجح في مجالات لا تناسب قدراته وإمكانياته الذاتية.

صحيح أنه بكثير من المثابرة والجهد يمكننا أن ننجح في مجالات لا تتناسب مع قدراتنا وإمكانياتنا، لأنه لا مستحيل أمام الإصرار وقوة الإرادة، ولكن لن نتميز إطلاقا في تلك المجالات التي لا تتناغم مع قدراتنا وإمكانياتنا.

ثم إن الوقت والجهد الذي قد ننفقه لكي ننجح في مجالات لا تتناسب مع قدراتنا وإمكانياتنا، قد يكفينا خمسه أو سدسه لكي نصبح متميزين ومشهورين في مجالات أخرى تتناسب مع قدراتنا وإمكانياتنا.

فلماذا ننفق وقتا وجهدا كبيرا لتحقيق نجاح متواضع، وغير مضمون، في مجال ما، وذلك في الوقت الذي كان فيه بإمكاننا أن نحقق نجاحات عظيمة بجهد ووقت أقل لو استثمرنا ذلك الوقت والجهد المهدور في مجالات تتناسب مع قدراتنا وإمكانياتنا؟

خلاصة القول : ركز على نقاط قوتك لتربح المزيد من الجهد والوقت، ولتحقق نجاحا أفضل.

#ومضة_في_دروب_الحياة

#خلاصات_في_تنمية_وتطوير_الذات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق